المصممين ونجوم الفن .. علاقة أساسها "أفد واستفد"

في الجزء الأسفل من الصورة نجد المغنية أديل بأقراط أذن من مجموعة «ورود مانهاتن» من «فان كليف آند أربلز» والممثلة بيرينيس بيجو وأقراط من «شوبار» والممثلة ناتالي بورتمان وأقراط أذن من «هاري وينستون» والممثلة صوفيا فيرغارا وأقراط من «هاري وينستون». 
نعم، أضواء، كاميرات، نجوم، وسجاد أحمر.. إنه عالم المشاهير بامتياز. عالم تلتقي فيه نخبة أهل الفن والمجتمع والإعلام بعالم الموضة في أجمل حالاته وحلله. فالنجمات يتسابقن على ارتداء آخر ما جادت به مقصات المصممين من فساتين، وأغلى ما تنتجه أنامل الصاغة من مجوهرات.
في المقابل، تتسابق بيوت الأزياء والمجوهرات على تغذية هذه الحمى بالمزيد من الإبداعات والمغازلات على أمل أن تحصل على دعاية مجانية وعالمية يكون لها تأثير السحر على المبيعات، بحكم أن هذه المناسبات تبث مباشرة على الهواء، كما تنشر على صفحات المجلات البراقة.
طبعا، لم يغب عن المصممين العرب تأثير هذا السحر، فكان لا بد لهم من قضم قطعة من الكعكة اللذيذة خصوصا بعد السبق الذي حققه المصمم إيلي صعب في عام 2002 عندما ظهرت النجمة السمراء بفستان من تصميمه وهي تتسلم جائزة الأوسكار. 
بين ليلة وضحاها، أصبح اسما تتهافت على تصاميمه جميلات العالم وأنيقاته، ولا يمر مهرجان عالمي من دون أن تظهر نجمة بأحد إبداعاته. ولا بد من القول إن الفضل يعود إليه لتفتيح عيون العالم على مهارات المصممين العرب وقدرتهم على إبداع فساتين رومانسية تجمع سحر الشرق بأناقة الغرب، مثل جورج شقرا، زهير مراد، باسل سودا وغيرهم، بل حتى مصممي المجوهرات والإكسسوارات.
تأثير النجوم وسحرهم أيضا حقق لحقائب «سارة» ما لم تكن المصممة سارة بيضون تحلم به، فلولا ظهور الملكة رانيا العبد الله، ملكة الأردن، بحقيبة من تصميمها ثم مجموعة من النجمات مثل كاثرين دونوف، لما تعرف العالم على القصة الإنسانية المرتبطة بهذه الماركة، التي تقف وراءها نساء سجينات كان من الممكن أن يبقين سجينات القهر مدى العمر لولا مهاراتهن في صنع وتطريز حقائب يد أنيقة وإقبال النجمات على معانقة قضيتهن وتعاطفهن معهن.
مصممة المجوهرات جيهان علامة، من جهتها، كانت لها مشاركة في الكثير من المناسبات الفنية العالمية، من بينها «غرامي ميوزك أوارد» 2010، ومهرجان «كان» السينمائي 2011، وحفل الـ«غولدن غلوب» 2012، تقول إن التعامل مع النجمات العالميات يضيف إلى تجربة أي مصمم مهما كان مجال اختصاصه.
وتضيف أن معظم مصممي الأزياء والمجوهرات يرحبون بأن يكون الوجه الدعائي لتصاميمهم، شخصية فنية معروفة وتتمتع بشعبية واسعة، لأن جمهورها يتأثر بها ويقلّدها. تقول: «في الماضي، كنت أنا الوجه الدعائي لتصاميم Djihan Jewelry، ولكني لست متمسكة بهذا الأمر حاليا، وبالتالي أستعين بغيري.
فقد قمت بهذه الخطوة في بداية انطلاقتي، لكي أسوّق تصاميمي بشكل جيّد، ونجحت في ذلك، لكوني شخصية معروفة، والناس ينجذبون عموما إلى الأشخاص المعروفين. ولكن مع الوقت، اكتشفت أنه عندما تتزين الشهيرات بمجوهراتي، فهذا لا يعني أنهن أخذن مكاني، بقدر ما يضفن إليها بعضا من بريقهن».
وتتحدث جيهان عن الطريقة التي تعتمدها في اختيار قطع المجوهرات الخاصة بكل نجمة عالمية، قائلة إن «الاختيار يتم بعد أن تقرر النجمة الفستان الذي سوف ترتديه أولا، فالقرار يعتمد على تصميمه ثم إلى شكل الفنانة، أي قامتها ولون بشرتها، وأيضا تسريحة شعرها. ولقد لفتتني النجمة كاتي باري، عندما تزينت بالجمجمة المرصعة بحجر ماسي 10 عيار قيراط، لإن إطلالتها بتلك المجوهرات تركت صدى إيجابيا عند الناس».
وتشير جيهان إلى «أن الماس هو الحجر الكريم المفضل لدى النجمات العالميات، وهو أيضا الحجر الذي تشجع عليه: «وهذا أمر طبيعي، لأن 95 في المائة من تصاميمي يدخل فيها الماس. صحيح أني أعتمد على الكثير من الألوان والأحجار الكريمة بأنواعها، إلا أن الماس يكون دائما الحاضر فيها، ونادرا ما أستعمل الأحجار نصف الكريمة وبنسبة لا تتعدى 5 في المائة، علما أن الحجر المفضل لدي هو اليشم، لأنه مطلوب ومرغوب ويفرض نفسه، وبالتالي يضفي قيمة كبيرة على أي قطعة يدخل في تصميمها».
