وعلى الرغم من أن المعلومات عن أمراض القلب أصبحت متاحة الآن أكثر من ذي قبل، فإن أغلبها يكون خاطئا، وأحيانا خطيرا، حسب تصريحات مارك غيلينوف وستيفن نيسن، وهما خبيران في دراسات القلب بعيادة كليفلاند ومؤلفا «دليل القلب 411». وقد سألتهما ليز سزباو، وهي مراسلة مجلة «يو إس توداي» عن كيفية قيام الناس باختيارات صحيحة في ما يتعلق بصحتهم.
ودار الحوار على النحو التالي:
كيف يمكن للشخص العادي أن يقوم بتقييم نصيحة طبية، وأن يفرق بين العلم والهراء؟
- يجب أن يناقش المرضى حالتهم المرضية مع الطبيب باستفاضة من خلال توجيه أسئلة محددة، وعندما يوصيك الطبيب بإجراء فحوصات معينة أو تلقي علاج معين - خاصة إذا كان خطرا أو ذا طبيعة إشعاعية - قم بسؤاله عن كيف يمكن للنتائج أن تؤثر على العلاج أو على تحسن الصحة. فإذا استاء طبيبك من تلك الأسئلة، فأبحث عن طبيب آخر.
وعندما تقوم بالبحث عن معلومات على شبكة الإنترنت، اذهب إلى المواقع الإلكترونية المشهورة للمراكز الطبية الرئيسية وتجنب المواقع التي تروج للمكملات الغذائية أو للمنتجات الأخرى.
هل يمثل التوتر خطرا على القلب؟
- تبدو العلاقة بين التوتر وأمراض القلب معقدة، حيث لاحظ الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من التوتر بشكل كبير يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، ولكن هذا لا يعني أن التوتر هو سبب إصابتهم بالأزمات القلبية، فمن المحتمل أن يدفع التوتر الناس إلى التدخين وتناول الطعام بشكل قليل وإهمال ممارسة الرياضة، مما يتسبب في الإصابة بالأزمات القلبية.
وعلى الرغم من ذلك، فإن العلماء يمتلكون دليلا واضحا على أن التوتر قد يسبب أزمة قلبية للمصابين بأمراض القلب، حيث زادت الأزمات القلبية في إسرائيل، على سبيل المثال، بعد قيام العراق بإطلاق صواريخ «سكود» عليها عام 1991. ويؤدي التوتر إلى حدوث ارتفاع في ضغط الدم وسرعة نبضات القلب ويساعد على تخثر الدم مما قد يؤدى إلى ترسب الكولسترول في شرايين القلب، مما يؤدي في النهاية إلى حدوث أزمة قلبية.
بالطبع لا يمكن للعلماء الجزم بوجود علاقة بين قلة التوتر وانخفاض معدل الإصابة بالأزمات القلبية. ربما يكون هذا صحيحا، ولكن لا يوجد لدينا دراسات تدعم هذا. ويحاول الباحثون الإجابة عن الأسئلة عن طريق دراسة كل شيء، بدءا من اليوجا وحتى التأمل. وينصح نيسن وجيلبرن بممارسة التمارين الرياضية للتخفيف من التوتر وتحسين الحالة الصحية بشكل عام.
فحوص وتحاليل
ذكر الكتاب أن بعض الفحوصات قد يكون مفيدا أكثر من البعض الآخر .. فأي فحوصات يحتاجها الناس؟
يحتاج الشخص إلى الفحوصات التالية:
- ضغط الدم: مرة كل عام.
- فحص الوزن (مؤشر كتلة الجسم): مرة كل عام.
- كشف الكولسترول: يجرى أول فحص عند بلوغ سن العشرين، إذا جاءت النتائج طبيعية، عليك بالفحص كل 5 سنوات.
- تحليل سكر الدم: يجب إجراء الفحص سنويا إذا كنت تعانى زيادة في الوزن.
