رجل أعمال هندي .. يمتلك أغلى منزل في العالم يملكه
12:00 ص - الثلاثاء 27 ديسمبر 2011
مثلما يزداد عدد المليارديرات في الهند، يزداد بالمثل شغفهم بالتوسع في بناء منازل شديدة الفخامة والترف بتكاليف طائلة.
في حقيقة الأمر، يمتلك أغلى منزل في العالم، والبالغ سعره ملياري دولار، أغنى رجل هندي، وهو موكيش أمباني.
وهذا المبنى المعروف باسم «أنتيليا» المؤلف من 27 طابقا والكائن في مومباي يشتمل على ثلاثة مهابط للطائرات وستة طوابق لوقوف السيارات وسلسلة حدائق عائمة ودار سينما وصالات رقص.
«العقار الوحيد الشاهق المشابه الموجود حاليا في السوق هو شقة بنتهاوس ثلاثية سعرها 70 مليون دولار في فندق بيير بنيويورك، والمصممة بحيث تحاكي شكل قصر فرنسي، وترتفع لمسافة 525 قدما إلى أعلى»، مثلما ذكرت مجلة «فوربس» في تقريرها الذي يحمل عنوان «داخل أول منزل سعره مليار دولار في العالم».
وعلى بعد أميال قليلة من برج «أنتيليا» المؤلف من 27 طابقا، يملك غاوتام سينغهانيا، رئيس مجموعة «رايموند» للمنسوجات المولع بسباقات «فورميولا وان» ويخوت جيمس بوند هذا المنزل الفخم الشاهق «جيه كيه هاوس» في جنوب مومباي، والذي هو تحت الإنشاء منذ أكثر من عام، وأصبح يضم 23 طابقا، وما زال يضاف إليه المزيد من الطوابق.
وعند النظر إليهما من على بعد، يبدو المبنيان متماثلين بشكل مذهل. فكلاهما به أعمدة شاهقة، ونوافذ كبيرة مواجهة للبحر وبوابة تبدو مماثلة لأحاجي الصور المقطوعة.
ويعطيان نفس الشعور بالحجم والتركيز على الفخامة. وفي مدينة تعتبر فيها المساحة أكبر رفاهية، يبدو المبنيان وكأنهما يعلنان عن تميزهما.
ويقع «جيه كيه هاوس»، الذي سمي بهذا الاسم نسبة إلى مؤسسي شركة «رايموند غروب»، في الجهة المقابلة لنادي «بريتش كاندي كلاب» الفخم، والذي لديه قائمة انتظار مدتها عشر سنوات لأعضاء جدد، وهو يبعد بمسافة قصيرة عن القنصلية الأميركية.
ومن المنتظر أن تنتقل أسرة سينغهانيا الممتدة، المشتتة عبر أنحاء مومباي، إلى «جيه كيه هاوس»، بحسب أفراد على صلة وثيقة بالأسرة.
وسيشتمل المبنى الجديد على خمسة طوابق مخصصة تحديدا لوقوف السيارات وطابق يضم متحفا، والذي سيضم مجموعة من الأحجار الكريمة وسيكون مفتوحا للجمهور لمدة 45 دقيقة يوميا.
وسيتم نقل صالة عرض رايموند، الواقعة حاليا في موقع متاخم، إلى البناء بمجرد الانتهاء من إنشائه وستحتل طابقين منه. ويقع منزل غاوتام سينغهانيا الحالي في طريق ألتاماونت.
«يبني سينغهانيا هذا المجمع السكني بالأساس لغرض السكن. وسيضم 36 طابقا»، هذا ما قاله مسؤول بالصناعة متابع لعملية إنشاء المبنى.
وعلى غرار برج «أنتيليا»، الذي رفضت أسرة أمباني الحديث عنه علانية، يبدو مبنى سينغهانيا محاطا بالسرية. وليس أمباني، الذي يرأس شركة «ريليانس إنداستريز» عملاق الغاز والطاقة وعائلة سينغهانيا وحدهم في طموحاتهم المعمارية.
ينشئ الكثير من رجال الصناعة الآخرين في مومباي ناطحات سحاب متطورة لاستخدامهم الخاص. ويشييد فينوغوبال دهوت، رئيس مجلس إدارة شركة «فيديوكون إنداستريز»، برجا سكنيا خاصا مؤلفا من 12 طابقا في حي ماهالاكشميني.
