عارضة الأزياء التونسية هناء بن عبد السلام .. وجه شركة «لانكوم» الجديد
12:00 ص - الأحد 4 مارس 2012
تونسية سمراء طويلة وذات جمال من نوع خاص هي الوجه الجديد الذي اختارته مستحضرات «لانكوم» الفرنسية لتمثيلها.
أما الاسم الذي ينطبق على هذا الوجه فهو هناء بن عبد السلام.
فهذه الشابة المولودة في مدينة نابل، موطن الخزف الأزرق والأبيض، تحمل اليوم لقب «توب موديل» وتتطلع بكبرياء إلى مسيرة صعودها السريع... من أعلى سنواتها التي لا تزيد على العشرين سوى بسنتين.
نشأت هناء، ذات القامة التي تبلغ 180 سنتمترا، في عائلة محافظة لكنها وثقت بها ودعمتها لكي تصل إلى تحقيق حلمها.
ذلك أن البنت الصغيرة كانت، منذ سن الخامسة، تذهب وتجيء على رؤوس أصابع القدمين، مثل راقصة «باليه» أو فراشة رشيقة، وكانت والدتها أول من انتبه إلى مواصفاتها الجسدية وإلى حبها للثياب الجميلة وتوسمت فيها أن تكون عارضة للأزياء، لكن بين الحلم والواقع طريق لا بد من قطعه وهو أشبه بالمستحيل لعدم وجود وكالات للعارضات في تونس، وفي انتظار الفرصة، درست هناء الهندسة المدنية، وكانت مقربة من أخيها الأكبر وليد الذي درس التمثيل وكان يأخذها معه لتتفرج على حصص اختيار الممثلين للأدوار المختلفة، ومن خلال الفرجة، كانت تتصور نفسها في محلهم وتتعلم كيف تقف أمام العدسات، وكان وليد يشجعها ويرى لها أن وجهها «يصلح للكاميرا».
كانت هناء في المدرسة الثانوية حين شاهدت برنامجا تلفزيونيا لبنانيا يطلب مشاركات في مسابقة للعارضات. ومن خلال ما كانت تراه على الشاشة، اكتشفت أن طولها الملحوظ الذي تنزعج منه وأن نحافتها الزائدة يمكن أن يكونا عونا لها فقررت التقدم للمسابقة.
وبعد 3 أشهر من المعايشة مع فريق برنامج «ميشن فاشن» في لبنان، عام 2007. فازت التونسية ابنة نابل بالمرتبة الثانية. لقد تفتحت أمامها أبواب العمل المحلي لكنها كانت تسعى إلى ما هو أبعد.
وقد أتاح لها الفوز أن تدعى إلى مناسبات كثيرة وأن تلتقي بشخصيات معروفة على النطاق العالمي وأن تجرى معها المقابلات الصحافية، دون أن يغيب عن ذكائها أن الغموض والشكوك ما زالت تكتنف مهنة العارضة في البلاد العربية. وهي تتمنى أن تزيل تلك الشكوك.
وبفضل شهرتها الحديثة في بلدها، وصلت بعض الأصداء إلى فرنسا. وكانت اللحظة الفاصلة عند تعرفها على الخبيرة السعودية الأصل صوفي جلال التي ساعدتها في نقل موهبتها إلى المجال العالمي.
لقد أرادت أن تمثل المرأة العربية في أوساط هذه المهنة التي تتركز عليها الأضواء وتحصل المشتغلات فيها على شهرة توازي شهرة وثراء نجوم السينما.
وفي صيف 2010 قدمتها جلال إلى وكالة «إي إم جي وورلد» في باريس، وفي اليوم التالي تعرفت على كارين رويتفيلد، رئيسة تحرير الطبعة الفرنسية من مجلة «فوغ» آنذاك، وصارت الخطوة تجر الخطوة.
لقد سهلت لها كارين مقابلة مع ريكاردو تيشي، مصمم دار «جيفنشي» الذي أعجب بمواصفاتها وحسها المهني ودعاها للمشاركة في عرضه للأزياء الجاهزة لخريف وشتاء 2010 ـ 2011 في باريس.
أما قبل ذلك فكانت قد شاركت في عروض جان بول غوتييه، بفضل عارضة الأزياء العالمية السابقة، الجزائرية الأصل، فريدة خلفة التي تحتفظ بصداقة قديمة مع المصمم الباريسي الشهير. وشيئا فشيئا وطدت هناء خطواتها على منصات العرض وشاهدناها في عروض «هيرميس» و«شانيل» وفي أول عرض للأزياء الراقية يقدمه جيامباتيستا فالي، العام المنصرم.
اليوم، بعد اختيارها مع بداية 2012 لتكون سفيرة لمستحضرات «لانكوم» الراقية للتجميل، تقول هناء إنها تعتقد بأنها محظوظة ومولودة تحت نجمة سعد، أو ما يسميه التوانسة «الزهر». وهي تخلف في هذه المهمة نجمات عالميات من أمثال الممثلة الإسبانية بنيلوب كروز والنجمة الأميركية جوليا روبيرتس.
وكما يليق ببنات الأصول، لا يجب أن تنسى هناء المساعدة التي تقدمها لها مديرة أعمالها صوفي جلال ولا الرعاية التي تحيطها بها فريدة خلفة. كما لم تترك بريق الأضواء ينسيها احتياجات الضعفاء في بلدها، فوضعت شهرتها تحت تصرف جمعية «اسمعني» لرعاية الأطفال الصم والبكم في تونس. وبموازاة هذه المشاغل، تشارك هناء في برنامج للأمم المتحدة لدعم التغير الديمقراطي في بلدها.