للخوف دور في حياتنا لا يمكن إغفاله، فقد خلق معنا ويصاحبنا ونصاحبه حتى نزور القبر، ويتمثل في شعور بالرهبة والرعب من بعض الأشياء المخيفة حقا كالموت، الجان، الثعابين، الحوادث، العذاب في الدنيا والآخرة وغيرها من أنواع كثيرة لا حصر لها، لكن هناك أناس يعانون من حالات نادرة من الخوف؛ فهم يخشون أشياء غير مخيفة على الإطلاق، ويرجع ذلك إلى بعض المشكلات النفسية التي يعانون منها، فهيا معا نتعرف عليها:
الخوف من البابا (Papaphobia):
يعتبر البابا داخل الكنيسة شخصاً محبوباً لجميع المسيحيين على مستوى العالم؛ فهو بالنسبة لهم رمز الخير والعطاء الذي يتمنون الاقتراب منه للحصول على نفحات البركة، باستثناء أولئك الذين يعانون من (فوبيا البابا) وتعني مرض الخوف من البابا، لكن ماذا تعني؟
هي عبارة عن خوف غير طبيعي مستمر من البابا أو الباباوية بصفة عامة، فإذا نظر المريض أو رأي هذا الشخص يشعر بخوف متبوع بالأعراض التالية:
- ضيق في التنفس.
- التنفس بسرعة.
- عدم انتظام ضربات القلب.
- غثيان.
- تعرق.
ونتيجة لذلك يبتعدون عن كل من هو بابا أو كنائسي حتى يتجنبوا الأعراض السابقة.
الخوف من زبدة الفول السوداني (Arachibutyrophobia):
يعاني بعض الناس نوعا شديد الغرابة ألا وهو الخوف من زبدة الفول السوداني إذا لصقت في سقف الفم، فرغم لذاذة طعمها وتلهف الكثيرين لتناول شطيرة منها يتجنب أولئك الأشخاص تناولها تماما.
الخوف من الشعر المتساقط (Trichophobia):
إذا وجدت أحد الشعيرات داخل الحساء فهذا شيء طبيعي، لكن إذا كانت عيناك ترى الشعيرات المتساقطة في كل مكان فربما تعاني من مرض الخوف من الشعر المتساقط؛ حيث يشعر المريض بحالة من الخوف والاشمئزاز المرضي عند رؤية عدد من الشعيرات على الملابس أو في أي مكان آخر.
الخوف من نفاذ شحن الموبايل (Nomophobia):
ما شعورك عندما لا تكون هناك شبكة في هاتفك الخلوي؟ هل يمكنك إغلاقه ليوم واحد؟ سواء نفذ شحن الكارت أو البطارية، فإن فقدان الهاتف أو كونك في مكان ما بدون استقبال أو بدون هاتف يمكن أن يسبب لك حالة من الرعب يطلق عليها (الخوف من نفاذ شحن الموبايل).
الخوف من المراهقين (Ephebiphobia):
تم تعريف هذه المشكلة النفسية في البداية باسم (الخوف والبغض من المراهقين) وتغير مفهومها هذه الأيام لتصبح نوعاً من الوصف الذي يعبر عن شخصية المراهق التي تتسم بـ (عدم الدقة، المبالغة والسمات المثيرة للشباب) في مختلف المناطق حول العالم.
وأوضح عالم الاجتماع (راي أولدنبورج) أنها تنتج عن الفجوة الموجودة بين الأجيال التي تؤدي إلى حالة من العزل بين الكبار والشباب المراهقين، مما يحدث نوعاً من القطيعة والخوف منهم، حيث تتخفى مشاعر الخوف من المراهقين في التعامل معهم بصورة متساهلة لتجنب أذاهم.
الخوف من تحديق الآخرين فيك (Scopophobia):
هناك بعض الناس يعانون خوفاً مرضياً من نظر الآخرين إليهم أو حملقتهم بهم، ويشعرون حينها بحالة من التوتر والارتباك اللاعقلاني وينتج عنه بعض الآثار السلبية وتشمل ما يلي:
- تجنب التواجد في الأماكن العامة الكبيرة التي تحتوي على تجمعات كبيرة من الناس مثل الأسواق.
- تجنب القيام بالمهام البسيطة مثل قيادة السيارة التي تعتبر مهمة شديدة الصعوبة؛ لأن المريض سيشعر بالخوف الشديد إذا لاحظ أحدا ينظر إليه من السيارات المجاورة له أو الأمامية أو حتى الخلفية إذا لمحها من المرآة.
- حالة من العزلة والرغبة في الخروج في وقت تخلو به الطرقات من الناس.
الخوف من المرايا (Spectrophobia):
يمثل هذا النوع خوفاً مرضياً من المرايا والرهبة الشديدة بمجرد رؤية انعكاس صورة الشخص، حيث أرجع المحلل النفسي (ساندور فيرينزي) هذه الحالة لسببين أساسيين وهما:
- الخوف من معرفة الذات.
- الهروب من الافتضاح.
وقد أضاف بعض المحللين أسباباً أخرى ومنها:
- الخوف من رؤية الأشباح.
- الخوف من فقدان تصور الشخص لنسبة جماله.
