الداء والدواء لتجنب ظهور الشعر الأبيض
حينما تبدأ الشعيرات البيض في التسلل إلى رؤوسنا، يتسلل معها الخوف إلى نفوسنا ونبدأ نتساءل: هل هذه الشعيرات البيض هي المشيب؟ وهي هي حقاً بداية الطريق إلى الشيخوخة؟ فما حقيقة هذه الشعيرات البيض؟
المشيب: هو فقدان الشعر للونه الطبيعي الذي يظهر نتيجة وجود مادة ملونة تفرز خلايا متخصصة موجودة في بصيلات الشعر وهذه الخلايا يخضع نشاطها للعوامل الوراثية.
وعند سن معينة يقل نشاط هذه الخلايا تدريجياً حتى تتوقف عند إفراز هذه المادة الملونة. ويقول د. محمد ندا أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية بكلية طب القصر العيني أن هذه السن تختلف من شخص لآخر ولكنها تبدأ عامة بعد سن الثلاثين. ولذلك نلاحظ ظهور بعض الشعيرات الرمادية أولاً وتتبعها شعيرات بيضاء ثم يزداد عددها ليظهر بعدها المشيب.
وفي هذه الحالة تكون الشعرة البيضاء غير طبيعية في الملمس والطول والصلابة وتكون خشنة مجعدة وذلك بفعل أحد العوامل الخارجية السابقة وهذا النوع من الشيب يكون مؤقتاً لأن الشعرة التي ستحل محلها (إذا تركت دون إساءة) تكون طبيعية اللون.
وهنا ينبه د. ندا للاعتقاد الخاطئ بأن شد الشعيرة البيضاء يؤدي إلى كثرة ظهوره ولكن الصحيح أنه حينما ننزع الشعيرة البيضاء أحياناً وبالذات التي تكون بفعل العوامل الخارجية السابقة كالفرد والشد تظهر بدلها أخرى يمكن أن تكون طبيعية اللون.
وهذا الاعتقاد القديم الذي يحكي عن حالات ظهور الشيب عقب الفزع والخوف الشديد ليس له أي أساس علمي.
وإذا فرضنا جدلاً أن الفزع سيؤدي إلى توقف الخلايا الملونة عن أداء وظيفتها وهذا مستبعد علمياً إذ كيف يتأتى للحالة النفسية أو التغير الذي يحدثه الفزع أن ينقص خلية معينة ليؤثر فيها تأثيراً كلياً وهي الخلية الملونة؟ ولو فرضنا أيضاً إمكان حدوث ذلك.
ويذكر د. ندا أن هذا الرد أثير في مؤتمر علمي في لندن سنة 1964 عند عرض طبيب سويسري لحالة من الفزع لطفلة أعقبها بعد يومين تحول شعرها إلى اللون الأبيض.
وكان الرد العلمي عليه في المؤتمر أنه لا يمكن أن يحدث هذا علمياً كما سبق... وأخيراً شعرك يحتاج إلى صداقتك واهتمامك فهو يعيش بها ويتألق ... أما الإهمال فيفقده بريقة وجماله.
وللطعام تأثير مباشر على صحة الشعر وحيويته لذلك يجب الاهتمام بتنويع غذائك ليشمل كل الفيتامينات والمعادن ونعود لنؤكد أن الشعر شأنه شأن كل نبات أو كائن حي ينمو بنشاط أكبر إذا ظفر بغذاء أكثر وأول ما يجب استحضاره لتغذية جلد الشعر هو المستحضرات الخارجية التي تقوي فروة الرأس وتفيد الخلايا.