شيرلي شلبي "أستاذة فن الإتيكيت": نفسى أعمل "ورشة عمل" لكل مصري!!

دخول السماسرة هذا المجال وتحوله إلى تجارة أكثر من فن أفقده الكثير وبالتالي انسحب المهتمون والمحترفون
دخول السماسرة هذا المجال وتحوله إلى تجارة أكثر من فن أفقده الكثير وبالتالي انسحب المهتمون والمحترفون

حاورها: مجيب رشدي
هي مؤسسة معهد (En Vogue) منذ سنة 1990 وهو أول معهد في مصر متخصص في تنمية السلوكيات الاجتماعية والإتيكيت للطفل بجانب تنمية مهارات رقص الباليه الكلاسيكي والحديث.
شيرلي شلبي تعتبر رائدة فن الإتيكيت في الشرق الأوسط وخبرتها في هذا المجال بدأت في كندا وأمريكا الشمالية وإنجلترا.
فهي عضو فعال في جمعية خبراء المظهر العالمية، ألفت شيرلي شلبي كتابي "فن الإتيكيت" و "Beyond Charm" حيث يباعا في جميع المكتبات في مصر وفى بعض دول الشرق الأوسط.
وتظهر في برامج تليفزيونية أسبوعية على قنوات فضائية، حيث تتحدث دائماً عن العناية بالطفل وبسلوكياته.
شيرلي شلبي حاصلة على ليسانس آداب قسم اللغة الإنجليزية في جامعة القاهرة، وتقدم ندوات في قسم الاتصال الجماهيري بالجامعة الأمريكية، كما أنها متحدثة بصفة مستمرة في مؤتمر A U C career conference  السنوي وتشترك في تقديم ورش عمل من أجل تنمية مظهر وتصرف موظفي الجامعة.
قدمت En Vogue أكثر من 20 حفلة تخرج وكثيراً من العروض العالمية الناجحة جداً منذ سنة 1990، وحصلت شيرلي شلبي على عدة شهادات تقدير من وزير الثقافة السابق والحالي من أجل دورها في تنمية المهارات البشرية في مجال العمل.
مقدمة
الإتيكيت وفن عرض الأزياء.. وجهان لعملة واحده.. هكذا تؤمن أستاذة وخبيرة ورائدة هذا الفن في الشرق الأوسط السيدة شيرلي شلبي.
على مدار سنوات اختبرت.. وتعلمت.. وصقلت موهبتها من خلال السفر والاطلاع والدراسة مما جعلها قريبة من هذا الفن الذى صاغ الكثير من سنوات عمرها ورغم أنها عاشت فترة من الزمن خارج مصر إلا أن عودتها كانت بمثابة طوق نجاة لمجتمع أصبح في أمس الحاجة لتربية أجياله القادمة.. وإنقاذاً لأجياله الحالية..
ما هي قصتها مع فن الإتيكيت وكيف تطبقه وما الذى نحتاجه حتى تصبح لدينا موضة وعروض للأزياء.. كل هذا وغيره تطالعونه في الحوار التالي.
تقول شيرلي شلبي 
منذ الصغر وكانت أمنيتي أن أصبح عارضة أزياء تأثرت في سنواتي الأولى خلال فترة الستينات بوالدتي التي كانت تعمل كمصممة للأزياء على نطاق محدود.. فهي التي صممت فساتين الزفاف الخاصة بي وبشقيقتي.. وعندما أصبحت شابة كنت مبهورة بفترة الستينات وبالمصممة العالمية "تويجي" وكنت أشبهها ولكن المشكلة كانت من أين أبدأ؟!..
لم يكن هناك معاهد أو مدارس وكانت عروض الأزياء في مصر تعتمد على مجموعة من الهواه.. وفكرت في السفر للدراسة بالخارج لكن التقاليد العائلية وقتها حالت دون ذلك إلى أن تحقق حلمي بزواجي من الإنسان الذى تفهم حبى لهذا الأمر وهو د. هاني شلبي الخبير العالمي الذى يعمل مع البنك الدولي.. سافرنا إلى مونتريال بكندا..
