معذرة أيها الزوج .. فأنا لم أعد أحترمك

يعبر هذا الموضوع عن آلام كل زوجة انحرف زوجها عن المسار الطبيعي للحياة الزوجية السعيدة وتركها في ظلمات الوحدة والحزن، بسبب تصرفاته التي أساءت له ولها وللحياة المقدسة نفسها، حتى فقدت العلاقة بينهما أهم رباط وهو الاحترام، فلم تعد هذه الزوجة المقهورة تحترم مثل هذا الإنسان الذي فقد كل سمات الإنسانية، وتحول إلى كائن متبلد الحواس حتى فاض بها الكيل وقررت أن تظهر له وبكل صراحة وبدون خجل أنها لم تعد تحترمه.
لتصل له هذه الرسالة "أنه قد فقد احترام زوجته له" يجب أن تخبريه بالفعل أولا من خلال بعض الطرق المباشرة وغير المباشرة، فحاولي فقد يتأثر ويحاول التغير وإن لم يفعل لن يكون أمامك إلى المصارحة اللفظية.
من سمات المرأة أنها مخلوق رغم رقته يتحمل كثيرا ويصبر كثيراً، فتنام مثل هذه الزوجة كل ليلة وعيناها ممتلئة بأنهار من الدموع، تحملق في السقف لأنها لا ترغب في النظر إلى أي شيء يذكرها بهذا الزوج القاسي، متعجبة تسأل نفسها هل هذا هو الزواج وهل هذه هي الحياة الزوجية التي تخيلتها وحلمت بها؟!
فبعد مرور سنوات عدة من العلاقة الزوجية ينتهي الحال بهذه الزوجة إلى الشعور بالضياع والمرارة والاستياء، وتتألم الروح بإحباط واكتئاب لأن الرجل الذي أحبته وتزوجته لم يعد هو نفس الشخص.
لم يتبق لها إلا قلب مكسور وزوج تلومه على ذلك، ولكنها إنسانة كانت لديها مفاهيم وتخيلات أساءت –وللأسف- فهمها، وتصور غير صحيح عن العالم وما به وما يفترض أن تكون.
إذهب... والذي لم تكن تعلمه أن العلاقة المثالية بين العبد وربه وما بها من عطاء وحب متبادل تختلف كل الاختلاف عن علاقة العبد بعبد آخر، وأن ما يمنحك الله من رحمة وعطف لن تجده في عالم الإنسان، وكانت حقيقة صادمة لها عانت بسببها من خيبة الأمل والإحباط والشعور بالفشل والفراغ.
ورغم تعودي على ذلك الآن إلا أن الزواج قد انهار بالفعل، ولذلك على كل الزوجات أن تتحدى المعاناة لتجد سلوتها في طاعة الله وأنها ترغب أن ينتشلها من هذا الضباب طالبة منه المساعدة والثقة في أنه سوف يلبي لها ما تطلب لأنه قريب من عباده.
لماذا تتحول مشاعر حب المرأة لزوجها إلى نظرة احتقار؟
يحدث ذلك عندما تأخذ المرأة مكانا خلفيا تبذل قصارى جهدها لإسعاد زوجها وفي المقابل يعاملها بطريقة تصل إلى مستوى ممسحة الأرجل، ففي الوقت الذي ترفعه ملكا على قمة حياتها يركلها في قاع حياته، لذلك ينتهي الحب ولا يصبح في قلبها له أي ذرة من الاحترام.
وهنا بعض الأسباب التي توصل المرأة إلى هذه الحالة:
- عندما تكون مكانة الزوجة بالنسبة لزوجها مجرد جسد ولا يعترف بكونها صاحبة عقل وروح ومشاعر.
2- لا يغار عليها من عيون الرجال الآخرين، فهو لا يهتم بما ترتدي وإلى من تتحدث وكيف ينظر إليها الغير مهما كانت النظرات طامعة، وهذا ما نقول عليه في مجتمعنا العربي "فقدان النخوة".
3- يتخلى عنها في أصعب لحظات الحياة، فعندما تعاني من حزن على فقدان قريب لا يشاركها مشاعرها وإذا مرضت يتركها في أول محطة ويبحث عن متعته لدى غيرها.
4- يتخلى عن دوره كرجل أسرة ليترك مسؤولية البيت من الناحية المادية والتربوية على عاتقها.
5- يترك طاعة الله ويبحث عن طريق المعاصي والمحرمات مهما تنصحه لا يأبه لحديثها ويرد عليها بأسلوب ساخر.
6- يجعلها كماً مهملاً لا نقاش لا حوار وإن حاولت ذلك تطول يده عليها ليضربها ضربا مبرحا.
وبناء على ما سبق سيكون أمامك وسيلتا؛ن إما استخدام الطرق العنيفة أو الطرق اللطيفة، وهذا يعتمد على طبيعة زوجك ومدى معاناتك معه:
أولا الطرق العنيفة:
والآن حان الوقت للتعرف على طرق إظهار عدم الاحترام لزوج غير محترم وهي:
- اسأليه أسئلة لا تريدين منه الإجابة عليها، لكنها مجرد إشارة إلى مدى سذاجتك في اعتقادك عنه وعن حقيقته.
- انظري إليه نظرة تعبر عن الازدراء مع تنفس الصعداء فهذه إشارة منك له أنك محبطة من مدى غبائه ومصدومة فيه.
- قاطعيه.
- أغلقي شفتيك وارسمي التجهم على وجهك.
- جادليه بدون أن تعترفي بصحة فكرته التي يتحدث بها.
- عندما تجدينه يفكر لا تسأليه أبدا فيما يفكر.
- ابدئي جميع الأسئلة بجملة "لماذا لم...؟" لأن هذه العبارة تمثل تحدياً للرجل.
- توقفي عن المجاملات وبدلا منها ابحثي عن فرص لتنتقديه.
- اطلبي منه كثيراً من المهام وإن لم يفعلها انتقديه على ذلك.
- صححي له عندما يسيء التصرف مع الأطفال وخاصة إذا كان الخطأ يفعله لأول مرة، حتى يفقد الشعور بأنه أب جيد ويدرك أنك تنظرين إليه على نفس الأساس حتى يتوقف عن المحاولة.
- انتقديه بدلا من الثناء عليه أولا عندما يكون لديك عمل بناء تريدين إطلاعه عليه.
- توقعي أنه سيقرأ ما يدور بعقلك.
- استخدمي بعض الجمل الاستفزازية مثل "إذا كنت لا تعرف فأنا لن أخبرك".
- إذا وجه أحد له أي سؤال بادري بالرد بالنيابة عنه.
ثانيا الطرق اللطيفة:
اكتبي له جواباً يحمل كل ما ترغبين إخباره به:
إذا منعك حياؤك من تنفيذ بعض الحيل السابقة اكتبي لزوجك خطاباً يحتوي على كل ما تريدين إخباره به، وهنا بعض المساعدة والاقتراحات:
- أخبريه أنك تحاولين النضج كزوجة وأم، وأن العلاقة بينكما علاقة يجب احترامها لأن الله قدسها.
- أنك تفتقدين إلى عناصر كثيرة في علاقتكما الزوجية.
- اطلبي منه أن يراجع نفسه قبل أي تصرف يقوم به.
- عديه بأنك لن تتحدثي عن مثل هذه الأمور مرة أخرى.
- أخبري أبناءكم بهذه المشكلات واطلبي منهم المساعدة والبحث عن حلول.