أي التحاليل يجب على الناس تجنبها؟
- تكمن مشكلة الإفراط في التحاليل في حقيقة أنه كلما قمت بالخضوع لمزيد من التحاليل، وجدت أمورا أكثر، ولكننا ننصح بتجنب تلك التحاليل:
- فحص معدلات ترسب الكالسيوم في الشرايين: تعرض تلك الفحوصات المرضى إلى جرعات مفرطة من الإشعاع ولم يثبت أنها تفيد في إنقاذ الحياة.
- الأشعة المقطعية على الجسم بالكامل: يتضمن ذلك الفحص، الذي يقوم باختبار القلب وأعضاء أخرى في الجسم، التعرض لجرعات ضخمة من الأشعة ولم يثبت علميا أنها سوف تحسن من النتائج. وقد حذرت إدارة الأغذية والأدوية من هذه الفحوصات.
- اختبار إجهاد عضلة القلب: أو اختبار رسم القلب بالمجهود عن طريق إجهاد القلب عبر الجري على جهاز المشي الكهربائي (تريدميل) للمرضى الذين لا يعانون أمراضا. وتشكل احتمالية النتائج الإيجابية غير الصحيحة نسبة عالية وغير طبيعية وتؤدى غالبا إلى عمل قسطرة للقلب، وهي عملية يتم فيها إدخال أنابيب طويلة في الأوعية الدموية.
- الفحص بالموجات فوق الصوتية: يجب عدم إجراء هذا الفحص على الأصحاء، ولكن فقط على هؤلاء الذين تظهر عليهم أعراض أمراض القلب مثل عدم انتظام النبضات والمعاناة من أزمات قلبية.
- أحيانا ينصح بإجراء فحص الموجات فوق الصوتية للشريان السباتي للأصحاء لاكتشاف إذا كان هناك ضيق في الشريان أم لا. وتكمن مشكلة ذلك النوع من الفحوصات المسحية في أنها تؤدي إلى نتائج غير مقصودة، ويفضل أن يكون للمريض سجل حالة وبعد ذلك يتم قياس العوامل الصالحة للقياس والتي تمثل خطرا كضغط الدم ونسبة الكولسترول.
- اختبارات كولسترول مميزة. لتقديم المساعدة يطلب الأطباء من المرضى إجراء فحوصات كولسترول مميزة لتحديد حجم جزيئات الكولسترول التي تعرف أحيانا باسم اختبارات «في إيه بي» VAP أو «إن إم آر» NMR، ولكن تبين في ما بعد عدم جدوى تلك الفحوصات على الرغم من أنها مكلفة للغاية.
ما الأسئلة التي يجب أن يطرحها المريض قبل البدء في علاج جديد؟
- منذ متى تم تداول الدواء بالأسواق؟
ليست الأدوية الأحدث هي الأفضل دائما، حيث عادة ما تكون مرتفعة التكلفة، وذات فترة صلاحية أقل. ولو كان هناك دواء قديم للغرض نفسه، فيفضل تناوله.
- هل يتوافر بديل للدواء؟ وإذا لم يتوافر، فهل توجد أدوية تؤدي الغرض نفسه؟
يتوافر بديل أو أكثر لأهم أدوية أمراض القلب والأوعية الدموية، لذا فلا تدفع أكثر مما يجب.
- هل يمكن لذلك الدواء أن يتفاعل مع علاجي الحالي؟
أظهرت الدراسات تعرض العديد من المرضى للضرر بسبب التفاعل بين الأدوية، وبعض تلك التفاعلات قاتل، فإن ساورك الشك، فاستشر طبيبا أو صيدلانيا.
- ما الأسئلة التي يجب على المريض أن يسألها قبل القيام بأي عمليات جراحية؟
كيف يمكن للعملية الجراحية أن تساعدني؟
ماذا سيحدث إن لم أقم بإجراء العملية؟
ما مخاطر إجراء العملية؟
وبالطبع عدم إهمال السؤال عن احتمالية أن يتبع العملية ألم وكيفية التصرف في تلك الحالة .. يخشى كثير من المرضى السؤال عن كيفية التحكم في الألم، فلا تخف، ففي الإمكان معالجة الألم المرتبط بالعمليات الجراحية أو أي عمليات علاجية أخرى.