هل صحيح أن تناول ثمار فاكهة القشطة مفيد في علاج السرطان؟

 هذا هو سؤالك الذي أرفقت به بعض المقالات التي تحدثت بإسهاب عن فوائد منسوبة لتناول ثمار فاكهة القشطة وخصوصا في علاج الأمراض السرطانية وأنها تحتوي مواد أقوى عشرة آلاف مرة من الأدوية التي تعالج الأورام السرطانية. 
 
بداية فاكهة القشطة تسمى بالإنجليزية Soursop Fruit، والاسم العلمي لها هو Annona muricata. وهي من ثمار الأشجار التي تنمو في غابات ومزارع المناطق الاستوائية المطيرة في أفريقيا وآسيا وأميركا الجنوبية. وفي تلك المناطق يستخدم الناس من تلك الأشجار اللحاء والأوراق والجذور والفاكهة، وذلك كعلاجات تقليدية شعبية لحالات الالتهابات البكتيرية والفيروسية والطفيلية والتهاب المفاصل والروماتزم وغيرهم.
 
وتشير مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة Cancer Research UK، إلى أن ثمة دراسات طبية حول احتمالات وجود تأثيرات إيجابية لمحتويات ثمار القشطة على بعض من تلك الاستخدامات العلاجية الشعبية في المناطق الاستوائية. ولكنها لم تحدد تلك الدراسات ولا مدى صحة تلك الاستخدامات وأدلة ثبوت فائدتها.
 
وبالنسبة لموضوع علاقة تناول ثمار القشطة بالسرطان تحديدا، تشير المؤسسة المذكورة إلى أن هناك تجارب في المختبرات تمت في كوريا الجنوبية، وأفادت أن هناك بعض المواد الكيميائية في ثمار القشطة لديها قدرة على قتل الخلايا السرطانية في أورام الكبد وأورام الثدي، وخصوصا الخلايا السرطانية التي لديها قدرة عالية على مقاومة تأثير الأدوية المستخدمة في معالجة الأورام السرطانية تلك. 
 
ولكنها تذكر أن تلك الدراسات تمت في المختبرات وعلى خلايا سرطانية معزولة، أي لم يتم اختبار فاعليتها على مرضى مصابين بأورام سرطانية، ولم يتم إجراء دراسات واسعة النطاق لتحديد مدى فاعليتها في القضاء على الأورام السرطانية، ولم يتم متابعة مدى الآثار الجانبية المحتملة على المرضى عند معالجتهم بأنواع المواد الكيميائية المستخلصة من ثمار القشطة.
 
وأشارت المؤسسة المذكورة تحديدا إلى أنواع الكبسولات التي تباع في بعض الدول الأوروبية لمستخلصات ثمار القشطة والتي يدعي مروجوها أن لها تأثيرات فاعلة في علاج الأورام السرطانية. والتي لا تدعم المؤسسات الطبية العلمية أي دعاوى منها ولا تثبت لها أي فائدة حتى الوقت الحالي وبناء على ما هو متوفر من أدلة علمية مبنية على اختبارات وتجارب علمية.
 
وإضافة إلى بيانها عدم وجود أدلة علمية ثابتة على الجدوى، فإنها في نفس الوقت تحذر من احتمالات تضرر الإنسان من الإكثار من تناول الكبسولات العلاجية تلك بناء على ثبوت احتوائها على بعض المواد الكيميائية التي لها تأثيرات سلبية على الجهاز العصبي لدى الإنسان، وخصوصا إصابات شبيهه بمرض باركنسون العصبي. ولذا قالت المؤسسة إنها لا تدعم النصيحة بتناول كبسولات تحتوي مستخلصات ثمار القشطة، بخلاف تناول الإنسان لفاكهة القشطة الطازجة والمفيدة باحتوائها على معادن وفيتامينات وسكريات وبروتينات مفيدة للجسم.
 
وتشير الدراسات التي حللت مكونات فاكهة القشطة تشير إلى أن كل 100 غرام منها يحتوي على 60 من السعرات الحرارية، و1 غرام من البروتينات، و1 غرام من الدهون النباتية، و1 غرام من الألياف، و17 غراما من السكريات، و12 مليغراما من الكالسيوم، و30 مليغراما من الفسفور، ونحو 1 مليغرام من الحديد، ومجموعة متنوعة من الفيتامينات المفيدة. والمواد الضارة في ثمار القشطة، والتي لها تأثيرات سلبية على الأعصاب، موجودة في البذور وليس اللب الذي نتناوله عادة.