الـ«بيبلوم» .. تصميم يحتفل بأنوثة المرأة ومقاييسها

من أهم إيجابيته أنه يخلق بعض الدراما والإبهار بتسليطه الضوء على منطقة الخصر
من أهم إيجابيته أنه يخلق بعض الدراما والإبهار بتسليطه الضوء على منطقة الخصر

رغم أنك لن تركني فستانك الناعم أو المنسدل جانبا هذا الموسم، فإنه لا بد من الإشارة إلى أنك قد تواجهين هجوما غير متوقع من قبل ما يعرف في أوساط الموضة بالـ«بيبلوم».
أصل الكلمة ليس عربيا ولا إنجليزيا لكنه يوناني من كلمة «بيبلوس» تطور ليأخذ رنة فرنسية مع السنين، ومعناه تلك القطعة الصغيرة التي تأخذ شكل تنورة قصيرة تغطي الخصر وتتدلى منه ببضع سنتيمترات، أحيانا بشكل منسدل وأحيانا بشكل مقبب. 
ولو لم يكن جزءا لا يتجزأ من القطعة التي يلتصق بها لكان الوصف الأصح لهذا التصميم أنه إكسسوار يراد منه خلق حركة على فستان أو تنورة أو جاكيت.
خلال عروض الأزياء، وتحديدا منذ موسمين، أطل علينا هذا التصميم، لكنه وصل إلى أوجه في هذا الموسم على يد مصمم دار «ديور» الفني، بيل غايتون.
فهذا الأخير عاد إلى أرشيف الدار وغرف منه ما يكفي لصياغة هذا الشكل الأنثوي في جاكيتات وقمصان أنيقة ومفعمة بالأنوثة، لتأتي النتيجة بدراما تشبه تلك التي خلقها الراحل كريستيان ديور عام 1947 عندما قدم لأول مرة ما أصبح يعرف بـ«ذي نيو لوك»: خصر محدد يتسع بعده وتنورة منفوخة تغطي الركبة.
والطريف أنه عندما ظهر في عروض الأزياء أول مرة، اعتقد البعض أنه سيبقى حكرا على عدد محدود من مواكبات الموضة، وما لم يتوقعه هؤلاء أن محلات الموضة الشعبية ستلتقط الفكرة وتطرحها بشتى الأشكال والألوان، في فساتين، وتنورات، وجاكيتات، وكنزات صوفية، وقمصان من الجرسيه. وبين ليلة وضحاها تشبعت العين بهذا التصميم ثم تعودت عليه وأحبته، وعوض أن ترى سلبياته القليلة لم تر إلا إيجابياته الكثيرة.
الفرق بين ما قدمه كبار المصممين ومحلات الموضة الشعبية أن ما طرحه الفريق الأول يناسب امرأة نخبوية لا تركب المواصلات العامة، وبالتالي بإمكانها أن تسمح لنفسها بتصاميم مثل تلك التي اقترحها بيل غايتون، مصمم دار «ديور»، أو مارك جايكوبس لـ«لويس فويتون»، وإيلي صعب وجون بول غوتييه وغيرهم. 
الفريق الثاني في المقابل، أخذ بعين الاعتبار أن المرأة العادية تضطر إلى التنقل بالمواصلات العامة وقد لا تكون بالضرورة بمقاس عارضات الأزياء، أي أن أي خطأ غير محسوب من شأنه أن يجعله غير عملي من جهة، ويضفي عليها بعض الكيلوغرامات بزيادة عرضها من جهة ثانية. 
ومن هذا المنطلق وفرت تنوعا لا بد وأن تجد من بينه أي واحدة ما يناسبها سواء كانت فتاة في العشرين، من خلال فستان ضيق من الجيرسيه بـ«بيبلوم» يغطي البطن ويلفت النظر إلى الخصر، أو امرأة في الأربعين وما فوق من خلال تايور، بتنورة أو بنطلون، وجاكيت محدد عند الصدر يتسع عند الخصر وينفش شكله. 
والمتابع لأحوال الموضة في الشوارع العالمية، لا يفوته أنها انتشرت أكثر في بريطانيا مقارنة بباريس مثلا. والسبب أن بريطانيا أكثر عاصمة ترحب بالجديد وتتوق لتجربته من دون خوف، بينما المرأة الباريسية تتقيد بأسلوب خاص بها وقلما تحيد عنه، باستثناء شريحة معينة من المتفتحات على الموضة وصرعاتها، وهن قلة. 
ومع ذلك، فإنه من الخطأ القول بأن الـ«بيبلوم» صرعة بلمسة جنون تخاطب الجريئات فحسب، فالأصح أنه تصميم يجمع الكلاسيكية بالشقاوة والمرح، وهذا ما يجعله مناسبا لكل الثقافات، بما في ذلك المرأة العربية.
