الحقيقة أن أنواعا معينة من البعوض قادرة على نقل الملاريا، وتحديدا إناث البعوض من فصيلة «أنوفيلي» هي وحدها تنقل الملاريا.

ينجم مرض الملاريا عن أحد أنواع الميكروبات من فصيلة الطفيليات أحادية الخلية، وما تقوم به أنثى بعوض «أنوفيلي» هو التقاط ذلك الميكروب الطفيلي من الأشخاص المصابين بعدوى الملاريا عند لدغ البعوضة لهم للحصول على الدم اللازم لتغذية نفسها وتغذية بيضها.

وفي داخل البعوضة يبدأ الميكروب الطفيلي بالتكاثر. وحينما تلدغ تلك البعوضة شخصا سليما، تختلط طفيليات الملاريا بلعابها وتنتقل إلى دم الشخص السليم الملدوغ للتو.

وفي داخل جسم الشخص السليم الملدوغ، تتكاثر طفيليات الملاريا بسرعة في الكبد أولا ثم في كرات الدم الحمراء. وبعد انقضاء فترة أسبوع إلى أسبوعين على إصابة الشخص بالعدوى، تبدأ الأعراض الأولية للإصابة بالملاريا بالظهور عليه، وغالبا تكون على شكل حمى وصداع ورجفة نافضة وقيء.

وإذا لم يعالج المصاب بسرعة بواسطة أدوية خاصة بمعالجة الملاريا، فإن هذه العدوى الميكروبية يمكن أن تفتك بمن يصاب بها، وذلك عن طريق دخول الميكروبات الطفيلية إلى كرات الدم الحمراء لدى الإنسان، والتسبب بإتلافها، وأيضا طريق تسببها بسد الأوعية الدموية الشعرية التي تحمل الدم إلى الدماغ والأعضاء الحيوية الأخرى.

وثمة أربعة أنواع من الملاريا تتسبب فيها أربعة أنواع من الميكروبات الطفيلية، نوعان منها شائعان، ونوعان آخران أشد فتكا بحياة الإنسان ولكنهما أقل شيوعا. وأكثر الأنواع فتكا في مناطق أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.