الولادة حتى سن متأخرة تخفض احتمال سرطان الرحم

النساء اللواتي ينجبن آخر مواليدهن وهن في سن متأخرة يتمتعن بحماية طبيعية من خطر الإصابة بسرطان الرحم، مقارنة باولئك اللواتي ينجبنه وهن في منتصف العشرينات. هذا ما توصل اليه آخر بحث علمي أميركي يعتبر الأكبر من نوعه في العالم. 
للولادة المبكرة محاسنها العديدة ومن ضمنها أن المرأة لا تعاني على الأرجح نوع تعقيدات الحمل التي تتعرض لها تلك التي تؤجل الولادة الى فترة متأخرة نسبيًا.
ومع أن الولادة المتأخرة تحمل مخاطرها سواء على المرأة أو الجنين (كإصابة الوليد بعارض داونز)، فإن لها ميزة تتمثل في أنها تخفض احتمال الإصابة بسرطان الرحم، كما يقول آخر بحث علمي في هذا الشأن.
ويقول الباحثون إن المرأة التي تنجب آخر أطفالها وهي في سن الأربعين فما فوق، تقلل من إصابتها بسرطان الرحم بنسبة 44 في المئة، مقارنة بالمرأة التي تكون قد وضعت أبناءها وهي دون الخامسة والعشرين. والأكثر من هذا أن صاحبة الولادة المتأخرة تظل متمتعة بالقدر الأكبر من الوقاية لعقود طويلة بعد تلك السن. 
وسرطان الرحم يصيب الأغشية التي تشكل بطانته، ويعتبر الأعلى في قائمة أورام النساء الخبيثة في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا على الأقل. ونقلت الصحف الغربية عن العلماء في جامعة ساذرن كاليفورنيا قولهم إن خطر سرطان الرحم يقل بنسبة 13 في المئة كل خمس سنوات بعد الولادة في سن الثلاثين.
وبالمقارنة مع النسوة اللواتي ينجبن آخر أطفالهن في سن الخامسة والعشرين، فإن اللواتي يفعلن الشيء نفسه بين الثلاثين والرابعة والثلاثين يخفضن درجة الخطر بنسبة 17 في المئة. وترتقع هذه النسبة الى 32 في المئة للواتي تقع أعمارهن بين 35 و39 سنة.
وتقول الدكتورة فيرونيكا سيتياوان إن بحوث فريقها «تشير بوضوح الى أن وضع آخر الأبناء في سن متأخرة يعني وقاية ملحوظة من سرطان الرحم، وذلك بعد الأخذ في الحسبان عوامل أخرى مؤثرة مثل الوزن وعدد الأطفال وتناول حبوب منع الحمل»
ويعتبر هذا البحث الأكبر من نوعه لأنه يستقي معلوماته استنادًا الى أربع دراسات جماعية و13 أخرى تركز على حالات بعينها، وفي الإجمال فقد تناول 9671 حالة من الإصابة بسرطان الرحم. وتقول الدكتورة سيتياوان: «وجدنا أن الاستمرار في الولادة الى سن متأخرة يخفض هذا النوع من الأورام الخبيثة عبر مختلف الفئات العمرية التي تشمل طيفًا يمتد من سن الخمسين إلى فوق السبعين. وهذا يعني أن ولادة المرأة آخر أطفالها وهي في سن متقدمة نسبيًا تكفل لها وقاية عالية لا تتوفر لأخرى أنجبت آخر أبنائها وهي في العشرينات.