- الخوف من رؤية العلامات الغريبة بالجسم التي تذكره بأحداث مؤلمة وقعت له في الماضي.
- بعض أنواع الحرمان التي ترك بصماته على جسد وشخصية المرء.
الخوف من البلع (Phagophobia):
يتعرض هذا المريض لحالة غريبة وهي الخوف من بلع الطعام بكل أنواعه وتتمثل أعراض هذه الحالة فيما يلي:
- الشكوى المستمرة عند بلع الطعام.
- الشعور بآلام في عملية البلع رغم عدم وجود أي مشكلات جسدية تؤيد ذلك.
- الاقتصار على تناول الأطعمة اللينة والسائلة.
- الرهاب أو الخوف من تناول الطعام بصفة عامة في الحالات الخطيرة.
- التعرض لسوء التغذية وفقدان الوزن بصورة غير طبيعية.
الخوف من القيء (Vomitophobia):
يعتبر الخوف من التقيؤ شيئاً غير عقلاني؛ حيث يشعر الشخص المصاب به بالخوف من أن يتقيأ هو أو رؤية أحد آخر يفعل ذلك أو مجرد ذكر الكلمة أمامه، وينتج عن هذا الخوف مشكلات متعددة تشمل:
- الميل إلى تجنب تناول الطعام خارج البيت.
- البعد عن التجمعات.
- عدم الذهاب إلى الحفلات.
- كراهية تناول الطعام فنادرا ما يأكلون.
- أحيانا ينعكس عليهم الأمر فيتناولون الطعام بنهم مما يمنحهم وزناً غير صحي.
الخوف من رقم 13 (Triskaidekaphobia):
يمثل أكثر أنواع الخوف شيوعا، لكنه مازال غير مفسر، وقد كان "هتلر" يعاني من نفس المرض، وهناك شبيه له في اليابان، الصين وكوريا حيث يخافون من الرقم 4.
الخوف من الاستحمام (Ablutophobia):
إنه خوف غير طبيعي وغير مبرر من الاستحمام، الاغتسال أو التنظيف، ينتشر بصورة كبيرة لدى الأطفال والنساء أكثر من الرجال خاصة من الأشخاص شديدي الانفعال، وتنشأ عادة من التأثر بمواقف معينة حدثت في الماضي، مشاهدة حالة مشابهة على التلفاز مثل الأفلام أو حتى رؤية شخص في مثل هذا الموقف، وينتج عنها بعض الأعراض وهي:
- التعرض لصدمة عاطفية ترتبط بعملية الاستحمام.
- الشعور بالاكتئاب.
- الوحدة.
- الدوخة.
- ضيق التنفس.
- خفقان القلب بسرعة
- الغثيان.
- جفاف الفم.
- القشعريرة.
- الهياج وفقدان السيطرة على النفس.
الخوف من الزهور (Anthophobia):
رغم أن الزهور لا تسبب أي أذى إلا أنه يشعر بالخوف والتوتر الدائم عندما يراها أمامه وحتى إذا وجد أي جزء من الزهرة مثل البتلة، الورقة أو حتى الجذع، هذا بالإضافة إلى خوفه من أي شيء صغير غير ضار كأن يرى قطعة من الورق الممزق.
الخوف من الرقص (Chorophobia):
رغم احتلال الرقص جزءاً من حياة كل منا كتعبير عن المرح والفرحة، إلا أن هناك من يعانون الخوف من جميع أنواع الرقص سواء كان فردياً أو زوجياً، فهم لا يشعرون حينها أنهم يرقصون حتى لا يدركون أنهم يخشونه؛ لأنه يسبب لهم نوعاً من الدوخة والتوتر الشديد.
الخوف من ضوء الشمس (Heliophobia):
إنها مشكلة تصيب المئات من الناس ومازال هناك قصور في البحث الخاص بها، وقد قدم مركز المحيط الهادي للصحة تفسيراً لابتعاد الناس وخوفهم من أشعة الشمس بسبب خشيتهم الإصابة بسرطان الجلد، حيث يتصرفون بغرابة شديدة فتجدهم:
- يحجبون أنفسهم عن ضوء النهار.
- يميلون للبقاء في الظلام.
- يقيمون في الطوابق السفلية والسراديب.
- يقضون معظم وقتهم في الأعمال المنزلية المصحوبة بمشاهدة أفلام مصاصي الدماء.
الخوف من عمل أو استقبال مكالمات هاتفية (Telephone phobia):
يخشى البعض التواصل عبر الهاتف بصورة مرضية مبالغ بها؛ حيث يتجنبون التعامل معه تماما مبررين ذلك بخوفهم من الفشل في تقديم الجواب المناسب خلال المحادثة الهاتفية، الخوف من عدم إيجاد شيء يقولونه مما ينتهي بهم الأمر إلى حالة من الصمت المحرج أو التلعثم أو التأتأة.
لذلك يبتعدون عن الهواتف ويلجأون إلى الغير مثل الأصدقاء والأقارب للرد على هواتفهم الخاصة بدلا منهم، مما يؤدي إلى عدم قيامهم ببعض الأنشطة المرتبطة بالهواتف مثل جدولة الأحداث أو توضيح المعلومات.