كم يستغرق الطعام من وقت تناوله إلى وقت الإخراج .. وما علاقة ذلك بالإمساك؟
هذا ملخص سؤالك حول الإمساك ومدة بقاء الطعام في الجهاز الهضمي من حين تناوله إلى حين إخراج فضلات عمليات الهضم.
وفق تعريف الرابطة الأميركية للجهاز الهضمي فإن تكرار القيام بعملية إخراج البراز لدى الإنسان الطبيعي يتراوح ما بين فعل ذلك ثلاث مرات في اليوم إلى فعل ذلك مرة كل ثلاثة أيام.
أي أن الشخص الذي من عادته أن يتبرز ثلاث مرات في اليوم أو مرة كل ثلاثة أيام أو أي نمط ما بين هذين النمطين هو إنسان طبيعي في الإخراج.
وبالتالي لا يقال إن لدى شخص ما إمساكا لمجرد أن من عادته أن يتبرز مرة كل يومين أو كل ثلاثة أيام.
ولذا تذكّر الرابطة بضرورة أن يحدد كل شخص ما هو الطبيعي لديه بناء على عادته في القيام بعملية الإخراج. وعليه، تقول الرابطة إن الإمساك يكون واقعا حينما تتجاوز المدة ثلاثة أيام بين كل مرة يتمكن المرء فيها من التبرز.
ولكن المدة بين كل عملية إخراج والأخرى هي أحد مؤشرات الإمساك.
وهناك مؤشر آخر وهو مواجهة صعوبات في إتمام عملية التبرز، أو الشعور بالألم حال الإخراج. والطبيعي أن تتم عملية التبرز ببذل جهد بسيط أو متوسط لإتمام الإخراج، ودون الشعور بالألم.
كما أن هناك مؤشرا ثالثا تذكره الرابطة، وهو إخراج الفضلات في هيئة غير صلبة، ولذا فإن إخراج فضلات صلبة بشكل غير معتاد هو علامة على وجود حالة الإمساك.
ومعرفة هذه المؤشرات الثلاثة شيء مهم، لأن البعض قد يعتقد خطأ أن لديه إمساكا بناء على أنه يتبرز مرة كل يومين وغيره ليس كذلك، بينما في الحقيقة لا بأس به ولا مشكلة لديه في الإخراج أو انتظام عمل الجهاز الهضمي.
أما بالنسبة لمدة بقاء الأطعمة في الجهاز الهضمي فإن هناك عوامل تؤثر في طول أو قصر المدة عن الزمن الطبيعي المتوقع. وأهم العوامل هي مكونات العناصر الغذائية التي يحتوي عليها طعام الوجبات. وأهم العناصر التي تسهل مرور الطعام في الجهاز الهضمي، وتسهل عملية إخراجه وبهيئة غير صلبة، هو الألياف النباتية. ولذا فإن الحرص على تناول المنتجات النباتية الغنية بالألياف هو أفضل ما يمكن لأحدنا فعله لتسهيل الإخراج وعدم المعاناة منه. وتشمل المنتجات النباتية الغنية بالألياف الخضراوات والفواكه بالعموم، والحبوب الكاملة غير المقشرة والبقول.
العامل الآخر في مكونات الطعام هو الحرص على شرب الماء بكميات كافية. وتزويد الجسم بالكميات الكافية من الماء، إضافة إلى أنه يسهّل نشاط الجهاز الهضمي في إفراز العصارات الهاضمة، هو مهم أيضا لتسهيل ترطيب الألياف وتنشيط عملها في تسهيل الإخراج. ولذا فإن شرب كميات كافية من الماء ضروري مع تناول الألياف النباتية.
والطبيعي أن تتراوح المدة بين ابتلاع طعام ما وخروج فضلاته ما بين 14 إلى 48 ساعة. وما أكثر من 72 ساعة فهو غير طبيعي.
وهناك عدة اختبارات لتحديد هذه المدة، وعدة دواعٍ لإجراء مثل هذا الفحص الطبيعي. وعلى سبيل المثال هناك بعض مرضى السكري الذين تتأثر لديهم أعصاب الجهاز الهضمي نتيجة لارتفاع نسبة سكر الدم لفترات طويلة. وفي هذا الفحص يُعطى الشخص كبسولتين تحتويان مادة جيلاتينية حمراء اللون، ثم بعد ابتلاعهما يرصد الشخص وقت تغير لون الفضلات لديه. وغالبا ما تبدأ المادة في تغير لون البراز بعد ما بين 12 إلى 14 ساعة، وقد تستمر مدة تغير لون البراز إلى ما بين 36 إلى 48 ساعة. والأمر غير الطبيعي حينما يستغرق الأمر أكثر من 72 ساعة.