أنقذوا المرأة من عادات تقشعر لها الأبدان وتبكي لها العيون والقلوب دما

رغم أننا نحيا هذه الأيام في عصر من التقدم العلمي والتكنولوجي وشعاع التنوير الذي يضفي نوره على العالم أجمع، إلا أن هذا الشعاع لم يصل حتى الآن لبعض أجزاء العالم؛ حيث تمارس عادات ظالمة صارمة مهينة ضد المرأة حولتها من مخلوق كرمه الله في جميع أديانه السماوية إلى أداة تلهو بها بعض المجتمعات بصورة حقيرة تخلو تماما من أي معان للإنسانية. تعالوا معي- أعزائي القراء- للذهاب في جولة بسيطة لبعض البلدان والتعرف على مدى المعاناة التي تراها النساء هناك وكيف يسخرونها بصورة بشعة.
الريف الهندي ووأد البنات:
في المناطق الريفية بالهند حيث يصعب تحديد نوع الجنس، تنتشر عادة وأد البنات بصورة صادمة مثيرة للحزن، حين ينتظر الزوجان حتى تلد الأم وعند اكتشافهما أن المولود أنثى بدون تردد يقومون بقتلها بوسائل عدة وهي كالآتي:
- خنق الطفلة.
- تسميمها.
- إلقاؤها حية داخل صناديق القمامة.
- تجويعها.
- حشو فمها بالملح.
- تركها ليلة كاملة في العراء حتى تموت من البرد.
وما يبكي القلوب والصدور أن هذا العمل الشنيع "وأد البنات" لا يعتبر جريمة ولا يعاقب عليها القانون، وذات مرة شاع خبر أحد هذه الجرائم البشعة، لكن لم يمر وقت طويل حتى ماتت القضية.
وما يثير الدهشة والألم معا أن الأمهات أنفسهن هن اللاتي يرتكبن هذه الجريمة في كثير من الأحيان، وذلك بدعم من غيرهن من النساء في منظومة نسائية ذات عقول فاسدة، حيث يؤمنون أن الأم هي مصدر ميلاد هذا الطفل الغير مرغوب فيه، لذا يلزم عليها التخلص منه، أحيانا يفرض عليها القيام بذلك وأحيانا أخرى ترتكب هذا الجرم عن طيب خاطر؛ لأنها نفسها ترغب في طفل ذكر، فأين ذهبت الأمومة وأين دفنت الأبوة والإنسانية؟
وإذا أراد الله لهذا المولود الأنثى النجاة يتجاهلها والديها ويعاملونها بإهمال ووحشية ويستمر تطبيق القتل لكن بصور أخرى وهي:
- تصبح مجرد خادمة بالبيت لأخوتها الرجال ولأبيها. 
- نادرا ما تذهب الفتيات إلى المدرسة فيحرمونها من التعليم وإذا حدث وأدخلوها لا تبقى إلا سنوات قليلة.
- يتم إرسالها للعمل عنوة وغالبا ترسل للمدينة لتعمل خادمة حتى تجلب لهم كل المال الذي تكسبه.
- تعاني القسوة وسوء المعاملة في أي مكان تذهب إليه.
قتل الجنين الأنثى في رحم أمه:
يعتبر قتل أجنة الإناث ظاهرة حديثة انتشرت في كثير من البلدان منها الهند، كوريا الجنوبية، الصين ومعظم الدول الأوروبية بفضل التقدم في تقنيات الهندسة الوراثية والمعلوماتية، فالتكنولوجيا بدون قوانين تنظمها تعطي البشر حرية للوصول حتى إلى الحياة داخل رحم المرأة، وقد استخدم الخبراء ثلاث طرق رئيسية لتحديد جنس الجنين داخل الرحم وهي:
- أخذ عينات من الزغبات المشيمائية.
- المسح الضوئي بالموجات فوق الصوتية.
- فحص السائل الذي يحيط بالجنين.
وأصبحت طريقة المسح الضوئي بالموجات فوق الصوتية من أكثر الطرق شيوعا لتحديد جنس الجنين وذلك لأنها تعتبرأسرع، أسهل وأقل تكلفة عن غيرها من الطرق الأخرى، وليس لها آثار جانبية أو أي تعقيدات تؤثر على صحة الجنين أو الأم، ويتم استغلالها في الدول التي تسيء توظيف العلم وتميل للذكور ضد الإناث.
وسرعان ما أصبح قتل الجنين الأنثى وسيلة مقبولة من الناحية الاجتماعية وتزايدت حالات الإجهاض بدون النظر إلى الأخلاق أو القيم الإنسانية، وتوفر الاختيار بشكل واسع النطاق حتى تتخلص الأم من العار المجتمعي كما يطنونه ولديهم حججهم الخاصة والضغوط التي تقع على عاتقهم. ورغم وجود قوانين تمنع تحديد الجنس وما يترتب عليه من جرائم، يتم تجاهل تلك القوانين بمنتهى الجرأة لدرجة حولت هذا الفعل إلي أداة فاسدة متاحة للجميع.
 
