"امسك جاسوس" .. فمن حولك ليسوا جميعا أصدقاء
01:45 م - الأحد 29 يوليو 2012
خاص الجمال - إيناس مسعود
ما تعيش به الدول العربية هذه الأيام من توترات واضطرابات داخلية، مشكلات، مظاهرات والمزيد من مظاهر عدم الاستقرار يمثل تربة خصبة جدا لعمل الجاسوسية وانتشار الجواسيس هنا وهناك.
فهم يحيطون بنا في كل مكان، هم أناس ماهرون جدا في التخفي والاحتيال على من حولهم يظهرون المودة والقرب من الناس ويبدون في تعاملاتهم طبيعيين منعا لإثارة الشك، لديهم قدرات فائقة في تكوين علاقات وصداقات كبيرة، يقنعون الغير أنهم أناس طيبون حريصون عليك وفي الحقيقة هم العدو الأول لك.
تتحدث إليهم بكل صراحة وتفتح لهم قلبك وفي المقابل يتحفظون أمامك، يأخذون ما تقول أنت وغيرك وسيلة للكسب المادي الحرام لبيع الوطن إلى دول أخرى هدفها الوحيد تدمير عالمنا العربي وإبادة الشعب العربي.
أسوأ ما في الموضوع أن طيبة النية أصبحت سلاحاً هداماً، فقد تكون إنساناً يعشق وطنه يريد بناءه ومستعداً للتضحية بالروح وبكل شيء من أجله، ورغم ذلك تكون أنت طرفاً أساسياً في تدميره وهذا من الثرثرة ثم الثرثرة ونقل المشكلات والأخبار بدون أن تعلم أو تعي هول ما تفعل بدون قصد.
ماهي أكثر طرق الجاسوسية انتشارا هذه الأيام؟
أولا الفيسبوك:
احترسوا أيها الشباب وأقول الشباب لأنهم أبطال هذا الموقع الإلكتروني الخطير، ولأنهم أيضا أكثر طائفة تعاني في عالمنا العربي من القهر والظلم ونقص الفرص الحقيقية للحياة وتحقيق الذات وبناء المستقبل، فيطفح بهم الكيل ولا يجدون شيئاً يعبرون من خلاله عن همومهم غير التحدث بتلقائية وبكل صراحة عن أدق التفاصيل التي يعيشونها والمشكلات المحيطة بهم في بلادهم مع أصدقاء الفيسبوك.
وما أدراك من هم أصدقاء الفيسبوك فإذا كان لديهم القليل من الأصدقاء الحقيقيين الذين يعرفونهم معرفة جيدة هناك الكثير جدا من الأشخاص الذين يرسلون لهم طلبات صداقة من جميع أنحاء العالم وهم لا يعرفون عنهم أي شيء؛ لأن المعلومات التي تجدها على صفحة كل منهم غالبا تكون مزيفة وغير حقيقية أو واقعية.
ثانيا الشارع:
من سمات الشعوب العربية الود وتكوين الصداقات السريعة والتعرف على الأشخاص الغرباء، على سبيل المثال في وسائل المواصلات أو الأماكن العامة وغيرها عندما يحدث أمر ما أو يقوم شخص ما ببدء الحديث عن مشكلة ما يعاني منها المجتمع نجد هناك تسابق من أغلب الموجودين للاشتراك في ذلك الحوار؛ حيث يقوم كل فرد بإبداء رأيه وإعطاء الأمثلة من خبرات عاشها، ومن هنا تكتمل الصورة وتصل المعلومة مستوفية إلى من يريد سماعها وقد يكون هو نفس الشخص الذي بدأ الحوار.
ما لنا وما علينا؟
أعزائي القراء تعالوا نفكر معا ونعلم ما لنا وما علينا القيام به للحفاظ على أمن واستقرار الوطن وهو التحفظ الشديد جدا عند التحدث عن أمور الدولة سواء كانت إيجابية أو سلبية إلا في الأماكن التي نعرف من يتواجدون بها معرفة جيدة جدا مثل زملاء العمل، أفراد الأسرة أو الأصدقاء المقربين، أما عند التواجد في أي مكان عام مع وجود أغراب لا نعرف عنهم أي شيء فلا بد من الصمت أو التحدث في موضوعات عامة يعلمها العالم أجمع وليس في أمور خاصة دقيقة وحساسة.
كيف نكتشف أن من نتعامل معه جاسوس وليس صديقاً؟
جميعنا مقتنع كل الاقتناع أن الجواسيس أمر واقع يحيط بنا، لذلك إليك عزيزي القاريء بعض الخطوات الهامة لتساعدنا في التعرف على أي جاسوس يحاول النيل من أمننا والتدخل فيما لا يعنيه من أجل تحقيق مصالح خاصة به وبمن يعمل لصالحهم وتتلخص في الآتي:
اعلم أن الجواسيس أنواع ومن بينهم ما يلي:
- جواسيس تابعين لجهة حكومية:
الجواسيس التابعين لجهات حكومية من الأنواع المتواجدة حقيقة من حولك سواء كانت تلك الحكومة في بلدك أو من أي دولة أخرى، فمنهم من يبحثون عن كشف الأعمال غير المشروعة، حالات الظلم وغيرها.
- جواسيس تابعين لجماعات خاصة:
تنشر الجماعات ذات الأهداف الخاصة جواسيسها في الأماكن التي ترغب في جنى ثمار معينة منها وهم على سبيل المثال:
- الإرهابيون من ينتمون لجماعات إرهابية.
- عصابات المقاتلين.
- جبهات التحرير.
وهذه الأنواع لا تنتمي إلى أي جهات حكومية أو رسمية وغالبا يتحركون في نفس الدوائر.