مصمم الأزياء جورج شقرا يقارن بين المرة الأولى التي تعامل فيها مع النجمات العالميات والمرات المتكررة التي تلتها قائلا «المرة الأولى كانت بمثابة حلم وتحقق. كانت التجربة في هوليوود مع الممثلة إيف، ويومها شعرت بفخر كبير، ومن بعدها كرّت السبحة وتوالت الأسماء المهمة والكبيرة التي تعاملت معها، ولم يعد الإحساس هو نفسه، بل أصبحت الأمور عادية، وبمثابة تحصيل حاصل. ما يهمني اليوم كمصمم ليس أن تظهر النجمات بفساتيني على السجادة الحمراء، بل أن تكون الأصداء إيجابية، وفي معظم الأحيان يتحقق ذلك، ولكن في أحيان أخرى، تحصل بعض الانتقادات لأن الممثلة، يمكن أن تفعل أي شيء، بما في ذلك عدم الاختيار الموفق للتصميم الذي يناسبها، كأن يكون الفستان بمقاس غير مقاسها، فيبدو غير أنيق عليها، وهذا الأمر يمكن أن يؤدي إلى تعليقات كثيرة قد لا تكون دائما إيجابية. لهذا فأنا أفضل الآن أن يتداول اسمي بشكل إيجابي».
وعن السبب الذي يجعله يرضى كمصمم بهذا الواقع، يقول شقرا: «عادة يتعاون مكتبي بشكل مباشر مع المكتب الإعلامي في لوس أنجليس وخبير الأزياء الخاص بكل نجمة، وعندما يطلب منا فستانا معينا لفنانة ما، يكون ردنا بالقبول أو الرفض. في أحيان كثيرة، نرفض عندما نجد أن أسلوب تلك الفنانة لا يتماشى مع تصاميمنا، ولكن عندما نقبل بعرض معين، ونرسل الفستان، لا نكون موجودين معها ولا نعرف مدى تطابق مقاسه مع مقاس جسمها، مع أننا نوضح لهم أن بإمكاننا توسيعه أو تضييقه حسب الحاجة. فما يهمنا هو أن يبدو مفصلا عليها حتى تكون الإطلالة موفقة.  ولكن عموما، أعتبر نفسي محظوظا لأن كل نجمة ارتدت زيا من توقيعي، أضافت إلى تجربتي بشكل أو بآخر. فمثلا في مهرجان الأوسكار 2012 ارتدت الممثلة الصينية لي بينغ بينغ فستانا أبيض مطبّعا بورود بيضاء من المجموعة الأخيرة التي عرضتها في بيروت، بدت رائعة فيه، ووصلتنا أصداء إيجابية جدا عنه، مع أننا كنا جهزنا أنفسنا للتعامل مع نجمة أخرى، ولكنها تراجعت عند اللحظة الأخيرة وفضلت فستانا من مصمم آخر، وكانت الأصداء حوله سلبية جدا».
ولم يخف شقرا التنافس الذي يجري وراء الكواليس بين مصممي الأزياء للتعامل مع النجمات: «فهذا أمر طبيعي، لأن النتيجة التي يحصل عليها المصمم تكون كبيرة جدا، بمثابة سبق إعلاني، يمكن أن يفتح الباب أمامه لدخول أسواق جديدة ومخاطبة شرائح لم تكن تعرفه من قبل. ونظرا لقوة هذا التأثير، الذي يفوق قوة أي إعلان، فإن هناك من يدفعون أموالا طائلة لكي يضمنوا ارتداء النجمات لتصاميمهم في المناسبات الفنية الكبيرة، وخاصة في حفل توزيع الأوسكار الذي يعتبر أهم حدث فني، نظرا لحجم المتابعة، عدا أنه تحول إلى مناسبة للموضة، تتنافس فيه النجمات على ارتداء أجمل الأزياء والمجوهرات على حد سواء». 
من جهتها، تؤكد مصممة الحقائب سارة بيضون هذه القوة، خصوصا أنها ذاقتها بعد أن ظهرت الكثير من النجمات العالميات بحقائبها. ومع ذلك، تقول إنها تحرص على نوعية الأشخاص الذين تتعامل معهم: «يهمني أن تكون النجمة التي تحمل حقيبة sara’s bag صاحبة قضية تتقاطع مع توجهاتنا، فمثلا نادين لبكي، مخرجة لبنانية ويهمها أن تثبت نفسها عالميا وهذا ما نسعى إليه نحن أيضا. كما أنها تقدم فنا مختلفا عن السائد والموجود، ونحن أيضا نصمم حقائب يد لا يوجد مثلها في الأسواق. إلى ذلك، يهمني أن تعرف النجمة المشهورة قصة بدايتنا، وكيف نعمل وأن تساند قضيتنا، فكما هو معروف نحن نتعاون مع النساء السجينات وربات البيوت اللاتي هن بحاجة إلى عمل».
وعن تجربة التعامل مع النجمة العالمية كاثرين دونوف، تقول بيضون «لا شك في أنها ساهمت في انتشارنا عالميا، لكن الأمر لا يتوقف على ظهورها بحقيبة من معاملنا، بل في كونها تبنت قضيتنا وساندتنا. وهذا ما نرمي إليه بتعاوننا مع النجمات، وما نطمح إليه أن ترتبط حقائبنا بنساء قويات وذكيات. مثلا أتمنى أن تحمل الإعلامية أوبرا ويمفري حقيبة تحمل اسمنا، لأنها ذكية، عصامية، حققت نفسها بنفسها، ووصلت إلى مرتبة متقدمة جدا، لأنها امرأة طموح وليس لأنها امرأة جميلة».