أصبت بارتفاع نسبة الكولسترول، على الرغم من أنني نباتية، ولا أتناول اللحوم بجميع أشكالها، فما السبب ؟

النباتيون الحريصون جدا ، أي الذين لا يتناولون حتى البيض أو مشتقات الألبان ، عرضة لارتفاع الكولسترول.


وهنا يجب أن أوضح أمرين مهمين جدا:

الأول: معلوم أن النباتات كلها والمنتجات النباتية كلها لا تحتوي على أي كمية من الكولسترول. وأن المصادر الوحيدة للكولسترول هي المنتجات الحيوانية والبحرية ، من لحوم وأسماك وبيض وألبان وغيرها. وذلك فإن كل الفواكه والخضروات والحبوب والبقول والمكسرات ، مثل الفستق أو اللوز أو الجوز أو غيرها ، والزيوت النباتية ، مثل زيت الزيتون أو الأرقان أو النخيل أو الذرة أو جوز الهند أو غيرها ، كلها لا تحتوي أي كولسترول.

الثاني: أن 80 في المائة من الكولسترول الذي يوجد في جسم الإنسان ليس مصدره المنتجات الغذائية أو البحرية ، التي نتناولها ، بل إن هذه النسبة منه تأتي مما ينتجه الكبد يوميا ، وخاصة في الليل.

وما يثير الكبد ويزيد من إنتاجه للكولسترول ، أمران رئيسيان. الأول هو الجينات الوراثية ، والثاني تناول الدهون المشبعة ، وتناول الدهون المتحولة. ويظهر دور الجينات واضحا في إصابة الشخص وأقاربه بارتفاع الكولسترول نفسه.

كما أن تناول المرء للدهون المشبعة ، أي الدهون الموجودة في الشحوم الحيوانية ومشتقات الألبان ، يعمل على تنشيط إنتاج الكبد للكولسترول. ولا توجد الدهون المشبعة في المنتجات النباتية بنسب عالية ، إلا في زيت النخيل وزيت جوز الهند. أما الزيوت النباتية الأخرى فلا تحتويها. وكذلك البيض الذين لا يحتوي دهونا مشبعة.

لذلك فإن من يتناول البيض المسلوق لا ترتفع لديه نسبة الكولسترول ، بالرغم من احتواء البيض على كولسترول.

والسبب معقد ، لكن ببساطة لا يمكن للأمعاء امتصاص الكولسترول الغذائي إلا بوجود دهون مشبعة ، كما أن تقوم عدة مركبات في البيض تمنع الأمعاء من امتصاص الكولسترول.

المشكلة في تناول الدهون المتحولة ، أي الموجودة في الزيوت النباتية المهدرجة كما في زيوت القلي وغيره ، لأنها ترفع من إنتاج الكبد للكولسترول.