سامر إسماعيل: زدت 12 كيلوجراما وحلقت نصف شعري لتأدية دور عمر

مدة زمنية ليست بالقصيرة، خضع خلالها الفنان السوري سامر إسماعيل، لتمارين رياضية مكثفة ونظام غذائي ليتمكن من زيادة وزنه 12 كيلو غراما، ليقارب في البنية الجسدية لسيدنا عمر الفاروق، وليتمكن من تجسيد دوره في المسلسل الذي سمّر الملايين من مختلف أنحاء العالم الإسلامي لمشاهدته.
تسعة أشهر من التحضيرات تخللها ساعات طويلها للبحث في شخصية الفاروق، وفي حفظ الحوارات، وتجارب الماكياج، في سعي منه لتقديم دور يليق بشخصية سيدنا عمر وعظمته، وليتكمن مع كامل فريق العمل من تقديم العمل بحلته الأخيرة على شاشة MBC1 وليتحول إلى الحدث الأضم في الموسم الرمضاني 2012.
هو شاب سوري في مقتبل العمر وجد أمامه فرصة قد لا تتكرر فانقض عليها بكل طاقته، ليأسر العالم بتجسيده العنفوان ورقة القلب والعدل والحكمة التي تميز بها الفاروق رضي الله عنه وأرضاه.
وعن التحضيرات التي سبقت العمل، قال:"زاد وزني 12 كيلوجراما لتأدية الدور وكنت أمارس يوميا ساعات من الرياضة لأن الفاروق رضي الله عنه كان مشهورا بنيته القوية والعريضة". سامر يبدو اليوم هزيلا إلى حد ما، بعدما فقد جزءا كبيرا من وزنه وبدأ يعود لمرحلة ما قبل عمر شيئا فشيئا حيث تمكن من خسارة 5 كيلوغرامات تقريبا..
ويتابع:"منذ بدأنا التصوير تغيرت حياتي تماما، فكنت اقضي ساعات عدة في القراءة والرياضة واتباع نظام غذائي ليزيد وزني"، كما اضطر إلى حلاقة نصف شعر رأسه لأن الفاروق كان أصلعا عند مقدمة الرأس، وهو ما ظهر في 6 أو 7 مشاهد من المسلسل، في حين غطت العمامة شعره في كل المشاهد الأخرى.
ويشير سامر إلى أنه كان يحفظ يوميا 12 صفحة بالحرف الواحد مع مراعاة التشكيل وهو أمر صعب ولا مجال للغلط فيه نظرا لأهمية الموضوع وحساسيته "على حد تعبيره". أما الساعات المخصصة للماكياج فكانت تتراوح بين ساعتين إلى 6 ساعات يوميا حسب المراحل العمرية التي ستظهر بها الشخصية.
ويقول:"في فترة عمر نسيت سامر كليا "، ويذكر أنه في أحد الأيام تم تصوير 4 مراحل عمرية بادئا نهاره الساعة 4 ونصف فجرا لينتهي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل.
أما عن المشهد الأكثر تأثيرا في قلبه فكان إسلام عمر قائلا: "كان كل مشهد يعيدنا في الذاكرة إلى قصة نعرفها عن عمر الفاروق، موقف له خصوصيته أو حكمته الخاصة، جميع المشاهد كانت هامة وحساسة، وكممثل فكان أكثر المشاهد تأثيرا عندما أعلن عمر إسلامه وقرر أن يصلي عند الكعبة الشريفة، علما أنه كان قبل عدة ساعات من أشد أعداء المسلمين ثم هداه الله". وأوضح أن مشهد اغتياله والوصية كانا أيضا من المشاهد المحببة إلى قلبه.
وعن ردود فعل الناس عند ظهوره في الأماكن العامة قال إن البعض يشك به بداية نظرا لأنه فقد وزنا كبيرا، ثم سرعان ما يتأكدون منه فيسارعون لالتقاط الصور معه أو تحيته، واصفا محبتهم بالشعور الجميل ودليل على نجاح العمل.
شعر باستغراب عندما كان يشاهد المسلسل من كرسي المتفرج موضحا :"دبلجة صوتي أشعرتني بالغرابة عندما كنت أتابع المسلسل في رمضان، حاولت أن أتعامل معه كمشاهد عادي ولكن طبعا كنت أشعر أنه كان بإمكاني تنفيذ هذا المشهد بطريقة مختلفة، وهذا أمر يتطور بطبيعة الحال مع تطور الممثل فيكتشف أمورا صغيرة لها علاقة بالشخصية أو تفاصيل الأداء".
أما أهل سامر فهم سعداء جدا وفخورين كما قال: "لم يتوقعوا أن يكون أول عمل أقدمه دورا بهذه الضخامة، طبعا يخافون علي وهو شعوري أيضا، فبداية بهذا الحجم هي مسؤولية كبيرة جدا".
أما عن أعماله المقبلة فقال إنه حاليا في مرحلة راحة ودراسة عروض مستقبلية مؤكدا ان واجبه الأخلاقي والمهني والديني يحتم عليه أن يكون حذرا في اختياراته لمراعاة هيبة الدور، ولفت إلى أنه محاط بأصدقاء محترفين في تقييم الأعمال الفنية يستشيرهم قبل الموافقة على اي دور.
لا ينشط على المواقع الإلكترونية لكنه متفرغ للتمثيل والفن، ويسعى في المرحلة المقبلة لدراسة الإخراج السينمائي، إذ لديه اهتمامات كبيرة بكل ما له علاقة بالفن. من هواياته الموسيقى والتصوير الفوتوجرافي وكل ما يتعلق بالأمور الفنية، الى جانب بعض الرياضات ككرة السلة والسباحة.
وعن الوضع في سورية تمنى سامر أن يتوقف سفك الدماء في أقرب فرصة ممكنة خوفا على أوراح مواطنيه السوريين.