عمري 46 سنة، وأصابني ألم شديد في البطن، وشخص الطبيب حالتي بأن لدي حصاة في الكلى، وأنها ستخرج مع الإكثار من شرب الماء .. بماذا تنصح؟
هذا ملخص رسالتك التي طلبت فيها معرفة سبب تكون الحصاة وما عليك فعله إزاء هذه المشكلة التي لم يسبق لك الشكوى منها.
إن الألم الذي شعرت به يُسمى المغص الكلوي، أي ألم المغص الناجم عن وجود شيء في مجاري البول يتسبب بإعاقة الحركة الدودية التي تسري في مجاري البول لكي تدفع سائل البول للخروج من الكلى عبر الحالبين ومن ثم التجمع في المثانة، كي يتم إخراج البول من خلال عملية التبول الإرادية. ولأنها حركة دودية، فإن الألم لا يستمر طوال الوقت بل يكون من نوع المغص، والمغص هو ألم شديد يتكرر في الظهور والاختفاء.
وحصاة الكلى أمر شائع، يصيب في كثير من المجتمعات نحو 12 إلى 15 في المائة من الناس، وخاصة من تجاوزوا سن الأربعين. ويمكن أن يصيب الأطفال بنسبة أقل من البالغين، والرجال في الغالب أكثر احتمالا للإصابة بحصاة الكلى من النساء. والمهم في شأن حصاة أنها تعاود التكون، وتشير الإحصائيات الطبية إلى أن احتمالات عودة ظهورها نحو 10 في المائة في السنة الأولى، و35 في المائة بعد خمس سنوات، و50 في المائة بعد عشر سنوات. ولذا من الضروري العمل على منع عودة تكوين الحصاة في مجاري البول.
وعليك ملاحظة أن حصاة الكلى مكونة من أملاح بلورية ترسبت على بعضها البعض، وكونت كتلة الحصاة. ويحتوي البول الطبيعي للإنسان مواد وعناصر تمنع فرص تكوين حصاة الكلى من الأملاح الموجودة في البول، ولكن قد تقل نسبة هذه المواد المانعة لتكوين الحصاة لدى البعض أو تحصل ظروف تعيقها عن العمل، أو تحصل عوامل ترفع من احتمالات تكوين الحصاة، ولذا فهناك أشخاص يُصابون بالحصاة وأشخاص لا يُصابون بها.
ومن أهم عوامل نشوء الحصاة هو عدم شرب الكميات الكافية من الماء بشكل يومي، وعلامة شرب المرء الكمية اللازمة من الماء هو خروج بول ذي لون أصفر فاتح جدا، وكلما زاد غمق لون البول كان ذلك دليلا على عدم تناول المرء للكمية اللازمة من الماء. وهذا الأمر مهم وخاصة للأشخاص الذين سبقت إصابتهم بحصاة الكلى والأشخاص الذين يعيشون في مناطق حارة والأشخاص الذين يتناولون أطعمة ترفع من احتمالات نشوء حصاة الكلى. وذلك مثل الأشخاص الذين يفرطون في تناول اللحوم الحمراء أو المنتجات الغذائية الغنية بالأوكسلات أو التي تغير درجة حموضة البول.
وهناك عوامل أخرى لا مجال للاستطراد فيها تتعلق بالعوامل الجينية أو الاضطرابات في العمليات الكيميائية الحيوية بالجسم التي تتسبب بزيادة إفراز الكلى لبعض الأملاح في سائل البول، أو نقص إفراز أملاح أخرى معادلة فيه. ولذا يُلاحظ أن تناول المرء للأطعمة المحتوية على فيتامين سي، يسهل وجود مادة السيترات في البول، وهي مادة تعمل كعامل مثبط لترسب بعض أنواع الأملاح، وبالتالي منع تكوين بعض أنواع الحصاة وعامل يسهل ذوبان الأملاح في سائل البول. ومما يساعد أيضا على تكوين حصاة الكلى هي تلك المواد التي تفرزها البكتيريا خلال حصول التهاب مجاري البول.
وعلى الطبيب المعالج أن يجري الفحوصات اللازمة للتأكد من سلامة مجاري البول، وعدم وجود أي سدد جزئي أو كلي فيها، وإذا أمكن الحصول على الحصاة نفسها، فإن فحص مكوناتها يسهم في الوقاية من تكرار نشوئها. وكذلك فحص كمية ونوعية الأملاح والمواد الموجودة في البول، من خلال تجميع بول يوم واحد وإرساله للفحص في المختبر الطبي.
وإجمالا، ما عليك التأكد منه هو إجراء الطبيب فحوصات معرفة سبب نشوء الحصاة لديك، ومحاولة معرفة مكوناتها، وبالتالي العمل وفق تلك النتائج على كيفية منع تكوينها.