تحذيرات أميركية من ازدياد خطر سرطان الرأس والرقبة
03:00 م - الأربعاء 5 سبتمبر 2012
بدأ في الانتشار بالولايات المتحدة وباء من إصابات السرطان في الفم والحلقmouth and throat (oropharyngeal) cancer. وتظهر الأورام السرطانية في المنطقة الوسطى من البلعوم، وفي قاعدة اللسان، وفي اللوزتين.
تحدث هذه الأورام السرطانية عند الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري human papillomavirus (HPV)، وهو الفيروس نفسه المسبب للإصابة بسرطان عنق الرحم لدى النساء. ويقول الخبراء إن عدد سرطانات الفم والحلق الناجمة عن الإصابة بهذا الفيروس سيفوق عدد الإصابات بسرطان عنق الرحم بحلول عام 2020.
ويقول الدكتور لوري ويرث الأستاذ المساعد بكلية الطب بجامعة هارفارد ومدير مركز سرطانات الرأس والرقبة في مستشفى ماساتشوستس العام، إن «الأمر يحدث أمام أعيننا.. إن هذه الظاهرة صادمة بحق».
ولا يوجد - حتى الآن - اختبار خاص بفيروس الورم الحليمي البشري الفموي oral HPV بحيث يمكن للأطباء رصد إصابات الأشخاص بالسرطان الذي يسببه، إلا أن على الرجال أن يستمروا في تدقيق أي إشارات مبكرة على الأمراض، وطلب المشورة الطبية فورا. ومع إجراء العلاجات المعتمدة، فإن نسبة الشفاء تكون في حدود 75 إلى 80 في المائة.
انتشار الإصابة ما مدى انتشار الإصابات السرطانية هذه؟ على العموم، فإن سرطانات الفم والحلق الناجمة عن الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري، ليست شائعة، وفي الماضي، كان الشخص الذي يمكن أن تظهر لديه سرطانات الرأس والرقبة هو رجل في الستينات من عمره لديه تاريخ طويل من الإسراف في التدخين والإسراف في تناول الكحول.
ومع هذا، فإن الرجال الذين يشخصون حاليا بإصابتهم بسرطانات الفم والحلق الناجمة عن الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري، لا يمارسون في العادة، التدخين بشراهة، ويمكن أن يكونوا في الخمسينات من أعمارهم؛ بل وأصغر عمرا، هذا إضافة إلى الرجال من أعمار كبيرة.
المعرضون للإصابة من هم الأشخاص المعرضون للإصابة؟ تقدم دراسة حديثة نشرت في مجلة الجمعية الطبية الأميركية أول بيانات إحصائية معتمدة حول الإصابات بفيروس الورم الحليمي البشري الفموي.
وفحص الباحثون نحو 5600 شخص من أعمار تراوحت بين 14 و69 عاما. ووفق التقديرات، فإن 10% من الرجال الأميركيين مصابون بالفيروس، ويزيد عدد الرجال المصابين بثلاث مرات على عدد النساء المصابات.
وقد وصلت العدوى إلى ذروتها في صفوف مجموعتين من الأشخاص؛ الأولى من أعمار تتراوح بين 30 و34 عاما، والثانية من أعمار تراوحت بين 60 و64 عاما.
وأشارت الدراسة إلى أن الاتصال الجنسي، والجنس عن طريق الفم، والقبلات العميقة، تؤدي إلى العدوى بفيروس الورم الحليمي البشري الفموي. وهناك ارتباط مباشر بين احتمال الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري وتكرار الاتصال الجنسي مع عدد متزايد من الشركاء.
ويشيع انتشار فيروس الورم الحليمي البشري الفموي بـ8 مرات بين الأشخاص الذين أفادوا بقيامهم باتصال جنسي. كما يصاب بالفيروس واحد من كل خمسة أشخاص أفادوا بأن عدد شركائهم كان 20 شريكا أو أكثر على مدى حياتهم.
أماكن الإصابة ويقول الدكتور ويرث موضحا، إن السرطانات الناجمة عن الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري تظهر نسقا معينا في ما يتعلق بأماكن ظهورها، والشكل القياسي الأكثر ظهورا هو ظهور كتلة «صامتة» (أي ليس لها أعراض) ملموسة في الرقبة يمكن أن يحس بها الرجل عند حلاقة ذقنه كما يمكن للورم أن يعطي انطباعا بوجود أوجاع في الأذن.
ويكمن الخطر في أن الرجل يمكن أن لا يتعرف على هذه الأعراض بوصفها أمورا تلزمه بضرورة استشارة الطبيب، فقد يلقي باللوم على تضخم للغدد ناجم عن نزلة برد أصيب بها مؤخرا، وهو ما يؤخر طلب الاستشارة الطبية لبضعة شهور، وفقا للدكتور ويرث.
علاج ناجح يمكن علاج السرطانات الناجمة عن الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري بنجاح أكبر من السرطانات المرتبطة بممارسة التدخين أو تناول الكحول. ولذا، فإن رصد الأورام السرطانية في المراحل المبكرة مهم. و«الأنباء السارة هنا هي أنه يمكن شفاء هذه الأنواع من السرطان بدرجة أعلى» كما يقول الدكتور ويرث.
وقياسيا، فإن العلاج يتألف من مرحلتي العلاج الكيميائي والإشعاعي، وفي بعض الأحيان العلاج الجراحي. إلا أن الشفاء يكون مصحوبا ببعض العواقب، ومنها جفاف الفم الدائم وحدوث تغير في عملية البلع.
ويعكف الباحثون على تطوير في طرق لعلاج سرطانات الرأس والعنق لا تؤدي إلى مثل تلك العواقب. إلا أن سرطانات الفم والحلق ربما لا تحتاج إلى علاجات قوية، الأمر الذي يعني تقليل الآثار الجانبية لها.
ومن سوء الحظ أنه لا يوجد اختبار مجاز رسميا من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية، لفحص روتيني يمكنه التعرف على الرجال المعرضين لخطر الإصابة بسرطانات الرأس والعنق، على غرار الاختبار المخصص للنساء لفحص خطر تعرضهن للإصابة بسرطان عنق الرحم.
وإضافة إلى ذلك، فإن الأطباء لا يعرفون إن كان اللقاح الخاص بفيروس الورم الحليمي البشري فعالا أيضا ضد عدوى الفيروس أم لا، ولهذا فإنه لا يمكن أن يستخدم لأغراض الوقاية منه.
ولكن المهم هو توخي الحذر، واليقظة. «فالأمر الأكثر أهمية هو زيادة التوعية بهذا النوع من السرطانات» كما يقول الدكتور ويرث الذي يحث على ضرورة استشارة الطبيب حال ظهور الأعراض.