نقص المنجنيز .. السبب في حدوث هشاشة العظام
12:00 ص - الثلاثاء 17 أبريل 2012
نظرية جديدة لتفسير الإصابة بترقق (هشاشة) العظام ومرض ألزهايمر ومرض باركنسون (الشلل الرعاش)، نشرت خلال شهر يناير (كانون الثاني) الماضي في دورية «Frontier of biosciences» طرحها فريق من الباحثين الإسبان بجامعة كاستيلا لامانشا (UCLM) بالتعاون مع فريق بحثي بـ «معهد موارد الصيد (IREC)»، وذلك بعد دراسات مستفيضة على قرون الأيائل استمرت منذ عام 2005. وأكد الباحثون أن النظرية الجديدة تحتاج إلى مزيد من الدراسات للتحقق منها خلال السنوات المقبلة.
نظرية جديدة
النظرية مفادها أن الإصابة بهشاشة العظام لا ترتبط مباشرة بنقص معدن الكالسيوم؛ بل ترتبط بعدم وجود معدن «المنجنيز (manganese)» أحد المعادن المهمة لامتصاص الكالسيوم الذي يعمل بمثابة «الغراء» اللازم لالتصاق الكالسيوم وتثبيته بخلايا وأنسجة العظام.
وأكد الباحثون أنه في الحالات التي يمتص فيها الجسم معدن المنجنيز بصورة أقل، أو عندما تتم إعادة توزيع المنجنيز من الهيكل العظمى إلى أجزاء أخرى من الجسم أكثر احتياجا له مثل الدماغ، فإن الجسم لا يقوم بامتصاص الكالسيوم بالشكل الطبيعي من الأمعاء، وتحدث زيادة في إفراز الكالسيوم من خلال البول مما يؤدي إلى استنزاف الكالسيوم وحدوث هشاشة العظام على المدى الطويل، أي إن خسارة الكالسيوم تحدث نتيجة لمرض هشاشة العظام، وليست هي السبب المباشر لحدوث المرض كما هو السائد والمعروف.
ضعف قرون الأيائل
يذكر أن فكرة النظرية الجديدة جاءت نتيجة لملاحظة العلماء الزيادة الكبيرة في حدوث كسور قرون الأيائل في إسبانيا عام 2005 وعند القيام بإجراء الفحوصات للقرون المنكسرة، تأكد لديهم أن ضعفها وهشاشتها ناتجان عن نقص حاد في عنصر المنجنيز، وأرجع الباحثون ذلك النقص إلى قلة المنجنيز في غذاء الأيائل، نتيجة البرد القارس الذي تعرضت له إسبانيا خلال شتاء عام 2005، مما أدى إلى تقليص النباتات لتركيزات عنصر المنجنيز استجابة للبرد القارس والظروف المناخية الصعبة.
نقص المنجنيز
ولدراسة تأثيرات استنفاد ونقص عنصر المنجنيز في الجسم البشرى، افترض الباحثون أن زيادة إخراج المنجنيز واستنفاده من العظم بصورة كبيرة نتيجة لاحتياج أحد الأعضاء المهمة مثل المخ، هو المسؤول عن زيادة مخاطر الإصابة بمرض ألزهايمر والشلل الرعاش وعته الشيخوخة بين مرضى هشاشة العظام، وتحقيقا لهذه الافتراضية، قام الباحثون بدراسة قاعدة البيانات الخاصة بـ 133 مريضا أجريت لهم عمليات جراحية تتعلق بمضاعفات مرض هشاشة العظام والتهابات المفاصل بمستشفى «هيلين ألباسيت» في إسبانيا خلال عامي 2008 و2009.
وأكدت نتائج تحليل البيانات أن مرضى هشاشة العظام أكثر معاناة من الاعتلالات المخية بدرجات مختلفة مقارنة بمرضى الالتهابات المفصلية، وتزداد فرص الإصابة بالاضطرابات المخية مع التقدم في السن، ورجح الباحثون أن يكون استهلاك ونقص معدن المنجنيز بالجسم هو المسؤول عن الربط بين هشاشة العظام وزيادة فرص الإصابة ببعض الاضطرابات والاعتلالات المخية.
من جانبه، أكد توماس لانديت، نائب «معهد موارد الصيد»، أحد أعضاء الفريق البحثي، أن التسمم بمعدن الألمنيوم يؤدى إلى حدوث مرض ألزهايمر بين فئران التجارب، بينما يؤدي نقص المنجنيز إلى زيادة شدة المرض، كما أن الخلايا النجمية الموجودة بالمخ والمدعمة للخلايا العصبية تحتاج إلى إنزيم خاص يعتمد على وجود المنجنيز الذي يؤدي نقصه إلى اضطراب عمل الإنزيم والإصابة بالشلل الرعاش المعروف باسم «مرض باركنسون».
أهمية المنجنيز
«المنجنيز» أحد أملاح المعادن رقمه الذرى «25»، يحتاج إليه الجسم البشرى بكميات قليلة؛ إذ يحتاج الشخص البالغ يوميا إلى نحو 2500 - 5000 ميكروغرام، بينما يحتوي جسم الإنسان البالغ على نحو 12 - 13 مللغم من المعدن موجودة بنسبة كبيرة في الهيكل العظمى والكبد والكلى والقلب.
ويلعب معدن المنجنيز دور الإنزيم في الجسم البشري ويشترك في العديد من عمليات الاستقلاب (الأيض أو التمثيل الغذائي) مثل، تخليق البروتينات والكولسترول وأنسجة العظام، كما يلعب دورا مهما في عمليات تخثر (تجلط) الدم والمحافظة على سلامة الجهاز العصبي والمناعي وتعزيز نمو العظام والمحافظة على صحتها.
ومن أهم المصادر الغذائية للمنغنيز، الفول (الباقلاء) والبقول المجففة والحلبة والمكسرات والجوز والخضراوات الورقية والخس والبقدونس والنعناع والأفوكادو والأناناس والبابونغ والشوفان والأرز والتوت والشاي والموز والكرفس.