صحيح أنه لا يناسب المرأة البدينة لأنه يزيد من عرضها، إلا أنه في الوقت ذاته يمكن أن يخفي عيوب المرأة التي تميل إلى الامتلاء بالتركيز على أنوثتها على شرط أن يكون منسدلا وليس مقببا. 
أكبر دليل أنه يخاطب المرأة العادية المقاييس أنه عندما تلبسه فتاة نحيلة من دون مؤهلات جسدية أو تضاريس واضحة فإنها تضيع فيه وتفقده الكثير من جمالياته بينما عندما تلبسه فتاة عادية فإنه يمنحها أناقة وجاذبية، وذلك أن الهدف منه منذ البداية هو الاحتفال بالأنوثة.
بالطبع يجب الانتباه إلى أنه ليست كل هذه التصاميم أنيقة ومنفذة بشكل يضفي الجمال بالضرورة، والقاعدة هنا هي الابتعاد تماما عن كل ما هو مصنوع من قماش رخيص أو تصميم يوحي بأنك تلبسين قطعة تمت سرقتها من قطعة ديكور منزلي.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الشكل ظهر بداية في عهد اليونان، إلا أنه عرف أوجه في الأربعينات ثم الثمانينات من القرن الماضي. في الأربعينات تبنته المرأة لتسليط الضوء على الخصر النحيل وعلى أنوثتها، خصوصا أنها بعد الحرب، لم تكن مستعدة للكشف عن مفاتن الجسد مفضلة في المقابل استعمال أمتار سخية من الأقمشة بعد سنوات من الحرمان والتقشف. 
وفي الثمانينات اكتسب التصميم درامية أكبر على يد مصممين مثل ثيري موغلر، الذي أعطانا الفساتين التي تعانق الجسم بشدة وتتدلى من خصرها هذه التنورات القصيرة للفت الأنظار ومنح الثقة في الوقت ذاته بإخفاء جزء من البطن. 
هذا الموسم يتمتع هذا التصميم بنهضة أخرى كمضاد للأزياء الهندسية التصاميم أو المفصلة التي تحدد الجسم، من دون أن ننسى تأثير دوقة كمبردج، كايت ميدلتون، التي ظهرت به في بعض المناسبات، وكالعادة كان لظهورها به مفعول السحر على المبيعات، فضلا عن ظهور الكثير من النجمات به في مناسبات السجاد الأحمر، نذكر منهن دايان كروغر والمغنية ريهانا، وغيرهما ممن أعطينه دفعة حياة جديدة.
الإيجابيات والسلبيات
- إضافة قطعة عرضية على الخصر قد تجعل السيقان تبدو أقصر مما هي عليه خصوصا إذا كانت القطعة عريضة وطويلة في الوقت ذاته.
- ما عليك من مظهر العارضات على منصات العروض، فمقاييسهن تختلف عن مقاسات المرأة العادية عموما، وبالتالي فإن ما يناسبهن لا يناسب الأغلبية بالضرورة. كلما كانت هذه القطعة الإضافية منسدلة إلى تحت كان ذلك أفضل وأضمن.
- لا تحاولي بأي حال من الأحوال أن تلبسي هذا التصميم مع تنورة قصيرة جدا، فالطول المفضل هو الركبة أو تحتها، وما عليك إلا أن تتصوري التصميم الكلاسيكي كما طرحه الراحل كريستيان ديور عام 1947 لتتأكدي أنه كان قمة الأنوثة والجمال.
- لا تجربي تنسيقه مع «بوت» يصل إلى الكاحل أو صندل يعقد عند الكاحل لأنهما يقصران الساق، وهو الأمر غير المرغوب هنا.
- ارتداء جاكيت أو كنزة بهذا التصميم مع بنطلون عصري، أو «كابري» يبعدك عن المظهر الريترو.
- تذكري أن الهدف من الـ«بيبلوم» ليس خلق انطباع بالرشاقة، فهو في أحسن الأحوال سيركز على جماليات جسمك كما هي من دون تمويه. لكن من إيجابياته إذا كان بتصميم راق فإنه قد يموه على كرش مائل إلى البروز.
- من أهم إيجابيته أنه يخلق بعض الدراما والإبهار بتسليطه الضوء على منطقة الخصر.
- عندما يكون الفستان أو التنورة بهذا التصميم، يفضل أن تكون الياقة، في الفستان أو القميص أو الكنزة، عالية لأن التركيز هنا لا يكون على منطقة الصدر بل منطقة الخصر. لنفس السبب يفضل عدم المبالغة في استعمال الإكسسوارات، التي يفضل أن تقتصر على حذاء عال وحقيبة يد تحمل باليد وأقراط أذن وساعة يد.
- التصميم مناسب لأماكن العمل كما لمناسبات المساء والسهرة حسب نوع القماش واللون والتصميم.