أعاني من فتق في الحجاب الحاجز، ويتسبب لي بآلام في المعدة منذ عدة سنوات.. بم تنصح بالنسبة للعملية الجراحية؟

لاحظ معي بداية أنه على الرغم من أن وجود فتق في الحجاب الحاجز يتسبب بأعراض مؤلمة ومزعجة في منطقة أعلى البطن، أو تحديدا في منطقة فوهة المعدة التي بين المريء والمعدة، فإن غالبية الأشخاص الذين لديهم بالفعل هذا الفتق هم في الحقيقة لا يعانون من أي أعراض. وبعبارة أخرى، ليس كل من لديه فتق في الحجاب سيعاني بشكل حتمي من أعراض مزعجة في المريء والمعدة.


وللتوضيح، فإن المريء هو أنبوب يمر في الصدر ويوصل الطعام والشراب من الحلق إلى المعدة، ومنطقة اتصال المريء بالمعدة هي منطقة مهمة يجب أن تكون مفتوحة حينما يكون ثمة طعام أو شراب يعبر من المريء إلى المعدة، وحين لا يكون ثمة ما عليه أن يعبر من المريء إلى المعدة فإن هذه المنطقة يجب أن تكون مغلقة. وهي بالعادة مغلقة بسبب وجود عضلة عاصرة في أعلى المعدة، ومدعومة بوجود حجاب حاجز يعمل بكفاءة في دعم إغلاق منطقة اتصال المعدة بالمريء ويبقي المريء في منطقة تجويف الصدر، أي فوق الحجاب الحاجز، ويبقي المعدة في منطقة تجويف البطن، أي تحت الحجاب الحاجز.

وسبب ضرورة أن تكون هناك آلية فاعلة في إغلاق منطقة اتصال المعدة بالمريء هو منع تسريب محتويات المعدة، من الأطعمة والأحماض، والوصول إلى المريء، وبالتالي منع حصول التهابات في بطانة المريء غير المهيأة بالأصل للتعامل مع أحماض المعدة. وحينما يكون ثمة فتق صغير في الحجاب الحاجز فإنه لا يتسبب عادة بأي أعراض، أما حينما يكون الفتق كبيرا، فإن جزءا من المعدة ينزلق إلى داخل تجويف الصدر، أي ما فوق الحجاب الحاجز. وحينما تتسرب محتويات المعدة إلى المريء، تظهر أعراض حرقة الفؤاد في أعلى البطن، والتجشؤ وألم الصدر والغثيان، وخاصة عند الانحناء إلى الأمام أو حمل أشياء ثقيلة أو الاستلقاء على الظهر.

وغالبا لا يلجأ الأطباء إلى النصح بإجراء العملية الجراحية التي تهدف إلى رأب الفتق وإصلاحه لأسباب عدة، بل يلجأون إلى نصح المصابين بالفتق في الحجاب الحاجز إلى الاهتمام بسلوكيات حياتية تخفف من أعراض وتداعيات وجود هذا الفتق، أي تلك التي تتعلق بأوقات تناول وجبات الطعام وكمياتها، وتقليل تناول الدهون، وخفض وزن الجسم، والامتناع عن التدخين وغيرها. كما يفيد لتخفيف تلك الأعراض، تناول أحد أنواع أدوية خفض حموضة المعدة وغيرها.

والواقع أن القليل جدا من حالات فتق الحجاب الحاجز يحتاج إلى العملية الجراحية، وتحديدا حينما لا تتغلب الأدوية على أعراض تسريب محتويات المعدة، أو حينما يكون الفتق كبيرا وتتأثر به وظائف الجهاز التنفسي، كصعوبات التنفس أو ضيق التنفس مع بذل المجهود، أو حصول صعوبات في البلع، أو نزيف، أو اختناق جزء من المعدة داخل الصدر، أو غيرها من المضاعفات المؤثرة والنادرة. وغالبا ما يتم إجراء العملية الآن بالمنظار من خلال جلد البطن.

ولكن المهم، والذي على المرضى التنبه له هو أنه لا توجد ضمانة بعد العملية لعدم عودة حصول الفتق، حتى عند إجراء العملية من قبل جراحين مهرة أو في مركز طبية متقدمة. ولذا على المريض التنبه إلى أن الحل الأفضل هو تخفيف أسباب تكون الفتق، وتخفيف أسباب تفاقم تأثيرات وجود الفتق.