هل ينقص الطول الإنسان مع تقدم العمر؟

كلما تقدم العمر بأحدنا، بدت عليه تغيرات في الشكل الخارجي، مرتبطة بتغيرات بنيوية في الجسم كله.


وهي تشمل نقصان الطول، إذ ينقص طول أحدنا كلما كبرنا. وتلك حقيقة على الرغم من أن تسارع النقص هذا يختلف من إنسان لآخر.

وبالمقارنة مع الطول في الأربعين، فإنه يقل بمقدار نحو 4 سم عند بلوغ الثمانين، لأسباب شتى. منها تغير انتصاب القامة، والنقص في نمو فقرات الظهر، وانحناء العمود الفقري إلى الأمام، وزيادة الضغط علي الأقراص الليفية بين الفقرات فيه مع عدم تعويضها لحجمها الطبيعي، والزيادة في تقوس مفصلي الورك والركبة، ونقصان المسافة الفاصلة بين العظم على جانبي مفاصل الأطراف العلوية والسفلية ومنطقة جذع الجسم، والتغيرات التي تعتري مفاصل القدمين وتفلطح القوس في أسفلهما.

وكذلك أيضا تغيرات الوزن. وبعيدا عن حالة السمنة، فإن وزن جسم الرجل الطبيعي يزداد بشكل تدريجي حتى منتصف الخمسين، ثم يبدأ بالنقصان الطبيعي، لتتسارع وتيرة النقص في السبعين وما بعدها. في حين يستمر وزن المرأة الطبيعية في الزيادة حتى نهاية الستين، ثم يتناقص بعدها.

لكن الملاحظ أن هذه التغيرات لا تطال من يعيشون في بيئات نشطة من الحركة والتنقل أثناء الحياة اليومية، كما في الأرياف أو الدول النامية، بعكس من يعيشون في الدول المتقدمة والمدن، ما يعني أن للراحة والكسل وعدم المشي دورا في هذه التغيرات الشائعة، التي ربما لا علاقة لها بالتقدم في العمر.

وتزداد نسبة كمية الشحم في الجسم، مقارنة مع الأنواع الأخرى من الأنسجة كالعضلات مثلا، بمقدار الضعف لدى من يبلغون 75 سنة عما كان في أجسامهم في سن 25.

وهذا ما يهم في ثلاثة أمور:

- الأول أن بإمكان ممارسة تمارين إيروبيك الرياضية الهوائية، بالدرجة التي تحرق الدهون، دور في منع أو تخليص الجسم من الشحوم، وأيضا في زيادة كتلة عضلاته.

- والثاني هو الأخذ بعين الاعتبار أن أنواع الأدوية التي تذوب في الدهون، دون الماء، ستتركز في الجسم وتظل فيه مدة طويلة عند ارتفاع كمية شحم الجسم.

- والثالث هو عدم افتراض أن مجرد كون وزن الجسم ضمن المعدل الطبيعي لدى كبار السن يعني تلقائيا أن كمية الشحم طبيعية فيه أيضا، لأن الوزن وإن كان طبيعيا إلا أن كمية العضلات أقل وكمية الشحم أكبر من النسبة الطبيعية.