في نيبال .. الدورة الشهرية جريمة تعاقب عليها الفتاة:
رغم أن وصول الفتاة لمرحلة النضج ونزول الحيض من الأشياء التي تسعد الفتاة نفسها لأنها تشعر بأنها أصبحت امرأة، كما تدخل السرور على قلب أمها وتبدأ في إعدادها حتى يوم زفافها، لكن في نيبال الأمر مختلف تماما.
فعندما تحيض البنت تكون بالنسبة لأهلها كمن ارتكبت ذنباً عظيماً ويجب أن تعاقب لأجله، حيث يتم إخراجها من المنزل وعزلها وحيدة في كهف حتى تنتهي فترة الحيض، تنام أياماً وليال عرضة لبرودة الطقس بدون أن يقدم لها أي طعام، هذا لاعتقادهم أنها في هذه الفترة إنسانة غير نقية ويجب تجنبها.
 
في الكاميرون .. تكوي الأم ثديي ابنتها:
 يمثل ثديي الفتاة أحد مظاهر أنوثتها التي منحها الله لها، ونحن نعلم جيدا الوظائف المتعددة لهذا الجزء الهام من جسد المرأة، لكن أحيانا العلم بالشيء لا يكون خيراً من الجهل به؛ ففي الكاميرون تشوه الأم ثديي ابنتها بالكيّ حتى تبعد الرجال عنها ولا تصبح بالنسبة لهم مصدر جذب، فكلما صغر حجم الثدي وفقد مظهره كلما كان أقل جذبا للرجال، وبهذا لن تحمل الفتاة قبل إنهاء دراستها.
 
في روسيا .. خطف العروس:
تمارس عادة خطف العروس في منطقتي "قيرغيزستان وتركمانستان" في روسيا؛ فعندما يأتي موعد الزواج يقع اختيار الرجل على فتاة معينة ويقوم الرجل أو أهله أو أصدقاؤه المقربون من الذكور باختطافها عنوة.. فيما مضى كان ذلك على ظهور الخيل، أما الأن في سيارة حيث تؤخذ على منزل أسرته وتقدم إلى أكبر النساء سنا لتحاول إجبارها على قبول الزواج، تبقي بعض الأسر الفتاة رهينة لديهم لعدة أيام حتى تستسلم، والبعض الآخر يفك أسرها ويتركها تذهب إذا أصرت على عنادها.
الغريب في الأمر أن أسرة المخطوفة تشارك أحيانا في جريمة الخطف معتقدين أن الزواج أمر مقبول من الناحية الاجتماعية ومفيد للعروس ولأسرتها. وتأخذ هذه الجريمة أقبح صورها في كل من إثيوبيا ورواندا حيث يخطف الرجل الفتاة التي يرغب في الزواج منها ويغتصبها ليجبر الأسرة على الموافقة تجنبا للخزي.
في غانا، نيجيريا، بينين وتوجو .. تباع الفتاة من أجل الجنس:
 في بعض أجزاء من غانا يتم بيع الفتيات العذارى كعبيد يتم عرضهن في الأماكن المقدسة هناك ليقيم الكهنة هناك علاقات جنسية معهن واستخدامهن في العمل بدون أجر.
في باكستان والهند .. حرق العروس:
حرق العروس من أقسى الطقوس ومظاهر العنف التي تمارس ضد المرأة، حيث يقوم الزوج أو أهله بإغراق العروس بالكيروسين أو زيت البنزين ثم يشعلون النار بها وهي على قيد الحياة، ويصفون هذا في كثير من الأحيان بأنه حادث وقع بالمطبخ أو محاولة انتحار، وهناك أسباب عديدة لهذه الجريمة أهمها وأكثرها شيوعا فشل أهل العروس في تقديم المهر الكافي.
ويكون السؤال هو: لماذا يقدم الزوج على مثل هذه الجريمة الشنعاء؟
يعتقد الأزواج الذين يفعلون ذلك أن حرق زوجاتهم وسيلة جيدة للتخلص منهن بدون أن يتركوا دليلاً على ذلك، وبهذا يصبح لديهم فرصة للزواج مرة أخرى والحصول على مهر أكبر، حقا إنها جريمة ليست ضد الزوجة بشكل خاص إنما ضد الإنسانية عامة، جريمة تعبر عن جشع وحيوانية الأزواج من هذا النوع.
قذف المرأة بمياه النار:
رمي المرأة بالحمض الكاوي على وجهها وجسدها كله حتى تعاني بقية عمرها، وهو نوع آخر من عادات الإساءة للمرأة؛ حيث يقوم الرجال به لعدة أسباب يؤمنون بها وهي:
- تلقينها درسا.
- لم تدفع لزوجها مهراً مناسب.
- تقدم الرجل لطلب يدها ورفضته مما يصيبة بالعار.
- يفعل ذلك بعض المتطرفين بالنساء الغربيات عند رؤيتهن، وذلك لعدم إلتزامهن بالزي العام في بلدان مثل باكستان.
في إثيوبيا .. ارتداء طبق الشفاه:
في إثيوبيا يتم عمل ثقب كبير في سطح الفم لدى النساء والفتيات ووضع طبق في هذا الثقب لعدة أهداف وهي:
- التقليل من جاذبية المرأة لدى الرجال وبالتالي يقل أسرها وبيعها كالعبيد. 
- كلما كبر الثقب كلما ازدادت قيمة المرأة.
- يمنحها سمعة طيبة ويوفر لها فرصاً للزواج.
- يعبر عن التزام المرأة بثقافة وعادات وطنها وعشيرتها.
الترمل وإرث الزوجة:
عند وفاة الزوج تشير أصابع الاتهام إلى الزوجة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر بأنها السبب وراء هذا الحدث، لذلك تخضع لبعض الطقوس القاسية واللاإنسانية ضد إرادتها ومنها ثوب البروتوكول.