لأن «شانيل» أعادة تقديمها .. الجوارب تدخل قاموس الأناقة من جديد
يبدو ان اهتمام عالم الموضة انصب هذه الأيام على الجزء الأسفل من الجسم: الأرجل، ولا نقصد فقط الأحذية المبتكرة التي تتراوح بين الجنون والفنون، بل أيضا بنطلونات الليكرا الضيقة والجوارب.
فهذه الأخيرة بالذات، أخذت أشكالا تتيح للابستها ان تحقق ما تصبو إليه من مظهر درامي من دون ان تصرف مبالغ كبيرة، خصوصا أنها يمكن ان تضفي الكثير من التميز على لابستها بغض النظر عن كثافة ساقيها أو نحافتهما.
وإذا كانت عروض الأزياء في الموسم الحالي والموسمين المقبلين هي البوصلة، فإن الجوارب حتما لم تعد إكسسوارا، بل من أساسيات خزانة اية واحدة منا، سواء كانت هذه الجوارب من الصوف بلون واحد وسميكة، أو بنقوشات متضاربة، أو من النايلون، أو فقط بفكرة جديدة.
وإذا كانت النية هي الحصول على مظهر مبتكر وفكرة جديدة، فإن الجوارب التي طرحتها دار «شانيل» في الفترة الأخيرة هي المنى والطلب.
فلموسمي الخريف والشتاء طرحها كارل لاغرفيلد بلوني الدار المفضلين: الأبيض والأسود. الأبيض غلب على النصف الأمامي منها، بينما غطى الأسود نصفها الخلفي ليخلق بذلك خدعة بصرية ذكية.
أما لموسمي الربيع والشتاء المقبلين، فقد طرحها بالأسود فقط، لكن بازدواجية مختلفة تلعب على الشفاف والكثيف.
فالجزء الأسفل، ويبدأ من تحت الركبة، شفاف، بينما الركبة وما فوق فسميكة، بحيث يبدو هذا الجزء وكأنه بنطلون قصير.
فمما لا شك فيه، أن العبقري كارل، وبعد اكثر من عشرين عاما في الدار الفرنسية العريقة، توصل إلى نتيجة بديهية، بأن هناك حدودا لا يمكن ان يتخطاها عندما يتعلق الأمر بتجديد التايور المصنوع من التويد او الفستان الأسود، وهو ما قام به على أحسن وجه، بدليل الإبداعات التي يتحفنا بها كل موسم، لكن يمكنه في المقابل، ان يطلق العنان لخياله في الإكسسوارات.
وإذا كانت جديدة لم تدشنها يد المؤسسة، كوكو شانيل، فهذا يعطيه فرصة اكبر للابتكار ووضع بصماته الخاصة عليها، لأنها ارض بكر وخصبة في الوقت ذاته. وهذا ما يعطينا الإحساس بأنه يستمتع بهذا الجانب.
الطريف ان هذه الإبداعات، تبدو غريبة للوهلة الأولى، على أساس أنها جاءت بغرض إضافة بهارات ساخنة على عرضه، لكن ما تلبث الحقيقة ان تظهر، وهي أن هناك لائحة طويلة بأسماء المعجبات، بانتظارها على أحر من الجمر في سوق من أسواق آسيا، مما يؤكد ان ما يبدو جنونا في منطقة ما من العالم، قد يكون فنونا في أخرى، وما يلبث ان يؤثر فينا وفي ذوقنا لنجد أنفسنا منقادين وراءها، ولحسن الحظ لا نندم أبدا على هذا الانسياق.
وقد يزيد الإقبال مستقبلا على هذه الإكسسوارات في ظل الأزمة الاقتصادية التي قد لا تمس الكل، لكنها حتما ستؤثر في ذوي الإمكانات المتوسطة ممن أنعشن سوق الحقائب في السنوات الأخيرة، وذقن حلاوة المنتجات المترفة، لكن لأن اليد قصيرة، فإنهن سيكتفين بجوارب يعبرن بها عن تميزهن ومواكبتهن للموضة، هذا عدا انه من السهل تجديد مظهر قطعة قديمة بمجرد تنسيقها بجوارب لافتة.