وكنت قد حصلت على ليسانس الآداب في اللغة الإنجليزية من جامعة القاهرة.. وفى قلبي حملت كل الحب ولازلت لأساتذتي العظماء د. رشا رشدي ود. سمير سرحان والأستاذ محمد سلماوي وآخرين.
رحلة عبر الأيام
- وكيف سارت الأمور في مونتريال بكندا؟
عثرت على أحد المعاهد المتخصصة في تخريج عارضات الأزياء ومؤسسه ومديره هو السيد/ جون كازابلانكي صاحب وكالة إيليت.. وبدأت حيث شاركت في العديد من عروض الأزياء في كندا.. لكن المشكلة كانت في قصر قامتي فالعارضة لابد أن تكون طويلة، لذا قمت بعرض أزياء سن 16 و 17 (الفتيات المراهقات) ومع مرور الوقت بدأت أكتشف بأن هناك أشياء معينة تنقص عارضة الأزياء.
الجمال وحده لا يكفى
- وما هي الأشياء؟
بعض العارضات وخصوصاً الكنديات الفرنسيات لديهن جمال فائق ولكن الجمال وحده لا يكفى فلابد أن يكون هناك جمال داخلي مكملاً له.. ومعه تألق في طريقة الكلام والسلوك والمظهر العام.. ووضحت وجهة نظري للسيد/ كازابلانكي الذى رحب وشجعني على ذلك.. وبدأت في تعليم ذاتي من خلال درس عملي.. وانتقلت إلى هيوستن بالولايات المتحدة الأمريكية ومنها إلى لندن بإنجلترا وعشت هناك فترة وحصلت على شهادة في مجال فن الإتيكيت وأصبحت عضواً في جمعية خبراء المظهر العالمية وخبيرة في هذا المجال.
- وماذا عن قصة الألوان أو ما يسمى بعلم الألوان؟
هذه المسألة مرتبطة بمدى الملائمة للبشرة، ومعظم السيدات في مصر تميل بشرتهن للون الخمري الذى لا يلائمه إلا الألوان النحاسية خصوصاً في الماكياج، ربما في الأزياء يمكن استخدام الألوان الزاهية ولكن في طريقة الماكياج لابد من استخدام البيج والألوان الذهبية أو النحاسية كما قلت.
- وكيف بدأت عملك في مجال الإتيكيت وعروض الأزياء في مصر؟
بدأت العمل في مصر بتشجيع من زوجي.. وبدأته في عمل محاضرات ببعض المدارس والمعاهد.. وفى عام 1990 وبتشجيع من السيد/ حسين إسماعيل المدير الإقليمي لموفينبيك في مصر وقتها ومعه السيد/ حبيب شوارتز المدير الهولندي المقيم استطعت من خلال تخصيصهما لمكان خاص بي في الفندق بمصر الجديدة من ممارسة عملي، ثم في عام 1998 انتقلت إلى الأستوديو الخاص بي ولازلت أعمل به حتى الآن.. وبدأت أوجه اهتمامي للمراهقات فأعطى لهن محاضرات في فن التعامل وكنت أمنح شهادات خبرة وأختار لجان تحكيم من الخبراء، ثم وجهت اهتمامي للأطفال لإعدادهم أخلاقياً وسلوكياً منذ الصغر والاستعانة في هذه المهمة بالفن والموسيقى.. ولا أنكر في هذه الرحلة الدعم والتشجيع الذى غمرتني به وزارة الثقافة.. والأستاذ/ خالد جلال.. رئيس مركز الإبداع الفني الذى منحنى كل الاهتمام بتعليم الممثلين الذين يعملون معه فن الإتيكيت.
- هل للإتيكيت أنواع؟
بلا شك فهناك إتيكيت خاص بمجال العمل.. والإتيكيت الاجتماعي.
ألوان صديقة
- وما الفرق بينهما؟
النوع الأول الخاص بالعمل لا فرق فيه بين الرجل والمرأة فهو يشرح كيفية اختيار الملابس المناسبة للعمل مثل الألوان التي يجب تجنبها والأخرى الصديقة.. كذلك احترام الخصوصية في مجال العمل.. واختيار الكلمات المعينة التي لابد أن تستخدم وكذلك خلق لغة جديدة للحوار.. مع فتح أبواب وآفاق جديدة للتواصل.. كما يعتبر هذا النوع دليلاً إرشاديا للموظفين في كيفية التعامل مع الزائرين والضيوف للشركة أو المؤسسة وعدم الانصراف عنهم وهكذا.. 
