كيف أتأكد من جدوى شراء أي مستحضرات علاج بالأعشاب؟
رسالتك سألت فيها عن أصناف معينة من العلاجات العشبية. وباختصار حول تلك الأصناف، هناك أدلة علمية تؤكد جدوى تناول مطحون بذور الكتان في خفض الكولسترول. والأدلة العلمية ضعيفة حول تأكيد جدوى تناول الثوم في خفض الكولسترول أو خفض ضغط الدم. وتناول زيت السمك بكمية معتدلة، أي عبوات تحتوي على 1000 ملغم وما هو أقل، مفيد في تحسين صحة القلب وشرايينه، وكذا قدرات الذاكرة.
العلاجات العشبية قديمة جدا في تاريخ الطب البشري، وكثير من الأدوية التي تتوفر اليوم بوصفها علاجات للحالات الطبية، هي في الأصل مشتقة ومستخرجة من الأعشاب أو منتجات طبيعية أخرى. وهذه الاستخدامات الطبية الدوائية تمر بمراحل من التجارب والدراسات العلمية الموثقة لتأكيد جدواها العلاجية، وهناك قيود طبية صارمة في هذا الشأن. كما أن هناك ضوابط دقيقة لضمان إنتاجها وحفظها إلى حين تناول المرضى لها بوصفها علاجات.
ولكن الإشكالية في أنواع المستحضرات العشبية التي لا تصنف على أنها أدوية علاجية باعتراف الهيئات الطبية المعتمدة عالميا أو محليا في المناطق المختلفة من العالم. وهذه غالبا لا تسوق على أنها أدوية علاجية، بل مكملات غذائية. ولذا لا تخضع للضوابط والقيود الطبية الصارمة للادعاء بجدواها العلاجية، كما لا تخضع بالضرورة للمعايير الإنتاجية نفسها اللازمة لضمان نقائها وخلوها من أي شوائب أو ملوثات.
وعلى المرء قبل البدء في تناول أي من هذه المنتجات، لغايات تتعلق بعلاج حالات مرضية أو الوقاية من الإصابة بها، أن يسأل الطبيب. كما يمكنه مراجعة التقييم العلمي لإحدى الهيئات الطبية العالمية حولها. وللأسف لا تتوفر هذه المصادر باللغة العربية، بل هناك مواقع إلكترونية باللغة الإنجليزية وغيرها، مثل موقع إدارة الغذاء والدواء الأميركية Food and Drug Administration (FDA)، وموقع المركز القومي الأميركي للطب الاختياري والتكميلي National Center for Complementary and Alternative Medicine (NCCAM). وينبغي عدم تصديق كل ما يكتبه منتج تلك المستحضرات من فوائد وتأكيدات حول جدواها العلاجية، على عبوات تلك المستحضرات العشبية.