د/ حازم يس: القرنية المخروطية .. التشخيص والعلاج
04:28 م - الخميس 12 يوليو 2012
في البداية .. ما رأي د/ حازم في ازدياد أعداد الإصابات بالقرنية المخروطية .. فهل وسائل التشخيص أصبحت متقدمة أم أن المرض ازداد في هذه الأيام؟
أنا أزعم أن وسائل تشخيص المرض قد تقدمت، إلي جانب أن نسب حدوث القرنية المخروطية قد زادت بصورة أكثر من ذي قبل، والسبب لم يحسم حتي الآن إلا أن المتفق عليه هو أن فرك العين بكثرة قد يكون أحد الأسباب، فهو يؤدي إلي إضعاف نسيج القرنية.
نبدأ الآن في شرح معني القرنية المخروطية:
في البداية .. القرنية هي: الجزء الأمامي الشفاف من جدار العين الخارجي ويمكننا تشبيه القرنية بأنها زجاج الساعة أو الباغة التي تكشف "المينا" أو الجزء الداخلي بالعين والذي يسمي القزحية، ونتيجة لأنها شفافة فهي تظهر لون القزحية سواء كان بنياً أو أخضر أو أسود أو أزرق.
وتعتبرالقرنية أقوي عدسة موجودة في مقلة العين، لأن لها قوه تتراوح ما بين 42 إلي 46 درجة، بينما العدسة الداخلية للعين التي تصاب بالمياه البيضاء والموجودة خلف القزحية التي تعطي لون العين فقوتها تقريبا 18 درجة، إذاً فالقرنية تمثل تقريبا ضعف العدسة الداخلية وهي ليست مجرد غطاء وإنما هي أقوي جزء قادر علي جلب الصورة علي الشبكية.
ونتيجة لأن القرنية شفافة فهي متساوية التحدب في جميع الاتجاهات، فإذا افترضنا أن العين فيها 360 محوراً فهم متساوون في التحدب في جميع الاتجاهات، أي أن القرنية تشبه القبة فبالتالي تجلب الصورة علي الشبكية بسهولة.
أما في حالة القرنية المخروطية فبدلا من أن تكون القرنية متساوية التحدب في جميع الاتجاهات، فإنها تبدو ببروز مدبب بالقرب من منتصف القرنية، ويستمر هذا البروز في التزايد حتي يصبح شكل القرنية علي هيئة هرم أو مخروط فيصاب المريض بضعف شديد في الإبصار مع عتامات علي سطح المخروط.
المريض الذي يأتي إلي العيادة ويكون مصاباً بالقرنية المخروطية .. ما هي الأعراض التي قد أتى بسببها؟
في البداية أود أن أشير إلي أن المرض يأتي إلي الشباب صغار السن بداية من مرحلة البلوغ وحسب درجة شدته يظهر، فعلي سبيل المثال .. طفل مصاب برمد ربيعي يفرك عينيه بكثرة وبالتالي فهذا يضعف نسيج القرنية ويحدث بها شئ أشبه بالفتاء، أي أن القرنية يحدث لها انبعاج، وعند مرحلة البلوغ يذهب للطبيب ويبدأ في مرحلة يشكو من تغيير مستمر ومتكرر للنظارت.
وأيضا يظهر عند المريض ما يسمي بالاستجماتيزم (وقد تم شرحه في العدد السابق) وهو يعني عدم وجود نقطة في العين أي أن الصورة لا تتكون في نقطة واحدة، حيث إن القرنية فقدت تساوي التحدب في جميع الاتجاهات، ولكن أريد أن أوضح أنه ليس كل من يعانون من الاستجماتيزم هم مرضي قرنية مخروطية وذلك لأن الاستجماتيزم نوعين: الأول هو استجماتيزم مستوٍ وهو في الأغلب لا يتغير ولا يزداد باستمرار، أما النوع الآخر هو استجماتيزم غير مستوٍ وهو مرتبط بأن القرنية يزداد انبعاجها ومع زيادته فإن الاستجماتيزم يزداد تباعا.