جواسيس الصناعة:
يرتكز عمل هذا النوع من الجواسيس على سرقة المعلومات السرية والخطط الهامة الخاصة بمجال الصناعة في مكان العمل بصورة غير شرعية، وهذا غالبا يكون بين الشركات المتنافسة؛ حيث ترغب كل شركة في متابعة سير التكنولوجيا وسرقة ما توصلت إليه منافستها من اكتشافات، تقليدها والتفوق عليها في سير العمل ومعاملة الموظفين أو حتى اختراق مواقعها الإلكترونية الخاصة وكلها وسائل غير شرعية.
جواسيس عبر الإنترنت:
قد يكونوا من خلفية حكومية، صناعية، جهة أهلية أو حتى فرديين، أو جزءاً من شبكة إجرامية على النت، فهم موجودون في أي مكان بالعالم لديه الإرادة والموارد وهدفهم الدائم هو الحصول على معلومات سرية لبيعها لمن يدفع أعلى سعر أو التجسس بغرض الابتزاز أو مطاردة الأشخاص.
جواسيس المراقبة السرية ومنهم المخبرون أو رجال الشرطة:
لا يتطلب عمل هذا النوع من الجواسيس مهارات الاختباء وغيرها لأن ذلك من طبيعة عملهم المعترف به.
جواسيس الصحافة والنشاط السياسي:
ينضم بعض من يعملون في الصحافة أو النشاط السياسي عندما يكون ما يقومون به من عمل في إطار سري للبحث والكشف عن المعلومات التي لم تنشر على الملأ، والتي تتفق مع مصلحة جهة معادية للوطن الذي ينتمون إليه.
والآن اكتشف معنا الجاسوس وهذه الأدوات سوف تساعدك:
- حدد الجاسوس بناء على عمره:
تتراوح معظم أعمار من يعملون بالجاسوسية بين 25 و40 عاما فهذه هي القاعدة العامة، ومع ذلك قد يكون هناك البعض ممن يكبرون أو يصغرون عن هذا الحد، ولكن في حالات نادرة جدا، لذا علينا الحذر من هذه الفئة العمرية.
- الاطلاع على أوراق وبيانات تعليم وعمل هذا الشخص:
معظم الجواسيس خريجو جامعات، لكنهم ليسوا من النوع المتفوق لا في دراستهم ولا في حياتهم العملية والمهنية لأنهم لا يرغبون في بذل أي جهد أو مواجهة صعوبات للحصول على العمل الذي يرضيهم.
- التحقق من الخلفية العسكرية له:
يحصل معظم الجواسيس على شكل من أشكال الخبرة العسكرية فلا بد من تمتعهم بمهارات القتال والدفاع عن النفس.
- اطلب منه مشاركتك في لعب شطرنج أو ألعاب ذكاء أخرى:
يملك معظم الجواسيس ذكاء منطقياً جدا ومهارات مميزة في حل المشكلات، فهم أناس أذكياء جدا، لذلك عند مشاركتهم في لعبة من هذا النوع تكتشف ما يملكون من تفرد.
- بحث سجل القيادة والسجل الجنائي على الإنترنت:
من المؤكد وجود بعض مشكلات وحوادث في القيادة وسوابق جنائية لكل جاسوس.
- مراقبة سلوكياته:
غالبا تجد الجاسوس حريصاً كل الحرص على توجيه الكثير من التساؤلات على من حوله، الرغبة في الجلوس بمفرده لبعض الوقت، محاولة كسب الثقة للحصول على معلومات هامة، وكلها مؤشرات خطيرة.
اعلم أدوات جاسوسك:
معرفة أدوات جاسوسك جزء شديد الأهمية في مهمة الكشف عنه، ومن أهمها ما بجعبته من إمكانيات تكنولوجية توجد في حقيبته أو منزله وتشمل:
- نظارات الرؤية الليلية وأدوات التكنولوجيا غير المألوفة أو الغير عادية.
- كاميرات خفية في منزله أو مكان عمله.
- أجهزة تنصت.
- أي مركبة تحتوي على هوائيات غريبة مثل راديو سي بي.
كيف سيظهر الجاسوس؟
يحاول معظم الجواسيس الاندماج مع البيئة التي يمارسون عملهم بها كوسيلة للظهور بنفس المظهر العام لمن يجالسونهم من أشخاص، لكن لابد من ارتداء ملابس متخصصة تتطلب بعض التعديلات تسمح بإخفاء معدات وأسلحة واقية للجسد ومساعدة لمهمة التجسس.
ابحث عن العلامات الجسدية:
فيما يخص الجانب الجسدي للجاسوس هناك سمات قد تلحظها في الشخص المشكوك فيه ومنها:
- وجود ندوب أو جروح.
- آثار حوادث سيارة.
وهذا يدل على اشتراكه في أعمال قذرة غير شرعية وخاصة إذا لم تسمع أنت عن تعرضه لأي حادث نتج عنه مثل هذه الإصابات.
وهنا بعض التساؤلات الهامة عندما تظهر شكوكك نحو شخص معين:
- هل أصبح الشخص المزعوم صعب التواصل معه؟
- هل ظهرت عليه ديون مفاجئة أو أعمال محرجة تسببت في رفض العائلة أو نبذها لهذا الشخص؟
- هل يسافر هذا الشخص كثيرا خارج البلاد بدون أن يفصح عن سبب السفر؟
- هل يحب المشكوك فيه البقاء وحده؟
- هل اللغة التي يستخدمها بها نوع من الألفاظ أو الجمل الشاذة والتي تختلف عن الطبيعي مما يثير انتباهك؟
- هل يوجه العديد من الأسئلة طوال الوقت عن أشخاص، أماكن أو أحداث بعينها؟
- بعد أي زيارة لهذا الشخص في مكان العمل هل تجد أي مظاهر للعبث؟