الخزف الطيني يدخل مجال الديكور المنزلي في المغرب

يعتبر الخزف أو الفخار من أقدم أنشطة الصناعة التقليدية في المغرب، إذ تعتبر صناعته من الصناعات التقليدية العريقة، التي حافظ عليها الحرفيون المغاربة لقرون طويلة، ويشهد على ذلك آثار مدن تاريخية مثل «وليلي» و«شالة» و«لوكوس».
مناطق تكشف عن نماذج وأشكال تعكس فن وإبداع الصانع المغربي في هذا المجال عبر مختلف الحقب والأزمنة.
لكن الفخار المغربي عرف ركودا فترة طويلة حيث أصبح يقتصر فقط على الأواني المنزلية مثل «الطاجين» أو «جرة الماء» وما شابهها من أدوات منزلية تقليدية. الأمر تغير في الآونة الأخيرة، بعد أن دخل مجال الديكور الداخلي، وتبين أنه مناسب للديكور الكلاسيكي والحديث على حد سواء. 
ما ساعد على هذا الانتعاش، تفنن الحرفيين في ابتكار أشكال جديدة تناسب كل الأساليب والأذواق وبأسعار مناسبة في متناول جميع الشرائح الاجتماعية، من دون أن ننسى دور المجلات والبرامج التلفزيونية الخاصة بالديكور التي سلطت الضوء على استعمالاته الكثيرة وجمالياته. 
فجرة كبيرة الحجم مصنوعة من الطين بنقوش وزخرفة ومن دون صباغة اكتسبت جمالية جديدة أخرجتها من دورها العملي وأعطتها دورا جديدا وأكثر قوة بوضعها في أحد أركان المنزل أو باستعمالها كحاملة نباتات طبيعية.
واللافت الآن أن معظم شرفات الشقق الفاخرة أو المتوسطة بدأت تساير الموضة باستعمالها كحاملات نباتات، بأشكال مختلفة دائرية أو مستطيلة أو بيضاوية. وبينما يفضل البعض الملون والمزخرف منها بنقوش، هناك من يفضلها من دون ألوان.
تعتمد الصناعة الفخارية على الطين كمادة أولية أساسية يتم من خلالها صنع مختلف الأشكال، حيث تمر عملية صنع الآنية الخزفية بمجموعة من المراحل التي تبتدئ بجلب التربة (الطين أو الصلصال) وخلط هذه التربة بالماء من خلال الآلة الخاصة بهذه المهمة والمعدة للمزج والخلط السريع، ثم توصل هذه الخلطة بواسطة الأنابيب إلى أحواض خاصة تحت الأرض لتجفيف الطين والتخلص من الماء.
في المرحلة الثانية يتم إخراج الطين من الأحواض بعد جفافه، ثم عجنه بواسطة آلات خاصة بذلك، بدلا من العجن باليد أو بالأقدام كما كان في السابق، ولا تجهز العجينة إلا بعد التخلص من كل الشوائب العالقة بالطين وبعد أن تصبح طرية وجاهزة لمرحلة التصنيع. 
هنا تؤخذ الكمية المناسبة من الطين للقطعة المراد تصنيعها وتوضع على دواليب صناعة الخزف، لتشكيل الآنية المراد صنعها وتزخرف حسب الطلب والحجم المراد. وتدار هذه الآلة بواسطة الكهرباء، أما قديما فكانت تدار من خلال دولاب دائري يحرك بالقدم ليتحرك في الوقت ذاته الدولاب في الأعلى.
بعد مرحلة تجفيف الأواني يتم عرض الأشكال المصنوعة على أشعة الشمس بقصد التجفيف وحتى تأخذ قوتها وصلابتها، ثم تدخل إلى أفران تحت درجات حرارية جد مرتفعة تصل إلى ألف درجة. 
وتجدر الإشارة هنا إلى أنه في حال لم تأخذ قطعة الفخار وقتها في الفرن تكون سريعة التعرض للكسر. بعد التأكد من انخفاض درجة حرارة الفرن لأقل من 50 درجة يتم إخراج الأواني وترميمها من الشقوق التي قد تتعرض لها أثناء هذه العملية، وعرضها للبيع، بينما تخضع أوان أخرى وهي في الغالب عبارة عن ديكورات إلى عملية التلوين والصباغة بالفرشاة وكتابة بعض الكلمات والرسومات والنقوش القديمة التي توضح في بعض الأحيان الهوية التاريخية للمغرب على مدى العصور، ويتم إدخالها مرة أخرى إلى الفرن المخصص لهذا الغرض.