أما الإتيكيت الاجتماعي فهو يميل لصف المرأة أكثر ويضع لها قواعدا وأساليبا وأصولا للمعاملة.. ومن خلال تجربتي وجدت أن الكبار لا يجدون حرجاً في تعلم الإتيكيت في هذه السن.. لتعويض ما فاتهم.
 
 
ضغوط اجتماعية
- ولماذا غاب عنا فن الإتيكيت في السنوات الأخيرة؟
غاب بغياب دور الأم.. فدورها كان مهماً جداً.. الأم زمان كانت سيدة بيت.. تشرب القهوة مع أصدقائها وجيرانها ثم تقضي باقي الوقت في الحياكة والطهى ورعاية البيت.. أما الآن فالمرأة أصبحت عاملة والذى كانت تفعله في يومها بأكمله أصبح مفروضاً عليها أن تنجزه في ساعتين.. والزوج يعمل ويقضى معظم وقته خارج المنزل.. أما هي فعليها واجب داخل البيت وخارجه حيث تعمل كسائقة بتوصيل أولادها للمدرسة أو الدروس الخاصة.. واصطحابهم بعدها للبيت فكيف لنا أن نسألها عن الإتيكيت والسلوك.. وأتصور أنها ظاهرة تجتاح العالم كله الآن وليس مصر وحدها.. والسبب كما قلت ضغوط الحياة الاجتماعية والاقتصادية.. ويكفى أن نعقد مقارنة بين أفلام زمان والآن لندرك الفرق.
عروض ناجحة
- ولماذا لم يصبح لدينا موضة وبالتالي عروض للأزياء رغم أن سيداتنا لديهن ذوق وتاريخ في هذا المجال؟
دخول السماسرة هذا المجال وتحوله إلى تجارة أكثر من فن أفقده الكثير وبالتالي انسحب المهتمون والمحترفون.. وأذكر أننا كنا نقدم عدة عروض مجتمعه مع الأستاذ إيهاب شلبي من وكالة طارق نور تحت عنوان Salon de la Femme وStyle on the Nile وكنا نقدم 5 أو 6 عروض ناجحة في وقت واحد.
- وما الذى نحتاجه حتى يعود الحال إلى ما كان عليه؟
نبغى مساعدة وزارة الثقافة إذا كنا نفكر في إقامة عروض عالمية.
- من من العارضات يعجبك أمس واليوم؟
زمان كان لدينا عارضة جميلة جداً أسمها صابرين وكان عندها حضور كبير، أما الآن.. فلا أرى أحداً إلا ابنتى كارينا شلبي وهى تقدم من وقت لآخر بعض العروض وتتمتع بحضور ولياقة كبيرة وتعتنى جيداً بمظهرها وهذا عنصر أساسي لأى عارضة.
- وماذا عن العارضات العالميات؟
كنت أحب كلوديا شيفر كسوبر موديل وكذلك أحب في كيت موس جمالها ولا أحب ما يكتب عنها فالعارضة لابد أن تكون نموذجا وقدوة في كل شيء حتى في صحتها وسلوكها.
- وما الذى تتمنينه خلال الفترة القادمة؟
أتمنى أن نتجه للعمل بشكل أكبر وأن نتوقف لبعض الوقت عن العتاب وألا يقاطع بعضنا بعضاً أثناء الحديث لأن هذا من آدابه.
وأتمنى أن أنشر عملي وأفكاري بشكل أكبر فلدى وسائلي في الإقناع وحالياً أفتتح فرعا جديداً لي في الرحاب والقاهرة الجديدة لأحقق انتشارا أوسع.
- وأين تجدين سعادتك؟
أجدها عندما أحدث تغييراً للأحسن في المجتمع وهذا لن يتحقق في يوم وليلة ولكن علينا أن نحاول كل في مجاله.. وبالنسبة لي فلو أستطيع تخصيص ورشة عمل لكل مواطن مصري حتى يصبح أفضل مما هو فيه الآن لفعلت.. ولكن هذا التحول أمر ليس سهلاً إلا أنه يستحق المحاولة.