ما هو الصحيح حول تناول الأطفال دواء خفض الحرارة من أنواع مثل «بانادول» أو «تاينيلول»؟
هذا ملخص رسالتك التي سألت فيها عن بانادول، ومثله تاينيلول. بداية، الموضوع مهم لأن بانادول أو تايلينول هما ومنذ فترة طويلة العلاج المعتاد والمتوفر لخفض درجة حرارة الأطفال وتسكين آلامهم في الأسنان أو غيره.
ولأن ارتفاع حرارة الأطفال من أكثر الأعراض المرضية انتشارا لدى الأطفال، ولا يخلو منزل به أطفال من عبوة شراب لأحد الأدوية هذه. وهما بلا شك فاعلان ومفيدان، ولكن حتى الأشياء الجيدة والمفيدة قد تكون ضارة في ظروف معينة أو حالات أخرى، وخاصة الإفراط في إعطاء جرعات عالية للأطفال.
وعليك التنبه إلى أن إعطاء الطفل جرعة عالية من بانادول أو تايلينول قد يحصل من أي أم وفي مقدار رمش العين، أي في لحظة تكونين فيها متعجلة أو منزعجة أو قلقة على الطفل. وربما تُوضع كمية أعلى مما يجب من شراب هذا الدواء في الملعقة أو الكوب الصغير المُرقّم الذي يُوضع عادة كغطاء ثانٍ لقارورة الشراب الدوائي. أو ربما تُعطيه كمية صحيحة في فترة زمنية أقصر مما يجب بعد تناوله جرعة سابقة، أو بعد إعطاء المربية له كمية قبل برهة قصيرة من الزمن، أو ربما تعطيه كمية صحيحة من الشراب الدوائي للبانادول، ثم تعطيه كمية أخرى صحيحة من شراب دوائي آخر لعلاج أعراض نزلات البرد والمكون بالأصل، ودون أن تتنبهي، من عقار بانادول زائدا عقار آخر مضاد للحساسية والاحتقان. وبالتالي سيتناول الطفل في نفس اللحظة تلك عن طريق الخطأ كمية عالية ومضاعفة من عقار بانادول.
أو ربما تعتقد بعض الأمهات ببساطة أن «أكثر أفضل»، أي كلما زادت كمية الدواء تحسن الطفل أسرع. وهذا خطأ بلا ريب. أو ربما، وهو المحتمل جدا، أن يتناول الطفل الشراب خطأً اعتقادا منه بجهالة أنه عصير أو حلويات سائلة.
وهذه الاحتمالات كلها واردة، ولا يدعي أحد أنه في منأى عن الوقوع فيها. ولذا يجب حفظ الأدوية في أماكن لا يستطيع الطفل الوصول إليها. ويجب أن تقرأ الأم النشرة المرفقة بعبوة الدواء، أو تستفسر من الطبيب أو الصيدلي، عن كمية تركيز الدواء في كل 5 ملليليترات، وما هي الجرعة التي تُعطى للطفل، وفي كل كم ساعة يمكن أن يُعطى الدواء للطفل، وما هي أقصى كمية يُمكن للطفل أن يتناولها طوال اليوم الواحد. وهذه المعلومات من المهم معرفتها بدقة لأن بانادول أو تايلينول لهما أضرار خطيرة وحقيقية على كبد الطفل، إذا زادت كمية الجرعة المتناولة منهما.
وعليك تذكر الأرقام التالية كما تتذكرين رقم هاتف الزوج أو المنزل أو مقدار الراتب الشهري، وهي أن الطفل ما دون سن ستة أشهر عليه أن لا يتناول أكثر من 60 ملليغراما كل 6 ساعات. والطفل ما بين ستة أشهر وسنة واحدة من العمر عليه أن لا يتناول أكثر من 100 ملليغرام كل 6 ساعات. والطفل ما بين عمر سنة وثلاث سنوات عليه أن لا يتناول أكثر من 150 ملليغراما كل ستة ساعات.
والطفل ما بين 3 إلى 5 سنوات عليه أن لا يتناول أكثر من 200 ملليغرام كل 6 ساعات. والطفل ما بين 6 إلى 12 سنة عليه أن لا يتناول أكثر من 250 ملليغراما كل ست ساعات. وللحرص على سلامة الأطفال وصحتهم يجب عدم الإفراط في إعطائهم أدوية خفض الحرارة وتسكين الألم ويجب استشارة الطبيب قبل إعطاء كميات أعلى مما تقدم ذكره.