وسيضم المبنى الممتد لمساحة تربو على 200.000 قدم مربع، طابقين إلى ثلاثة طوابق لوقوف السيارات وطابقين سكنيين وطابق لكل صالة رقص ومساحة للترفيه، فضلا عن مركز صحي.
ونحو الجنوب، شيد أحد أقطاب التجارة الهندية الآخرين، وهو فيجاي ماليا، مبنى شاهقا لفت أنظار المليارديرات يحاكي شكل «البيت الأبيض» في مدينة بانغالور الهندية.
وسيكون المجمع السكني الجديد شديد الفخامة مبنيا في وسط مركز لتكنولوجيا المعلومات في الهند على قطعة أرض مساحتها 4.5 فدان كان يوجد بها منزل ورثته أسرة ماليا. وقد مهد الطريق لبرج مؤلف من 34 طابقا ستعيش أسرة ماليا فيه.
وسيمتد البنتهاوس الخاص بأسرة ماليا الكائن بالطابقين الثالث والثلاثين والرابع والثلاثين من المبنى لمسافة 40.000 قدم مربع، مقسمة إلى مستويين.
وسيضم أيضا قبوا وحمام سباحة مياهه ساخنة بالداخل وحمام سباحة ضخما بالخارج وصالة جمنازيوم وصالون تجميل ومنتجعا صحيا.
وسيضم سطح البنتهاوس أيضا مهبط طائرات عمودية، وهو ما يعتبر عنصرا أساسيا لا غنى له بالنسبة لرئيس مجلس إدارة شركة «يونايتد برويريز»، الذي يملك مجموعة من الطائرات النفاثة الخاصة، فضلا عن طائرة طراز «بوينغ 727» مصنعة خصيصا، إلى جانب امتلاكه لشركة الطيران «كينغفيشر».
وفي حقيقة الأمر، عادة ما يطير ماليا بطائراته بنفسه للوصول إلى مقر البرلمان في نيودلهي (حيث إنه عضو في المجلس الأعلى، «راجيا سابها»).
كما يستخدم أيضا طائراته في المعتاد لإدارة عمل إمبراطورية عالمية تضم الطيران والضيافة وصناعة المشروبات والرياضة والعقارات.
كما سيمتلك أيضا مدخلا خاصا منفصلا، تحيط بأحد جوانبه حديقة خاصة مساحتها 39.000 قدم مربع وردهة خاصة ومصعد خاص لإيصاله إلى غرفة التصميم الكائنة في طابق مرتفع من المبنى.
وبالنسبة للمليارديرات الآخرين الذين سيشغلون الشقق الأخرى، سيضم المبنى الفخم ناديا على مساحة 8.000 قدم مربع وحديقة بالطابق الخامس، مماثلة في حجمها لحجم حمام السباحة بالطابق العاشر، إلى جانب ملعب للبادمينتون بالطابق الخامس عشر وقاعة احتفالات بالطابق الخامس والعشرين.
وستكون هناك مساحة مخصصة لوقوف السيارات ملحقة بكل شقة، والتي تسع سيارات يتراوح عددها ما بين 3 و5 سيارات، فضلا عن ذلك، فإن حتى الخدم وغيرهم من موظفي الدعم العاملين في الشقق سيكون لهم بهو خاص بهم ومصاعد ومساكن خاصة. وتبدأ الأسعار من (4 ملايين دولار) وستزداد مع ارتفاع الطابق.
وفي حين سيستغرق مسكن سينغهانيا وماليا بعض الوقت حتى يتم الانتهاء منه، إلا أن موكيش أمباني الذي انتهى من بناء بنايته الفاخرة المؤلفة من 27 طابقا العام الماضي يتعين عليه الانتقال إلى «أنتيليا».
وعلى الرغم من أنه في فترة الليل يضاء برج «أنتيليا» المسنود بدعامات من أسفل إلى أعلى ومن الداخل والخارج، إلا أنه يتعين على أسرة أمباني الانتقال إلى مسكنها الجديد.
لقد أشعل غيابه المتكرر جدلا حول المبنى، والذي يعد بالنسبة للبعض رمزا للاعتزاز الوطني، أما بالنسبة لآخرين، فهو عمل باهظ التكلفة يجسد التفاوت الطبقي ولا مبالاة أثرياء الهند بالفقراء.
