فتاة بريطانية عمرها 13 عاما بـ "ملامح الشيخوخة "
خاص الجمال - عمرو لبيب
زارا هارتشون ، فتاة بريطانية تجد صعوبة في الحصول على بطاقة الباص وتذاكر السينما الخاصة بالاطفال لأن الكل يظن أنها سيدة كبيرة في السن بسبب وجهها المتجعد وعينيها الغائرتين .
تعاني زارا من مضايقات الناس وسخريتهم وتحديقهم المستمر بها مما يجعلها تعود الى بيتها حزينة وباكية .
أمها Tracy، أربعون عاما و لكنها تبدو وكأنها في التسعين من عمرها، الوحيدة التي تشعر بألم ابنتها، فكلتاهما تعانيان من مرض وراثي نادر يجعلهما تبدوان أكبر بسنين من عمرهما الحقيقي .
يطلق على هذا المرض النادر اسم lipodystrophy ( أي الحثل الشحمي أو ضمور الأنسجة الدهنية ) وهو حالة تسبب تحطم النسيج الدهني تحت سطح الجلد بينما ينمو الجلد نفسه بسرعة كبيرة .
لا يوجد علاج لهذا المرض و المصابين به يعانون من تجاعيد في البشرة تملأ جميع أنحاء الجسم بالاضافة الى ملامح هزيلة وتنمر على اليدين .
تقول تريسي أنها تشعر بالالم تجاه ابنتها و أنها لا تطيق رؤية وجها و هي تعاني كما عانت هي في السابق، و قد أدركت أنها نقلت هذا الاضطراب الوراثي الى ابنتها وهي ما تزال في الأيام الاولى من ولادتها و تتمنى أن تساعد ابنتها بأي وسيلة قبل فوات الأوان .
تستخدم زارا الكريمات المضادة للتجاعيد باستمرار ولكن دون جدوى .
وتضيف الأم أن هناك اثنين من أولادها يعانيان من نفس الحالة و لكن بالنسبة لزارا، بدأت الحالة في سن مبكرة جدا وكانت أكثر شدة مما جعلها تبدو أكبر أشقائها الخمسة بمن فيهم المصابين في نفس المرض .
اضطرت الأم عندما كانت زارا في العاشرة أن تخرجها من المدرسة بسبب قسوة الأطفال في السخرية منها، و تقول أنها ( أي الأم ) اضطرت الى ترك المدرسة في عمر 15 عاما و لم تنجح في أي مهنة بسبب قلة احترام الذات التي تولدت عندها من سوء معاملة المجتمع لها وخاصة الرجال الذين كانوا يعاملونها بازدراء و هذا ما تخشى على ابنتها أن تعانيه في المستقبل .
لذلك تقول الأم أنها ستعمل جاهدة لدعم ابنتها لاكمال دراستها و الحصول على المؤهلات لتحيا حياة أفضل .
في الماضي تقول تريسي أنه لم يكن هناك المعلومات الكافية حول هذا المرض، فقد خضعت لعملية جراحية لإزالة الجلد الزائد من رقبتها و لكن خلال سنتين ظهرت نفس الأعراض وبشكل أسوأ وازدادت التجاعيد في وجهها، حينئذ شخص الأطباء حالتها على أنها “الحثل الشحمي” أما في الوقت الحاضر أصبح هناك بدائل أكثر لعمليات التجميل كزراعة الوجه والحشو وغيرها و لكن بالنسبة لزارا تقول الأم أن الإطباء مترددون في استخدام أي منها بسبب عدم وثوقهم من نجاحها .
و يبقى أمل زارا الوحيد في إيجاد جراح ماهر ينقذها من المرض الذي حرمها طفولتها