مقترحات علمية .. لمعالجة إدمان مسكنات الآلام

عقار مركب لتقليل أعراض التوقف عن الإدمان ومنع الانزلاق إليه مجددا
عقار مركب لتقليل أعراض التوقف عن الإدمان ومنع الانزلاق إليه مجددا

عقار مركب لتقليل أعراض التوقف عن الإدمان ومنع الانزلاق إليه مجددا يدمن نحو مليوني أميركي على مسكنات الآلام.
مثل أوكسيكودون (oxycodone)، (أوكسيكونتين - OxyContin)، وهيدروكودون (hydrocodone)، (فيكودين - Vicodin) وميبيريدين (meperidine)، (ديميرول - Demerol).
وارتفع معدل إدمان مسكنات الآلام من بداية التسعينات من القرن الماضي إلى حد أكبر من إدمان الكوكايين والهيروين.
إدمان المسكنات
وأوضحت تجربة كبيرة على عينة مراقبة عشوائية أن إدمان مسكنات الآلام قد يكون مشابها لإدمان الهيروين في جانب مهم، وهو أنه يتطلب علاجا مستمرا بعقار بديل للتحكم في الرغبة الشديدة في تناول هذه المسكنات.
وقام باحثو مستشفى ماكليان بإجراء دراسة قومية، شملت 653 شخصا أدمنوا تناول مسكنات الآلام.
وتعرض نصف هؤلاء المشاركين بصورة عشوائية لتعامل طبي معياري تضمن زيارات طبية في بعض الأحيان والإحالة إلى مجموعات المساعدة الذاتية، بينما تلقى النصف الآخر رعاية مكثفة في العيادات الخارجية.
وعلاوة على ذلك، تناول كل المشاركين عقار سابوکسون (Suboxone)، وهي حبة دواء تضم البوبرينورفين (buprenorphine) والنالوكسون (naloxone).
ويخفف البوبرينورفين من أعراض انسحاب الإدمان بينما يبقى جزء صغير من هذه الأعراض, ولكن يسيء بعض الناس استخدام البوبرينورفين، ولهذا السبب تم إضافة النالوكسون المانع للإدمان.
وعندما يتناول المريض السابوكسون تحت اللسان، وفقا للإرشادات، يتم هضم كمية صغيرة من النالوكسون وامتصاصه في مجرى الدم، ولكن إذا قام المريض بطحن الحبة لتستخدم عن طريق الحقن، بنية إساءة استخدام العقار.
يغمر النالوكسون مجري الدم معادلا الجرعة العالية نسبيا من البوبرينورفين مسببا أعراضا جانبية مزعجة.
نجاح متفاوت
وخلال المرحلة الأولى من التجربة، تناول المشاركون السابوكسون لمدة أسبوعين فقط، متبوعا بأسبوعين من النقص التدريجي (وقف تدريجي لتناول للعقار) ثم 8 أسابيع من المتابعة.
وبنهاية هذه المرحلة الأولية من العلاج الموجز تمكن 7 في المائة فقط من المشاركين من الإقلاع عن عادة إدمان مسكنات الآلام، بينما تعرض الباقون لانتكاسة.
وخلال مرحلة ثانية من التجربة خضع 360 مشاركا تعرضوا لانتكاسات لبروتوكول علاج يمتد لفترة أطول، الذي يتكون من تناول السابوكسون لمدة 12 أسبوعا، يتبعه 4 أسابيع من الوقف التدريجي للعقار ثم 8 أسابيع من زيارات المتابعة العملية. 
وكانت النتائج هذه المرة، على الأقل في البداية، مشجعة بصورة أكبر، حيث نجح 49 في المائة من المشاركين في التغلب على إدمان المسكنات بعد 12 أسبوعا من تناول السابوكسون، لكن تعرض غالبيتهم لانتكاسة بعد توقفهم عن تناول العقار.
وفي الوقت الذي انتهت فيه الدراسة تمكن 9 في المائة فقط من المحافظة على القدرة على الامتناع عن تناول مسكنات الآلام.
ولهذا تقترح الدراسة أن إدمان المسكنات قد يتطلب علاجا مستمرا بعقار آخر، (مثل الميثادون «methadone» المستخدم في علاج الهيروين)، للتخفيف من حدة الرغبة الشديدة ومساعدة الناس على عدم العودة إلى الإدمان مرة أخرى بعد الشفاء.
ولكنّ سؤالا هنا يطرح نفسه وهو: إلى كم من الوقت ينبغي الاستمرار في تناول هذا العقار البديل؟