وصف لي الطبيب دواء «وارفرين» لزيادة سيولة الدم. بماذا تنصح وما الاحتياطات اللازمة لتناوله؟

هذا ملخص رسالتك، التي عرضت فيها تشخيص الطبيب لك بأن لديك اضطرابا في نبض القلب من نوعية الارتجاف الأذيني، وأنه نصحك بتناول دواء «وارفرين»، وأنك تخشى من تسببه في النزف نظرا لأنه يعمل على زيادة سيولة الدم. 


ولم يتضح لي من رسالتك مقدار العمر، أو سبب حصول الارتجاف الأذيني لديك، ومدى وجود أي أمراض في صمامات القلب أو شرايينه التاجية، ومدى إصابتك في السابق بأي اضطرابات في عمل المعدة كالقرحة أو التهابات المعدة، وغيرها من الأمور المهمة في شأن تناول «وارفرين» بوصفه عقارا لزيادة سيولة الدم.
 
بداية، علينا ملاحظة أن حصول الارتجاف الأذيني قد يتسبب في عدد من المضاعفات التي ربما تضر بصحة الإنسان. ولعل من أهمها تكون جلطة أو خثرة دموية داخل الأذين الأيسر، مما قد يصل إلى الدماغ ويتسبب في انسدد في أحد شرايينه، وهو ما قد ينجم عنه مضاعفات على القدرات الحركية لدى الإنسان وغيرها من تداعيات انسداد الشرايين الدماغية. 
 
وعليه، فإن إحدى أهم وسائل الوقاية من حصول هذه الأمور هي زيادة سيولة الدم كي لا تتهيأ الفرصة لنشوء جلطة أو خثرة الدم في الأذين الأيسر. وأفضل الأدوية لتحقيق هذه الغاية في العالم هو «وارفرين»، خاصة إذا ما كانت ثمة أمراض معينة مُصاحبة في الصمامات. ولذا، فإن نصيحة الطبيب لك بتناول هذا الدواء، وفق ما ذكرت من معلومات في رسالتك، هو قرار مناسب ومفيد.
 
النقطة الأخرى المهمة في الموضوع هي مقدار الزيادة المطلوبة في سيولة الدم. ولاحظ معي أن عمل هذا الدواء يزداد بزيادة كمية جرعة القرص الدوائي له، وأن الناس يختلفون في مقدار الجرعة الدوائية اللازمة لهم لتحقيق زيادة سيولة الدم بدرجة مطلوبة. بمعنى، أن المطلوب في حال الارتجاف الأذيني هو زيادة سيولة الدم بنسبة تتراوح بين 2 و3 أضعاف ما هو طبيعي للإنسان السليم. 
 
وهذه الزيادة المضاعفة قد تتطلب من شخص ما تناول 6 ملليغرامات يوميا من «وارفرين»، بينما قد يحتاج شخص آخر فقط إلى جرعة بمقدار 3 ملليغرامات. ولذا يطلب الطبيب من المريض تكرار إجراء تحليل الدم لمعرفة مقدار الزيادة في سيولة الدم كي يجعل السيولة منضبطة بمقدار معين. وهذه الزيادة يجب أن تكون منضبطة وبمقدار دقيق كي لا تحصل المضاعفات المرتبطة بالنزف في المعدة وغيرها من أعضاء الجسم.
 
وعليه، عند تناول هذا العقار المفيد في منع مضاعفات الارتجاف الأذيني، فإنه يجب المتابعة مع الطبيب واتباع تعليماته ونصائحه في مقدار جرعة الدواء وأوقات إجراء تحليل الدم لاختبار نسبة السيولة، ونصائحه حول التغذية، ذلك أن بعض أنواع الأطعمة لها تأثيرات على عمل هذا الدواء.