يروى أفراد الطبقات الثرية في المدينة قصصا عن حضورهم العروض السينمائية في دار السينما وتناولهم العشاء في صالة الرقص الضخمة، حيث يقوم على خدمتهم فريق عمل مدرب بسلسة فنادق خمس نجوم.
غير أن أصدقاء الأسرة يقولون إنه بعد تقديم آخر الأطباق ورحيل الضيوف، عادة ما يرحل أفراد أسرة أمباني إلى برجهم السكني القديم الأكثر تواضعا المؤلف من 14 طابقا جنوب مومباي الذي يتشارك فيه أمباني وزوجته نيتا وأطفالهما الثلاثة في طوابق مختلفة مع أمه وأخيه الأصغر وأسرة أنيل. لكن لماذا يجب أن يشيد شخص ما مبنى يمكن اعتباره أكثر المباني الخاصة ترفا في العالم، ثم يستخدمه كشقة للإيجار.
ويقول بعض الأصدقاء والزملاء والقائمين على خدمة أمباني إن الأسرة مترددة في الانتقال للمبنى لأنه يقوم على أسلوب بناء لا يطبق قواعد الفن المعماري الأصيلة التي تؤكد على أهمية أشكال محاذاة الاتجاهات لتوليد نوع من الانسجام الروحاني في أي مبنى.
ويعتقد كثير من الهنود أن العيش في مبنى لم يقام وفقا لقواعد هذا الأسلوب يجلب سوء الطالع. وقالت بسنت آر راسيواسيا، خبيرة فن البناء والمعمار والتي يضم عملاؤها رجال أعمال بارزين وأسرهم، إن برج أنتيليا يبدو غير متوافق مع أحد أهم مبادئ فن المعمار والبناء الأساسية، فالجانب الشرقي من المباني لا يوجد به عدد كاف من النوافذ أو الفتحات الأخرى التي تسمح للسكان باستقبال ضوء الصباح الوافر.
ويؤدي هذا إلى نوع من سوء الفهم بين أعضاء فريق العمل، أو ربما يؤدي لمشكلات. ويشير هذا إلى الحاجة لبذل مزيد من الجهد الشاق لتحقيق نجاح متواضع. وهناك قدر أكبر من الطاقة السلبية يأتي من الجانب الغربي.
يذكر أن برج «أنتيلا» صممته شركة التصميمات الهندسية «بيركينز آند ويل» وشركة التصميمات الداخلية «هيرستش بيندنر أسوشييتس»، وكلتاهما شركتان أميركيتان. وحتى قبل إنشاء برج أنتيلا، كان محاطا بكثير من الجدل.
فقد استحوذ أمباني على قطعة الأرض التي أقيم عليها البرج في عام 2002. واشتراه بمبلغ 4.4 مليون دولار بسعر الصرف الحالي، من صندوق خيري إسلامي يدير دار أيتام بمكان آخر.
وقال قادة سياسيون مسلمون ونقاد آخرون إنه تم بيع الأرض مقابل جزء بسيط من قيمته السوقية. واستحوذ أمباني على العقار في مزاد علني، وأنكر المتحدث باسمه الادعاءات التي مفادها أنه قد دفع مبلغا أقل من قيمة السوق للأراضي.
وفي العام الماضي، حينما كان إنشاء برج «أنتيليا» على وشك الانتهاء، انتقد كثير من سكان مومباي المبنى بوصفه تجسيدا صارخا للثراء في دولة يعيش معظم سكانها بأقل من 2 دولار في اليوم وفي مدينة يقطن أكثر من نصف سكانها في أحياء فقيرة. وكتبت الكثير من الصحف المحلية والأجنبية عن تلك الآراء.
وقال غيان براكاش، أستاذ التاريخ بجامعة برينستون والذي ألف كتاب «خرافات مومباي»، إن النقد ربما يكون قد أثر على قرار الأسرة بعدم جعل برج «أنتيليا» مقرها سكنها الدائم.
وأشار إلى أنك ربما تعلن عن وصولك إلى نادي المليارديرات بفجاجة بالنظر إلى الأسفل على بقية أجزاء المدينة من مجتمعك المغلق الممتد لعنان السماء، لكن حينها ربما تستشعر أنك وحيد في برج عاجي! وحتى إذا كان لدى أسرة أمباني الآن تحفظات بشأن برج أنتيليا، يبدو أن هناك بعض المعجبين به.