لا تتزوج قبل الثلاثين .. هل تعلم السبب؟

لا يمكن أن تستمر الحياة على وجه الأرض بدون زواج فهو الوسيلة الوحيدة والمسموحة للتكاثر وإعمار الدنيا بالذرية، لكن من أجل أن تنشأ علاقة زواج قوية على أساس يستطيع أن يصمد أمام كل ما قد يواجهه من مصاعب ومعوقات لابد أن يفكر الإنسان بعمق ويختار شريك حياته بمنتهى الدقة جنبا إلى جنب مع الموعد المناسب لإتمام هذا الزواج، فجميعها عناصر تتحد معا لإنجاح هذا الرباط المقدس.

وينقسم المجتمع إلى وجهتي نظر بخصوص هذا الموضوع، الرأي الأول أن يتزوج الرجل والمرأة بمجرد أن يصل كل منهما إلى سن البلوغ ويصبح لديهما القدرة على إقامة علاقة زوجية، ولديهم أسبابهم المنطقية ومنها:

- لمنع الفتنة.

- حتى لا يقع الشاب أو الفتاة في المعصية.

- طلبا لإثراء أعداد العشيرة.

- البحث عن الاستقرار.

أما الرأي الآخر لا يحبذ الزواج في سن مبكرة ويحذر من الإقدام على هذه الخطوة قبل سن الثلاثين، وهذا ما سنناقشه اليوم من خلال الأسباب التالية التي تؤيد هذا الرأي، فهيا نتعرف عليها حتى يكون لديك -عزيزي القارئ- صورة واضحة للاختيار بين الرأيين إما الأول وإما الثاني

يقولون لا تتزوج قبل الثلاثين من عمرك لأنك لا تملك إلا حياة واحدة فقط، لذلك أنت بحاجة لأن تعطي نفسك فرصة كافية لتنضج إذا لم يكن نضجاً تاماً على الأقل بعد الثلاثين يكون لديك القدرة على تحديد الموقع الذي تحتاج أن تكون به، ربما لا تكون اختياراتك مثالية لكن لن يكون لديك الكثير لتندم عليه.

الزواج ليس شيئا يمكن به التجربة والخطأ، ولا يقل أهمية عن أي عملية جراحية أخرى لا يجب أن نعرضها للفشل، وعندما تقرر إتمامه يجب أن تتوفر لديك المعرفة الكاملة به وتعد له العدة والتخطيط المناسب من جميع الجوانب النفسية، العقلية، المالية والاجتماعية.

- هل لديك شعور داخلي بالأمان؟

- لديك استعداد كامل للالتزام نحو شخص آخر؟

- هل حددت الأسباب التي جعلتك تختار شخصاً واحداً بعينه لتتزوج به؟

- كيف تقدم على الزواج ومازلت تفتقد إلى كيفية التعامل مع شخص آخر بمحبة، إخلاص واحترام؟

لذلك عليك الانتباه واستيقظ قبل أن توقع نفسك وتزعج غيرك بما لديك من جنون وتهور، فالزواج به ما يكفي من المشكلات التي تتطلب رجاحة العقل.

مسؤولية الزواج ليست بسيطة لأنك تكوين أسرة بحاجة إلى الكثير من الاحتياجات وأهمها الشعور بالأمان وخاصة الأمان المادي، فهل لديك وظيفة ثابتة، هل أنت مؤمن من الناحية المالية التي تسمح لك بتلبية ما تحتاجه الأسرة، هل لديك مدخرات يمكنك الاعتماد عليها إذا واجهت أي ازمة مالية؟ إنها تساؤلات غاية في الأهمية.

اعلم أنك قبل الثلاثين قد يصعب عليك العثور على شريك يتمتع بالنضج والالتزام، وخاصة إذا كنت تعيش بمدينة كبيرة حيث تنتشر ظاهرة التسلية وقضاء الوقت اللطيف بدون زواج.

ينظر الأشخاص قبل الثلاثين لأنفسهم نظرة سطحية تعتمد على المظهر لا الجوهر؛ حيث يعتقدون أنهم يتمتعون بالشباب، الجمال، لفت الانتباه، هدية الله للعالم، فكيف تتوقع من إنسان لديه هذه العقلية الالتزام لشخص واحد وأسرة جادة، لأنه سرعان ما يشعر بالملل ويرغب في الانطلاق إلى العالم مرة أخرى ليحصل على كلمات الإعجاب من الكثير فهو لا يكتفي بشخص واحد.

أنت بحاجة للتعرف على نفسك والاقتراب منها؛ فمثلا يجب أن تعلم ماذا تحب، ومالا تحب، رغباتك، أهوائك وكل شيء يخلق منك إنساناً ناضجاً وأي نوع من الأشخاص تريد أن تكون؟، عندما تتضح هذه الأمور حينها تستطيع إقامة علاقة زوجية مع الشريك الصحيح يحيط بها الحب والراحة النفسية والاجتماعية.

