عمري 36 سنة، ولا أشكو من أي أعراض، ولكن من سنوات أجريت تحاليل، ومن ضمنها تحاليل وظائف الكبد ووجد الطبيب بعض الاضطراب فيها وأجرى مزيدا من الفحوصات، وذكر أن لدي حالة تسمى «جلبرت» وأنه لا خوف منها. وأود

هذا ملخص رسالتك التي عرضت فيها نتائج التحاليل للكبد ومتابعتك مع الأطباء في تركيا حول الاضطرابات الوظيفية التي تم تشخيصها بأنها حالة «غلبرت».


حالة «جلبرت» من الحالات الشائعة، وفيها اضطراب بسيط في عمل الكبد للتعامل مع مادة الصفراء أو مادة «بيلوربين» كما تلاحظه من نتائج التحاليل. ولاحظ معي أن مادة بيلوربين هي أحد المواد الناتجة عن تكسر خلايا الدم الحمراء بعد انتهاء عمرها.

ومعلوم أن خلايا الدم الحمراء تعيش في الجسم نحو ثلاثة أشهر من حين ولادتها أو تكوينها إلى حين تكسيرها وتخلص الجسم منها بعد هرمها وكبر سنها وفقدانها القدرة على العمل. ومن نتائج التكسير هذا خروج مواد يطلب من الجسم، والكبد تحديدا، التعامل معها لمنع تراكمها وتسببها في أي اضطرابات في الجسم.

وفي حالة «جلبرت»، يكون هناك قصور في أداء الكبد لهذه المهمة، وهي حالة وراثية؛ أي إن الإنسان يولد بها نتيجة جينات وراثية من والديه ولا يمكن أن يكتسبها لأي سبب بعد ولادته، وهذه الجينات شائعة، ولذا إذا كانت لدى الأم والأب اكتسبها الابن أو الابنة. وهي حالة غير ضارة بصحة الإنسان، وهي بالتالي حالة لا تتطلب معالجة. وغالبا ما يتم تشخيصها بالصدفة من خلال إجراء الفحوصات الروتينية للكبد لأي سبب أو داع طبي.

والمظهر الوحيد الذي قد يبدو على الشخص الذي لديه حالة «جلبرت»، هو اصفرار خفيف في لون الجلد أو لون بياض العينين في بعض الأحيان وزوال الصفار هذا في أحيان أخرى.

وهناك حالات قد يمر بها الإنسان قد ترفع من احتمالات ظهور هذا الصفار الخفيف، مثل الإصابة بأي اضطرابات مرضية كنزلات البرد وغيرها، وبعد الصوم أو اتباع حمية غذائية صارمة، أو التعرض للجفاف نتيجة عدم شرب كميات كافية من السوائل أو الإسهال أو التعرق الشديد في أوقات الحر، أو التعرض لضغوطات نفسية. ولدى السيدات ربما في أوقات حيض الدورة الشهرية. وغالبا ما يزول هذا الصفار سريعا ولا يترك آثارا سلبية على الجسم.

وما هو مطلوب من الشخص الذي تشخص إصابته بحالة «جلبرت» هو أن يخبر أي طبيب يجري له فحوصات الكبد بالأمر كي لا يتم تكرار إجراء فحوصات للكبد لا داعي لها. وهناك بعض أنواع الأدوية قد تتسبب في ارتفاع مادة الصفراء لدى هؤلاء الأشخاص الطبيعيين وهو ما يتنبه له الطبيب عادة.

وإضافة إلى ما تقدم، عليك الحرص على تناول الوجبات الصحية للأطعمة الطازجة والمتنوعة والمحتوية على الخضار والفواكه وتقليل تناول الشحوم الحيوانية والحفاظ على وزن طبيعي للجسم وممارسة الرياضة اليومية والابتعاد عن مسببات التوتر والإجهاد النفسي.