هل أدوية محلول الفضة مفيدة للصحة؟

هذا ملخص رسالتك التي ذكرت فيها شيئا من الادعاءات التي تنسب إلى جدوى تناول محلول الفضة الغروي، الذي يتوفر كسائل غروي في عبوات شراب دوائية، ويباع كأحد أنواع أدوية الطب البديل في أماكن كثيرة من العالم.


بداية، أذكرك بأربع نقاط مهمة تتعلق بالفضة وغيرها من المعادن الثقيلة كالذهب وغيرها:

أولا: إن الفضة والذهب كعناصر معدنية ليسا من المعادن التي يحتاج إليها الجسم، ولا يوجد أي منهما في أي من أنسجة الجسم أو أعضائه في الحالات الطبيعية، بخلاف معادن الحديد والزنك والنحاس وغيرها مما يحتاج إليه الجسم ويؤدي دورا مهمّا في الكثير من الوظائف الحيوية للجسم.

ثانيا: لا يوجد عنصر الفضة أو عنصر الذهب في أي من المنتجات الغذائية الطبيعية النقية من أي تلوث بالشوائب، بخلاف النحاس والزنك والحديد وغيرها.

ثالثا: يحتاج الجسم من كل نوع من المعادن إلى كمية محددة، ومذكورة ضمن إرشادات التغذية تحت عنوان حاجة الجسم اليومية من المعدن الفلاني. وجسم الإنسان كما أنه يتضرر من نقص أحد أنواع المعادن التي يحتاج إليها، فإنه كذلك يتضرر من تراكم تلك المعادن في أنسجة الجسم. ولذا هناك حالات نقص الحديد وهناك حالات زيادة تراكم الحديد في الجسم، وكذا الحال بالنسبة للنحاس.

رابعا: ثبتت جدوى صحية للعلاج بالذهب في بعض أنواع التهابات المفاصل، ولذا فهو يتوفر على هيئة حقنة تحقن في العضل، أي مثل الحديد، بينما لم يثبت أن ثمة جدوى صحية علاجية للفضة في علاج أي أمراض تصيب الجسم.

وما تحدثت عنه في رسالتك هو عبوات دوائية تحتوي على سائل شبه غروي ممزوج بحبيبات صغيرة جدا من معدن الفضة، أي أنها تحتوي على برادة معدن الفضة التي تصنع من الحلي. ويتم تسويقها تحت مسمى «مكمّلات غذائية» وليس تحت مسمى «أدوية علاجية»، فرارا من الرقابة الدوائية الصارمة للهيئات المعنية بتصريح السماح بتناول الأدوية، التي تتطلب توفر إثباتات علمية ودراسات طبية تؤكد فاعليتها العلاجية كما تؤكد أمان تناولها على صحة الناس.

وغالبا ما يتم تناول سائل الفضة كشراب بالملعقة عبر الفم، ويتوفر أنواع منه تحقن في العضل أو تدهن على سطح الجلد.

ويدّعي مروجو هذه المستحضرات أنها ذات مفعول قوي في معالجة طيف واسع من الأمراض، مثل تقوية كفاءة جهاز مناعة الجسم، ومعالجة الأورام السرطانية، ومقاومة فيروس الإيدز، وإزالة التهابات البروستاتا، وغيرها من الادعاءات. ولا يوجد أي إثبات علمي أو دراسات طبية تؤكد أي جدوى لها في معالجة أي أمراض تصيب الجسم.

الإشكالية ليست هنا، أي أنه لدى الوسط الطبي من الواضح جدا عدم صحة أي ادعاءات للجدوى العلاجية لمحلول الفضة، بل المشكلة هي في تسبب تناول مثل هذه النوعية من المستحضرات العلاجية في ارتفاع كمية تراكم معدن الفضة بالجسم. وتراكم الفضة في الجسم يؤدي إلى تضرر أعضاء مختلفة.

وتراكم الفضة في الكلى يؤدي إلى ضعف عمل الكلى، كما أن تراكم الفضة في الجلد يؤدي إلى تغيرات غامقة اللون في الجلد.

كما يؤدي تراكم الفضة في قزحية العين إلى تغير لونها. وتراكم الفضة في أجزاء من الدماغ يؤدي إلى اضطرابات نفسية ووظيفية في عمل الجهاز العصبي المركزي، وقد يؤدي إلى الإصابة بنوبات الصرع. وتراكم الفضة في الكبد قد يؤدي إلى تلف الكبد وفشله.

وهناك نقطة مهمة تحتم ضرورة عدم تناول أي نوع من مستحضرات الفضة، وهو التفاعلات العكسية السلبية بين الفضة وبعض أنواع الأدوية الشائعة الاستخدام، مثل علاج هرمون الغدة الدرقية وغيره من الأدوية.