التمر .. أنواع وأشكال وألوان أفضلها تمر «الخلاص» و«السكري» و«الصقعي»
02:18 م - السبت 22 سبتمبر 2012
يعتبر التمر أحد أهم رموز المائدة في شهر رمضان المبارك، ففي لبنان كما في أي بلد عربي لا تخلو منه جلسة رمضانية، إن بين أفراد العائلة الواحدة أو بين الأصدقاء، إذ يكون التمر رفيقهم.
وتزدهر أنواع التمور بين بلد عربي وآخر، ويصل عددها إلى أكثر من 2000 صنف، وهي معروفة باسم البلد الذي تنتمي إليه، فهناك مثلا التمر المصري والتونسي والأردني والعماني وغيرها، أما الأفضل منها فنجده في المملكة العربية السعودية وبالتحديد في المدينة المنورة، ومن أشهرها «الخلاص» و«السكري» و«الصقعي».
عادة ما تهتم محلات بيع المواد الغذائية والسوبر ماركت بإبراز ثمر التمر في واجهاتها الأمامية في شهر رمضان الفضيل، فتلجأ أحيانا إلى وضعها في سلال من القش مع زجاجة من عصير الجلاب أو التمر الهندي مع حفنة من اللوز وأخرى من الزبيب أو الجوز لتكون خير هدية تقدم في مناسبات الإفطارات.
أما ربة المنزل فتحرص على وضع التمر أو البلح في صدر المائدة الرمضانية التي تحضرها لأفراد عائلتها، فإما توزعها حبات قليلة في صحون صغيرة إلى جانب كل طبق، وإما تضعها في وعاء كبير أو سلة خاصة وسط المائدة ليتاح للجميع أخذ حصته منها.
ويشكل التمر أول حصة طعام يتناولها الصائم حتى قبل جلوسه إلى المائدة أحيانا مع كوب ماء أو حليب، كونها ترطب المعدة وتسهل الهضم بعد ساعات طويلة من الصوم تكون فيها الأمعاء كسولة وفارغة.
المتعارف عليه في موضوع التمور هو تقسيم أصنافه وفقا لثلاثة معايير: أولا لون القشرة، وثانيا نوع السكريات الموجودة فيه نسبة لتوقيت النضوج لديها إذا كان باكرا أو متأخرا، وثالثا معيار نسبة الرطوبة، وهو يأتي في مقدمة العناصر المهمة لتصنيفه، فيأتي كالتالي: التمر الرطب، والتمر نصف الجاف، والتمر الجاف.
المجموعة الأولى هي غنية في احتوائها على نسبة منخفضة من السكريات ومرتفعة من الرطوبة، وهي غير قابلة للحفظ لمدة طويلة، وتتميز هذه التمور باختلاف ألوانها وتؤكل طرية.
أما المجموعة الثانية فمعروفة بلبها المتوسط الرطوبة، ويمكن حفظها بعد جمعها لفترة طويلة بالطرق الطبيعية. وتختلف المجموعة الثالثة المعروفة بالتمر الجاف بأنها عند نضوجها تصبح جافة، وهي غنية بالسكريات مما يسمح بحفظها لمدة طويلة جدا بالوسائل الطبيعية أيضا وتبقى على جميع خصائصها.
ويعتبر «الخضري» ذو اللون الأحمر الأغنى بالمواد الغذائية، وكان الأشهر في الماضي بينما اليوم أصبح «الخلاص» الأكثر انتشارا، وهو أصفر اللون متوسط الحجم ولذيذ المذاق يؤكل رطبا وتمرا.
يعتبر التمر من الأغذية الكاملة، وهو غني جدا بالفيتامينات والأملاح المعدنية والقلوية، لذا يعتبر من الأدوية المعالجة لحموضة الدم، ويحتوي الكيلوغرام الواحد من التمر على 3000 سعر حراري، أي ما يعادل من الطاقة ما يحتاج إليه الرجل المتوسط في النشاط اليومي، وهو ملين للطبع ومقوٍّ للأعصاب ويساعد على الهدوء والسكينة، وحبة واحدة منه تزود صاحبه بالنشاط اللازم لجسمه وفكره طيلة اليوم.
ومن فوائده المعروفة أيضا أنه يقاوم أمراض الكبد، وغني بالفسفور الذي يدخل في نمو العظم والأسنان، سهل الامتصاص، ويمد الجسم بسرعة بالطاقة الحرارية الضرورية للقيام بالأعمال المختلفة، لاحتوائه على 70% من سكر الفاكهة، وهو فاتح للشهية يساعد على تقوية العضلات لاحتوائه على فيتامين «ب».
وأثبتت دراسة أخيرة قام بها أطباء بريطانيون نشرتها إحدى المجلات البريطانية الطبيعية أن تناول الطفل المواد السكرية الطبيعية في شهوره الأولى يقلل من إحساسه بالألم في بعض الفحوصات المخبرية التي تجرى له دوريا، مثل فحص فصيلة الدم وأثناء القيام بأي عملية جراحية له، وتم خلال هذه الدراسة عمل اختبار على مجموعتين من الأطفال تتراوح أعمارهم ما بين أسبوع و45 يوما، بحيث أعطيت المجموعة الثانية 2 ملم من جرعات مختلفة من السكروز، وبينها نقيع البلح، قبل الفحص مباشرة، فلوحظ أن هذه المجموعة توقف أطفالها عن البكاء سريعا مقارنة بأطفال المجموعة الأولى، كما عادت دقات قلوبهم إلى مستواها الطبيعي سريعا.
والمعروف أن التمر يدخل في صناعة عدد من الحلويات العربية المعروفة، وفي مقدمها المعمول الذي يقدم في مناسبة الأعياد، والذي تتنافس ربات المنازل على تحضيره في تلك المناسبات، ويكون التمر طريا ناعما (يعرف بالمعجون) ويخلط مع السمنة أو الزبدة كما يمزج مع مطيبات عدة (كالقرفة أو جوزة الطيب أو كبش القرنفل)، ليشكل حشوة المعمول.
كما تستخدمه ربة المنزل أيضا في صناعة «الغُرَيِّبة» بالتمر، وهي من الحلويات الشهية المعروفة في لبنان وخصوصا في منطقة الجنوب، كذلك يستخدم في تحضير المعمول المد (أي الذي يصنع في قوالب مسطحة وكبيرة)، إضافة إلى أنواع حلويات أخرى كعيدان التمر وبسكويت التمر وكريات التمر ومربى التمر.
وتتفنن بعض ربات المنازل بتحضير حلويات مصنوعة من البلح (الزغلولي والصقعي) ويقدم في أطباق كبيرة مزينة باللوز المحمص أو الجوز وجوز الهند.