نريد أن نعرف نصيحة دكتور حازم للقراء ولصغار الأطباء عند كشفهم علي حالة مرضية يشتبه أنها مخروطية؟
هناك مدارس عالمية لمعالجة القرنية المخروطية تبدأ في التنبيه علي الآباء والأمهات بعدم جعل أبنائهم يفركون أعينهم، وإن كان أبناؤهم مرضي رمد ربيعي فيجب التنبيه بعدم فرك العين وبالتحديد وهي مقفولة، لأن هذا يكون حكاً في القرنية، إنما إذا اشتدت الحاجة إلي فرك العين فيجب أن تكون العين مفتوحة.
بالنسبة للأطباء .. فأهم شئ يجب أن يلفت انتباههم هو ارتفاع درجة الاستجماتيزم والذي قد يقترب من درجة قصر النظر، وعند وضع مقاس النظارة الناتج عن جهاز الكمبيوتر والذي يفترض أن المريض قد يري به 6/6 فإن الطبيب سيلاحظ أن المريض لا يستطيع رؤية السطر الأخير في لوحه اختبار المقاس، وهذا يعني أن التركيب التشريحي للقرنية لم يعد مستوياً،
علاوة علي أنه عند أخذ المقاس علي جهاز الكمبيوتر فإن الجهاز سيظهر له قراءات عديدة مختلفة نتيجة لأن القرنية بها انبعاج.
وإذا قام المريض بقلب النظارة بزاوية ميل فإنه سيجد أن الرؤية قد اختلفت وبالطبع كل هذا نتيجة انبعاج القرنية. وفي الوقت الحالي أصبحت هناك فحوصات تسمي بتصوير القرنية بأجهزة موصلة بفيديو كاميرا توضح رسم القرنية الأمامي والخلفي وتسمي بالكاميرات الخماسية أو البنتا كام، وهي تعمل علي تشريح نسيج القرنية لتوضح الأماكن التي بها ابنعاج وسمك القرنية في هذه الأماكن، علاوة علي أنها تكشف أيضا عن المرض مبكرا أي إذا كان المريض لديه قرنية مخروطية مستترة أم لا، وهناك أيضا أجهزة تقيس قدرة القرنية علي المقاومة.
بعد أن تحدثنا عن تعريف القرنية المخروطية وتشخيصها.. الآن هل هناك علاج للقرنية المخروطية؟
في البداية أوضح أن العلماء قد قسموا مراحل القرنية المخروطية إلي أربع مراحل:
المرحلة الأولي: وتسمي Cross Linking نستخدم مادة اسمها "رايبوفلافين" وهي مادة مصنوعة من فيتامين "ب" نستخدمه للتنقيط علي سطح القرنية كي يتشربها نسيج القرنية، ثم يتم تعريض المريض للأشعة فوق البنفسجية وهذا يؤدي إلي حدوث صلابة بالقرنية، وهذا يزيد معامل صلابة القرنية ليمنعها من الانبعاج وهذا يفيد عند الكشف عن المرض مبكرا.
المرحلة الثانية: يكون بها دمج عملية Cross Linking مع زرع حلقات، حيث إن القرنية يحدث بها انبعاج في المنطقة المركزية، وهنا نضع حلقات أو دعامات في أطراف القرنية بشكل يشبه "طاولة الترامبولين" فهي تشد الجزء المنبعج بالأطراف ويقوم الـCross Linking في هذا الوقت بالعمل علي تقوية المنطقة المركزية.
المرحلة الثالثة: عندما يزداد الانبعاج نختار دعامات في قطر أصغر كي يزداد الشد، وقد نحتاج إلي زوجين من الدعامات "خارجية وداخلية " لتثبيت نسيج القرنية أكثر.
المرحلة الرابعة: والتي لابد فيها من زرع القرنية.