هل صحيح أن هناك ريجيم غذائي خاص بكل نوع من أنواع فصائل الدم؟
بإجابة مختصرة جدا، لا توجد أدلة علمية تدعم صحة أو فائدة فرضية أن تغذية الإنسان يجب أن تختلف بحسب نوع فصيلة دمه.
وبشيء من التفصيل، هناك أربعة أنواع من فصائل الدم لدى عموم البشر. وهي فصيلة «إيه» A)) وفصيلة «بي» (B) وفصيلة «إيه بي» AB)) وفصيلة «أو» (O).
وقد ظهرت «حمية فصائل الدم» عام 1997 كفرضية طرحها أحد المتخصصين في العلاج بالوسائل الطبيعية. وقام ببناء فرضيته على معلومة غير صحيحة مفادها أن فصائل الدم نشأت لدى مجموعات البشر خلال فترات متباعدة، ومعلومة أخرى غير صحيحة وهي أن تفاعل الجسم مع مادة غذائية تُدعى «ليكتين» يختلف سلبا أو إيجابا بحسب نوعية فصيلة الدم.
واستنتج واضع الفرضية أن المرء لكي يكون جسمه خاليا من الأمراض وتكون فرص بقائه على قيد الحياة أطول، فإن عليه أن يتناول الأطعمة التي كانت سائدة ضمن نمط غذاء البشر في تلك الفترة التي ظهرت فيها فصائل الدم تلك.
ومثلا، وحسب هذه الفرضية، فقد ظهرت فصيلة الدم «أو» (O) قبل 30 ألف سنة، وكان الإنسان فيها «صيّادا» يصطاد الحيوانات، فعليه أن يتناول البروتينات الحيوانية. وما يُناسب الشخص الذي لديه فصيلة الدم «A»، الأغذية النباتية لأن تلك الفصيلة ظهرت قبل 20 ألف سنة، وكانت تلك فترة الزراعة. وعليه فإن الغذاء الأفضل له هو الخضراوات والفواكه، وعليه تجنب تناول اللحوم الحمراء. أما من فصيلة دمه «بي» فيحتاج إلى التركيز على تناول مشتقات الألبان، لأن تلك الفصيلة ظهرت قبل 10 آلاف سنة.
ولأن فصيلة الدم «AB» ظهرت قبل ألف سنة، فإن الغذاء المناسب هو خليط بين ما يُناسب فصيلة «إيه» A))، وفصيلة «بي» (B).
ولا توجد أي إثباتات علمية تدعم صحة مقدمات هذه الفرضية، ولا توجد أدلة علمية تدعم صحة نتائج تكوين هذه الفرضية. وربما سأقوم في فرصة أفضل بتفصيل لهذه الفرضية والتعليقات العلمية المُفنّدة لها، لأن هذه الفرضية وغيرها هي من أنواع العبث بالمعلومات الطبية والبحث عن الشهرة عبر طرح آراء تمس صحة الناس ووسيلة وقايتهم من الأمراض دونما أي دليل علمي، خاصة أن مشكلة السمنة وتبعاتها هي من المشكلات الصحية العالمية التي تحتاج إلى حلول صحية سليمة وذات أساس علمي.