لدى والدتي تسريب في الصمام المايترالي، وطلب الطبيب تصوير القلب بالـ«إيكو» عبر المريء، والوالدة لا تريد ذلك، بماذا تنصح؟

والدتك عمرها نحو 60 عاما، وتم تشخيص إصابتها بارتخاء في الصمام المايترالي مصحوب بتسريب متوسط الشدة، ولديها أيضا كما هو واضح من التقارير الطبية التي بعثتي بها اضطراب في نبض القلب من نوع الارتجاف الأذيني وتتناول أدوية مسيلة للدم. وسؤالك أنها تتابع لدى الطبيب من خلال إجراء الأشعة الصوتية «الإيكو» عبر جلد الصدر، ولماذا يطلب الآن إجراء ذلك بالمنظار عبر المريء؟


بداية، إن تصوير القلب بالموجات الصوتية أحد الفحوصات المهمة في متابعة أمراض الصمامات بالعموم، خاصة تسريب الصمام المايترالي الناجم عن ارتخاء الصمام. ويستطيع الطبيب باستخدام تصوير القلب بالموجات الصوتية أن يراقب شكل وحجم حجرات القلب وصماماته، وكيفية عمل حجرات القلب وصماماته، وكيف يتدفق الدم ضمن تراكيب القلب أي بين الحجرات وعبر الصمامات، ومدى قوة عضلة القلب، ومدى نشوء كتل من التخثر الدموي داخل حجرات القلب أو على صماماته، وغيرها من المعلومات المهمة في حالات أمراض الصمامات، وتداعيات ومضاعفات الإصابة بها. وهذا الفحص غير مؤلم ولا يحمل أي مخاطر، وهو يتم كإجراء خارجي أي أنه لا يستدعي مبيت المريض في المستشفى.

أما تصوير القلب بالموجات الصوتية عبر المريء، فإنه يسمح للطبيب برؤية صور للقلب وهو ينبض من مكان قريب جدا من القلب، أي بطريقة أشد وضوحا وأكثر دقة. ولاحظي معي أن الفحص عبر الجلد يجعل الأشعة تمر من خلال طبقات الجلد والعضلات وطبقة الشحم، ومن ثم تجويف الصدر وصولا إلى القلب نفسه، بينما المريء يقع خلف القلب مباشرة، والمريء جداره ليس سميكا. وبالتالي فإن التصوير بالموجات الصوتية عبر المريء هو أكثر دقة، ولكنه مزعج للمريض، ولذا يُلجأ إليه في حالات محددة وفي ظروف تتطلبها حالة المريض وآلية اتخاذ القرارات الطبية السليمة لمعالجته.

ويُجرى تصوير القلب بالموجات الصوتية عبر المريء عادة في عيادات خارجية. وبعد إعطاء المريض أدوية التهدئة والتخدير الموضعي للحلق، يوضع أنبوب في الحلق حتى يصل إلى المريء، حيث تصل الأداة التي ترسل الأمواج الصوتية في نهاية هذا الأنبوب. وقد تسبب هذه العملية بعض الإزعاج للمريض، ولكنها غير مؤلمة.

وما أنصح به أن تذكر والدتك أسئلتها لطبيبها عن مدى دواعي إجراء هذا الفحص، وآثاره المزعجة، وهذا أمر مهم لأن الطبيب حينما ينصح بفحص ما يجب أن تكون لديه دواع قوية لطلب ذلك، وللمريض أن يعرفها كي يتعاون مع طبيبه. ولم يتضح لي من التقارير التي أرسلتها دواع واضحة للفحص عبر المريء، اللهم إلا إذا كان الطبيب يشك أن درجة تسريب الصمام شديدة وليست متوسطة كما تقول الأشعة الصوتية عبر الصدر، أو أن الطبيب يريد أن يتأكد من عدم وجود كتل تخثرات دموية في الأذين الأيسر أو أسباب أخرى تعرف منه مباشرة.