هل ينتقل فيروس «سي» لالتهاب الكبد من الزوجة إلى الزوج؟

يصاب الإنسان بفيروس سي لالتهاب الكبد حينما ينجح الفيروس في الوصول إلى دم الإنسان السليم أو إلى أنسجة متهتكة أو متسلخة في جسمه. ولذا من الممكن انتقال عدوى فيروس التهاب الكبد الفيروسي نوع سي، من الزوجة إلى الزوج أو العكس، أي من شخص مُصاب إلى آخر سليم، عن طريق الاتصال الجنسي. ولكن هناك فروق بين الاتصال الجنسي بين الزوج والزوجة، وبين الاتصالات الجنسية المحرمة والمتكررة والعابرة مع مجهولين أو معلومين.


ومعلوم طبيا أن كمية فيروس الكبد من نوع «سي» الموجودة في إفرازات المهبل والسائل المنوي ضئيلة، ولذا فإن العديد من المصادر الطبية تؤكد على عدم وجود الدواعي لأخذ احتياط الوقاية من عدوى الإصابة بهذا النوع من الفيروسات بالذات عند ممارسة العملية الجنسية طالما يقتصر المرء على شريك واحد.

وتذكر الإحصاءات الطبية أن احتمال اكتساب المرض من شريك حياة مريض بهذا النوع من الفيروسات هي ما بين 0 - 3 في المائة هذا إذا ما التزم المرء بشريك واحد ومارس العملية الجنسية بطريقة طبيعية.

لكن نسبة العدوى تزيد في حالات مختلفة مثل تعدد الشركاء من الجنسين، أو ممارسة كيفيات غير طبيعية تؤدي إلى تهتك الأنسجة الجلدية بما يعرض الإفرازات للاتصال المباشر مع الدم، أو الممارسة في خلال أوقات غير مناسبة ومقبولة مثل أثناء الدورة الشهرية تحديدا، أو في حالة وجود أمراض جنسية مصاحبة، خاصة منها ما يؤدي إلى ظهور القروح في الأعضاء التناسلية مثل «الهربز» أو «السفلس».

كما أنه لا توجد حالات مرضية مسجلة لدى الباحثين حصلت العدوى بهذا الفيروس من نوع «سي» نتيجة القبلة ما لم يكن هناك جرح أو تهتك في أنسجة فم أحد الشريكين.

أما بالنسبة للحمل، فإن الفيروس لا يعبر المشيمة من الأم ليصل إلى الجنين. واحتمال العدوى فقط هو في أثناء عملية الولادة. ولذا فإن اللجوء إلى العملية القيصرية الدقيقة، في عدم إتاحة الفرصة لتلوث الأوعية الدموية للجنين بدم الأم، بدلا من الولادة الطبيعية يُقلل إلى حد التلاشي من احتمالات عدوى المولود.

ومع هذا فإن الإحصاءات في الولايات المتحدة وغيرها من دول العالم تقول بأن احتمالات عدوى الطفل حين ولادته بطريقة طبيعية هي احتمالات متدنية. أما الرضاعة من الحلمة السليمة من الشقوق أو القروح أو الجروح فلا تتسبب بعدوى الطفل.