ما الأعراض الناتجة عن التوقف عن التدخين؟
هذا ملخص رسالتك التي تحدثت فيها عن رغبتك في الامتناع عن التدخين، والصعوبات التي واجهتك عدة مرات عند محاولاتك التوقف عن التدخين وأمور أخرى تتعلق بوصف المشكلة.
بداية، فإن التوقف عن التدخين هدف صحي استراتيجي بالنسبة للإنسان، ومهما كلف من ثمن فإنه أفضل من التمادي في عادة التدخين. هذه نقطة علمية وصحية لا مجال للشك حولها. وصحيح هناك عدة تأثيرات جانبية للنجاح في التوقف عن التدخين. وبعض هذه الآثار الجانبية المزعجة ناتج عن توقف تزويد الجسم بمادة النيكوتين، وبعضها له علاقة بأمور أخرى.
والنيكوتين بالأصل مادة تثير نشاط عمل الدماغ، كما أنه مادة مثيرة للنشاط في عمليات الأيض (التمثيل الغذائي) المتعلقة بحصول التفاعلات الكيميائية الحيوية بالجسم. وهي أيضا مادة مثيرة لنشاط عمل أجزاء من الجهاز الهضمي، ومنها بالذات القولون. والنشاط المقصود في هذه المناطق المختلفة من الجسم لا يعني إطلاقا أنه نشاط صحي أو نشاط مفيد.
ومن الملاحظ طبيا أن نسبة من المدخنين لا يعانون من مشكلات الإمساك خلال فترات استمرارهم في التدخين، وتنتظم لديهم عمليات إخراج الفضلات. والسبب أن النيكوتين هو مادة ملينة ومسهلة لإخراج الفضلات. ولذا حينما يتوقف أحدهم عن التدخين فعليه أن يتوقع احتمال حصول الإمساك أو عدم سهولة وانتظام في الإخراج كما في السابق. ولكن هذا التأثير للتوقف عن التدخين على عملية إخراج الفضلات هو تأثير وقتي. ويزول غالبا في غضون بضعة أسابيع من بعد الامتناع التام عن التدخين.
ويمكن التغلب على هذا الأمر عبر الحرص على الإكثار من شرب الماء، وتناول الكميات اللازمة من الألياف النباتية، أي الألياف التي تتوفر في الخضراوات، والفواكه، وحبوب القمح الكاملة وغير المقشرة، والمكسرات، والبقول، إضافة إلى الاهتمام بممارسة الرياضة البدنية، وخصوصا المشي المفيد في تنشيط حركة الأمعاء.
وأيضا، فإن للتوقف عن تزويد الجسم بالنيكوتين تأثيرا في بطء نشاط العمليات الكيميائية الحيوية بالجسم، وبالتالي المعاناة من شعور بالتعب والخمول والإجهاد. ولكن أيضا هذا التأثير السلبي مؤقت، ويزول بعد بضعة أسابيع من الصبر على التوقف عن التدخين.
وخلال هذه الفترة، يمكن تخفيف هذا العرض من خلال الحرص على تزويد الجسم بالماء، لأن الماء أحد أهم العوامل المنشطة لتلك العمليات الكيميائية الحيوية. وكذلك الحرص على توزيع وجبات الطعام إلى ثلاث وجبات رئيسية متوسطة المحتوى في كمية الطعام، ووجبتين خفيفتين مكونة من المكسرات أو الفواكه، مع تجنب تناول السكريات المحتوية على سكريات بسيطة سهلة الهضم والامتصاص، كما في السكر العادي، لأن تناول هذه السكريات يزيد من الشعور بالتعب والخمول في الجسم. وهنا أيضا تفيد ممارسة الرياضة البدنية في التغلب على هذا التعب المؤقت.
وبالعموم، فإن أي تأثيرات جانبية للتوقف عن التدخين لا تقارن بفوائد التوقف عن التدخين، ويجب ألا تكون حائلا دون الاستمرار في التوقف عنه.