إذا أجلت فكرة الزواج حتى الثلاثين يكون لديك فرصة كبيرة بعد التخرج لتحقق الاستقرار الوظيفي، وهذا من أهم الأسباب التي تجعل هناك أشخاص أكثر نجاحا عن غيرهم، واعلم جيدا أن العلاقة الزوجية لا يمكن لها الثبات والاستقرار بدون عمل ثابت وحساب في البنك يقف جنبا إلى جنب مع مقوماتك الجسمانية من وسامة وغيرها، وإذا كنت شخصاً طموحاً لابد أن تدرك أن هناك علاقة قوية بين التفوق المالي للفرد وقدرته على تكوين عائلة سعيدة آمنة.

قبل الثلاثين هناك عدد قليل جدا ممن لديهم رؤية واضحة عن أهدافهم الحقيقية من الزواج ولديهم القدرة على تطبيق هذه الأهداف بصورة عملية بعد الزواج.

هل تعتقدون أن شخصا ما يرغب في تقييد نفسه مع شريك واحد في الوقت الذي يكون لديه الفرصة لمقابلة الكثير من الناس وقضاء وقت ممتع معهم؟ يمكنك تحقيق هذه المعادلة لكن اعلم أنك ستقع تحت سيطرة بعض المشاعر مثل الغيرة، عدم الاستقرار وربما التحكم، حينها تصبح حائراً بين ميولك وواجباتك ويصبح تفكيرك مشتتاً بين هذا وذاك.

كل هذا بسبب التسرع وعدم النضج؛ فالزوج على سبيل المثال إذا شعر بعدم الرضا في علاقته الزوجية يصبح عبدا للإغراءات الخارجية وخاصة عندما يكون إنساناً غير ناضج والعكس صحيح؛ فبعد الثلاثين يملك الإنسان نوعاً من التوازن والاعتدال الذي يمكنه من التنسيق بين حياته الزوجية ويمنحها مقداراً من الحرية حتى يمارس كلا الشريكين ما يريد ولكن في الإطار المقبول الموجه.

- الاحترام.

- الثقة.

- الوفاء.

- الحب غير المشروط.

في وقت ما بعد الزواج لابد أن يكون لدى الزوجين الاستعداد والقدرة على الإنجاب وإحضار أطفال إلى هذا العالم، وهذا يتطلب الكثير من الطاقة والحكمة التي تمكنهم من تنشئة الطفل بطريقة صحيحة.

إذا تم تأجيل فكرة الزواج حتى الثلاثين يكون لدى الشخص وقتاً كافياً للتعرف على الكثير من الناس ودراسة الشخصيات مع المرور بالعديد من التجارب حتى يمكنه اختيار شريك حياته المناسب بدون تسرع.

من المعروف أن للزواج متطلبات مالية كبيرة وهذا يحرم الزوجين من الاستمتاع وممارسة ما يحبان من هوايات كالسفر عبر العالم، ارتداء ملابس أنيقة، تصفيف الشعر بشكل متحرر بعض الشيء؛ لأن الحياة الأسرية ستحتم عليك الظهور بمظهر رسمي إلى حد ما والتحفظ في كثير من الأمور التي يسهل القيام بها خلال فترة العزوبية.

قبل الزواج تستطيع الادخار فلن يكون هناك متطلبات طائلة يحتاج إليها أفراد أسرة وحتى يمكنك التخطيط للحياة المستقبلية.

تمثل فترة الثلاثين من العمر الوصول الحقيقي لمستوى مناسب من النضج الجسدي، العقلي، الروحي والمالي وهذه عوامل ثابتة يشترك بها الجميع مهما اختلفت الظروف.

الوصول إلى عمر الثلاثين يعني أنك مررت بالعديد من التجارب ووقعت في الكثير من الأخطاء وبعده لن تعاني من المشكلات السابقة، فأنت قد أخذت عبراً وحصلت على استنتاجات وخبرات يمكنك بواسطتها استكمال حياتك في حالة من الاستقرار على المسار الصحيح.

- لا تتزوج للهروب من موقف صعب لأنك سوف تخرج نفسك من سجن إلى سجن آخر في مكان مختلف.

- كونك وحيداً أو تعاني من كسرة القلب لا يعني التسرع في الزواج لأن ذلك قد يؤدي إلى جرح أكبر قد لا يمكنك الشفاء منه.

- لا تتقبل الضغط من أحد يلح عليك لكي تتزوج مثل والديك لأن لكل عصر أفكاره وظروفه التي تختلف عن العصر الذي يسبقه.