إزالة خلايا الشيخوخة.. قد تؤدي إلى تأخير أعراض تقدم العمر
12:00 م - الخميس 26 يناير 2012
لأكثر من عقد، اعتقد الباحثون أن خلايا الشيخوخة تدمر الأنسجة المحيطة بها، وهذا التدمير يمثل السبب الأساسي للإصابة بالعديد من الأمراض المرتبطة بتقدم العمر.
والآن، يبدو أن دراسة جديدة على الفئران تؤكد هذه الحقيقة. وتظهر الدراسة أن تدمير خلايا الشيخوخة، أو الخلايا «المسنة»، بشكل انتقائي، يمكن أن يمنع الإصابة بالعديد من الأمراض بدءا من فقدان العضلات إلى المياه البيضاء (إعتام عدسة العين).
خلايا مسنة:-
تفقد الخلايا المسنة قدرتها على الانقسام أو التكاثر، ومن ثم تعجز عن تجديد النسيج المسن، ومؤخرا، أشار الباحثون إلى أن هذه الخلايا ربما تخفي مواد كيميائية مدمرة تسمم الخلايا المحيطة بها، ولتحديد دور هذه الخلايا في الإصابة بأمراض الشيخوخة، حدد العلماء بمستشفى «مايو كلينيك» في روتشستر بولاية مينيسوتا، الخلايا المسنة لدى الفئران التي تمت هندستها وراثيا لتظهر عليها علامات تقدم العمر بشكل سريع باستخدام مؤشر حيوي، يعرف باسم «p16Ink4a»، خاص بهذه الخلايا، وبالنسبة لطول حياة الحيوانات، تم حقنها بعقار يحفز فقط تلك الخلايا المسنة التي تضم مؤشرات حيوية على الانتحار، بينما لا يمس الخلايا الأخرى مطلقا.
كانت النتائج لافتة، ففي الأنسجة التي ضمت الخلايا المحددة، التي تضم كل أجزاء الجسم بدءا من الدهون إلى العضلات إلى العيون، بدت الإزالة الانتقائية تؤجل حدوث تلف الخلايا المرتبط بتقدم العمر.
ولم تظهر على الفئران التي تم حقنها بالعقار أي أعراض إصابة بالمياه البيضاء، وظهرت عليها زيادة في الكتلة العضلية وقوة العضلات، والدهون تحت الجلد، مقارنة بالفئران التي لم يتم حقنها بالعقار.
ضعف الأنسجة:-
«لقد أثبتنا أن هناك علاقة سببية بين هذه الخلايا المسنة والضعف في وظيفة الأنسجة المرتبط بتقدم العمر»، هذا ما يقوله جان فان دورسن، الباحث في أمراض السرطان بمستشفى «مايو كلينيك» الذي ترأس الدراسة في حديث نقلته مجلة «تكنولوجي ريفيو» الأميركية.
وأضاف أن «هناك دليلا مؤكدا على أنك إذا أزلت هذا النوع من الخلايا على وجه التحديد من أحد الكائنات الحية - أجرينا هذه التجربة على أحد الفئران، لكن يحتمل أن يثبت انطباق نتائجها على الإنسان أيضا - ستعمل الأنسجة والأعضاء بشكل أفضل وستزداد درجة مقاومتها لتقدم العمر».
وقبل إجراء هذه الدراسة، لم يكن من الواضح كيف أسهمت الخلايا المسنة في تقدم العمر. تشكل هذه الخلايا نسبة ضئيلة جدا من مجمل أنسجة الجسم، تتراوح ما بين 1 و4 في المائة حتى في أكبر الحيوانات سنا.
وشك كثيرون في أن مثل هذا العدد الضئيل من الخلايا قد يكون له مثل هذا التأثير السمي. واعتقدوا أنه عندما تفقد الخلايا قدرتها على الانقسام، ربما يكون عدم قدرتها على استبدال الأنسجة المفقودة هو السبب في ظهور أعراض تقدم العمر والشيخوخة.
ويبدو أن البحث الجديد يؤيد فكرة سمية الخلايا المسنة. «الآن، في ظل علمنا أن الخلايا تلعب دورا في تقدم العمر، من المهم الاستثمار في محاولة إيجاد وسيلة للقضاء عليها»، هكذا تحدث فيليب سييرا، مدير بيولوجيا الشيخوخة في المعهد الوطني للشيخوخة، الذي لم يشارك في البحث.
ولا تقدم الدراسة مؤشرا حيويا لتقدم العمر فحسب، مستويات «p16Ink4a»، ولكنها تقيم فكرة أنه ربما يكون من المحتمل إنتاج عقار يستهدف الخلايا المسنة من دون أن يلحق الضرر بالخلايا السليمة، «إنني متفائل على نحو مشوب بالحذر بأن هذا تقدم بارز بحق»، هكذا يتحدث نورمان شاربلس، اختصاصي علم الوراثة الذي يدرس مرض السرطان والشيخوخة في جامعة نورث كارولينا - تشابل هيل.
وأضاف: «تشير النتائج إلى أسلوب يدخل في نطاق الصناعة الدوائية الكبيرة».
استخدمت الدراسة الحالية سلالة من الفئران تم تعديلها وراثيا بحيث تظهر عليها أعراض الشيخوخة بسرعة لإسراع التجربة، نظرا لأن هذه الفئران تتجه إلى الموت مبكرا لأسباب أخرى، لم يتمكن الباحثون من تحديد ما إذا كان زيادة «المدى الصحي» للحيوانات يمكن أيضا أن يزيد من مدى حياتها.
وبدأ فان دورسن وزملاؤه الآن في إجراء دراسة أكثر تعمقا على الفئران التي دخلت مرحلة الشيخوخة بهدف البحث بمزيد من التعمق في تأثيرات إزالة الخلايا المسنة. ويقول فان دورسن: «يكمن التحدي في ترجمة تلك النتائج في صورة طريقة للتخلص من هذه الخلايا عند البشر».