أنا في الثلاثينات، ومنذ فترة أعاني من توتر الضغوطات النفسية، وأعاني من حساسية بالجلد، هل بينهما علاقة؟ وبم تنصح؟
هذا ملخص رسالتك التي وصفت فيها معاناتك من الحكة والحساسية الجلدية مع زيادة نوبات التعرض للتوتر النفسي. وبداية، فقد لاحظ الأطباء بالفعل ومنذ وقت طويل أن الإجهاد والتوتر النفسي يمكن أن يُثيرا ظهور الطفح الجلدي، وهذه ردود فعل تحسسية.
ويزيد الإجهاد من تهيج نوبات الحساسية على الأرجح، لكننا كأطباء لا نعرف بالضبط كيف ولماذا هذه العلاقة بينهما. وأحد التخمينات الطبية أن الخلايا العصبية في الجلد، وتحت تأثيرات التوتر والإجهاد النفسي بالدماغ، قد تنتج مواد ذات تأثيرات مهيجة في الجلد. ويعلم الأطباء أن مادة الهستامين الكيميائية أحد عناصر الموضوع. ولهذا السبب يتم إعطاء أدوية تحتوي على مضادات الهيستامين لعلاج تهييج حساسية طفح الجلد.
ولا أحد في الأوساط الطبية يعرف كم من الضغوط يلزم كي تظهر المشكلة، ولذا ربما يُعاني البعض من درجات متوسطة من التوتر النفسي وتحصل لديهم مشكلة الحساسية، وآخرون ربما يعانون مما هو أشد ولكن لا تظهر لديهم المشكلة الجلدية هذه. ونفس الشخص قد تمر به أوقات شديدة التوتر ولا يعاني من تهييج حساسية الجلد، وتمر به درجات أخف من التوتر النفسي وتظهر لديه المشكلة على الجلد. ولذا لا نعلم طبيا لماذا يكون شخص واحد أكثر عرضة من شخص آخر.
وطبيا، حينما يحصل تهييج الجلد ربما تصاحبه تورمات جراء حك الجلد، ولذا فإن المصطلح الطبي هو «حالة الشرى». والحكة يثيرها شعور بعدم الراحة في منطقة من الجلد، وعند البدء في الحك يخف الشعور بعدم الراحة، وربما يظهر شعور بالراحة والسكينة في الجلد، ولذا غالبا ما يُكرر المرء فعل الحك بحثا عن الراحة. ولكن هذا يزيد سطح الجلد احمرارا وتورما وتهتك طبقة البشرة الخارجية وإلى حد نزيف الدم. وهذا أحد الجوانب المهمة في موضوع العلاج برمته، وهو كيف يمكن منع المرء من الرغبة القهرية في حك المنطقة المثيرة للرغبة في الحك بحثا عن تهدئتها.
وعلاج الإجهاد من خطوات المعالجة للحساسية الجلدية، وهو ما يمكن من خلال تناول أدوية مضادة للقلق والتوتر، وممارسة وسائل العلاج النفسي وممارسة تقنيات الاسترخاء. وهي كلها ذات مردودات إيجابية في تخفيف حكة الحساسية وردود أفعاله على الجلد.
ومع هذا كله، عليك ملاحظة أن ربما عوامل أخرى لها دور في نشوء المشكلة وتفاقم استمرارها، مثل الحساسية ضد أحد أنواع الأدوية أو المأكولات أو الأعشاب أو التوابل أو المكسرات، كما يمكن أن تكون لديك حساسية من أحد الحيوانات أو قرص بعض أنواع الحشرات أو بعض المواد الكيميائية أو المعادن التي تُلامس بشرتك.