عمري 28 سنة، وأنا مصابة بالسكري من أيام الطفولة من عمر 8 سنوات. سؤالي: هل من المناسب استخدام مضخة الأنسولين لعلاج السكري بدل الأنسولين الذي آخذه مرتين في اليوم عبر الحقنة تحت الجلد؟

هذا ملخص رسالتك، والكلام الذي ذكرته في رسالتك عن المضخة يحتاج منك إلى إدراك مجموعة من النقاط المهمة حول فهم كيفية عمل مضخة الأنسولين، والأمور التي عليك فعلها كي تعمل المضخة بشكل جيد، وصولا إلى انضباط أفضل في نسبة السكر بالدم. كما أن القرار النهائي في البدء باستخدام المضخة، والتوقف بالتالي عن أخذ الأنسولين بالحقنة، يتطلب مناقشة الأمر بشكل مباشر مع طبيب السكري الذي يتابع حالتك الآن أو الذي سيتولى متابعة حالتك باستخدام المضخة.


وبداية، لكل وسيلة علاجية إيجابيات وسلبيات، وليس المهم إدراك ومعرفة هذه الجوانب فقط، بل كيفية التعامل معها للاستفادة من أي وسيلة علاجية متوفرة.

إن مضخة الأنسولين هي جهاز طبي يُستخدم كوسيلة لحقن الأنسولين وتزويد الجسم به بشكل مكثف وطوال الوقت بغية التحكم بنسبة السكر في الدم بشكل أكثر دقة. وتتكون هذه الوسيلة العلاجية من جزأين: أولا، مضخة صغيرة الحجم، أكبر قليلا من علبة أعواد الكبريت، تحتوي على بطارية وجهاز الضخ وشاشة، وتحتوي أيضا على خزان أو عبوة للأنسولين الذي سيدخل الجسم. والجزء الثاني هو الأنابيب التي يمر فيها الأنسولين إلى محقن يتم وضعه على الجلد ليصل إلى ما تحت الجلد. وهناك عدة نماذج لمضخة الأنسولين متوفرة في الأسواق الطبية المحلية أو العالمية، ينتقي لك الطبيب ما يراه الأفضل والأنسب لحالتك ولصيانته ولاستخدامه.

والفكرة من المضخة أن يتم تزويد الجسم بالكمية اللازمة من هرمون الأنسولين، وتحديدا من نوعية الأنسولين سريع المفعول. أي الأنسولين الصافي والشفاف، بخلاف النوع العكر أو الضبابي اللون ذي المفعول الطويل الأمد أو المتوسط الأمد. ولاحظي معي أن الجسم يحتاج إلى الأنسولين في الحالات التالية:

- أولا: طوال الوقت. يحتاج الجسم كمية قليلة من الأنسولين، وذلك لأداء وظائف ومهمات متعددة في الجسم، من ضمنها مهمة ضبط نسبة السكر في الدم. والمضخة ستضخ بشكل متواصل كمية قليلة من الأنسولين طوال ساعات الليل والنهار.

- ثانيا: بُعيد تناول وجبة الطعام المحتوية بلا شك على كميات من الكربوهيدرات والسكريات. ولخفض نسبة السكر بعد وجبات الطعام، تقوم المضخة بضخ جرعات إضافية من الأنسولين، أي جرعة بعد كل وجبة طعام، للعمل على حفظ نسبة السكر بالدم ضمن المعدلات الطبيعية.

- ثالثا: لتصحيح أي ارتفاع في نسبة سكّر الدم، وخصوصا عند ملاحظة وجود ارتفاع في نسبة سكر الدم في الفترة التي تسبق تناول وجبة الطعام، أي تقوم المضخة بضخ كمية مناسبة من الأنسولين عند وجود حالة ارتفاع سكر الدم غير تلك التي تضخها بُعيد تناول وجبة الطعام.

وعليه فإن المضخة تقوم بحقن الكميات اللازمة من الأنسولين وفق معرفة نسبة السكر بالدم، وفي الأوقات التي تستدعي ذلك كما في ما قبل تناول وجبات الطعام أو غيره، وحتى قبل حصول ارتفاع في نسبة سكّر الدم، عند توقع ذلك، كما بُعيد وجبات الطعام.

وبالتالي فإن المضخة لها إيجابيات عدة، منها ضبط نسبة السكر في الدم بشكل أفضل، ومنع حصول تقلبات الارتفاع الشديد أو الانخفاض الشديد في نسبة السكر بالدم. ومنها عدم الحاجة إلى الحقن المباشر بالإبرة مرات متعددة في اليوم مع كل التحضيرات لذلك، كتنظيف الجلد وإعداد الحقنة وتهيئة المكان المناسب لتلقي الإبرة، وغيرها من المتطلبات. ومنها قدرة المضخة على الضبط الدقيق لكمية الأنسولين الذي يدخل الجسم عبر الحقن، وعدم حصول أخطاء بسبب عدم وضوح الرؤية أو غير ذلك.

ومع هذه الإيجابيات تجدر ملاحظة أن المضخة مكلفة ماديا، ويجب أن تكون ملتصقة بالجسم طوال الوقت، ويتطلب عملها إجراء تحليل السكر عدة مرات في اليوم، هذا على الرغم من توفر أنواع متقدمة من المضخات التي تقيس بنفسها نسبة السكر بالجسم. كما أن المضخة عُرضة للتعطل عن العمل، ودون أن يُدرك المريض ذلك، ما قد يُؤدي إلى ارتفاع في نسبة السكر بالدم، بكل تبعات ذلك الصحية.

وكل هذه الأمور، الإيجابية والسلبية، تتطلب منك مناقشة الأمر مع الطبيب، وفهم كيفية تشغيل المضخة ومتابعة عملها بشكل جيد.