أواجه صعوبات في النوم بالليل، وأتأثر بهذا خلال النهار في عملي وحياتي الأسرية .. جربت الأدوية المنومة وتخلصت من الاعتماد عليها، لكن المشكلة لا تزال لدي .. هل من وسائل غذائية أو غير غذائية لتسهيل النوم

الأمر الجيد أنك تخلصت من الاعتماد على الأدوية المنومة. والواقع أن الأرق حالة معقدة، وهي بالفعل مشكلة شائعة نسبيا قلما يخلو إنسان من المعاناة منها إما بشكل مزمن أو من آن لآخر أو سبق أن عانى منها في مرحلة من مراحل حياته.


وهناك عوامل متعددة ومتشعبة، وفي بعض الأحيان غريبة، قد تتسبب في بدء معاناة الإنسان من الأرق وصعوبات الدخول في النوم، أو قد تتسبب باستمرار المشكلة لدية وعدم قدرته على التغلب عليها وإعادة نظام نومه إلى الحالة الطبيعية.

وبداية علينا أن نعلم ما هو الطبيعي في النوم. الطبيعي هو أن الشخص البالغ ينام بسهولة نسبية في الليل لمدة متواصلة تتراوح ما بين 6 إلى 8 ساعات، وفي الليل بالذات. وأن يستيقظ نشيطا وشاعرا أنه قد ارتاح بدنيا وذهنيا وأخذ كفايته من النوم، ما يجعله لا يشعر بالنعاس في فترات النهار.

وقبل البحث عن وسائل معالجة الأرق وصعوبة الدخول في النوم، على المرء أن يتعرف على سبب أو أسباب بدء معاناته من مشكلة الأرق، ويتعرف على السبب أو الأسباب التي تتسبب في استمرار المشكلة هذه لديه. والأسباب قد تكون أمراضا مزمنة لدى المرء، تتسبب به بعدم الراحة أو عدم القدرة على الاستمرار في النوم، كالألم أو ضيق التنفس أو تكرار الحاجة للتبول وغيرها. كما أن نقص نسبة معدن المغنسيوم، أحد الأسباب الطبية المعروفة لصعوبة النوم.

وهناك أسباب ناتجة عن سلوكياتنا الحياتية، تجعل من السهل علينا أن نصاب باضطرابات عدم القدرة على النوم بالليل والاستغراق فيه. وهنا لدينا أسباب كثيرة، ومن أهم تلك الأسباب عدم مساعدتنا أجسامنا وأرواحنا كي تتهيأ للنوم. والنوم الطبيعي يأتي للإنسان نتيجة للارتفاع التدريجي في نسبة هرمون ميلاتونين. وهو هرمون تفرزه الغدة النخامية الموجودة في قاع الدماغ، وذلك تحت تأثير تناقص وهج نور النهار.

ولذا، فمن الطبيعي أن تبدأ نسبة هذا الهرمون في الارتفاع التدريجي من بعد غروب الشمس، لتصل النسبة إلى الحد الكافي لغلبة النعاس ومن ثم النوم بسهولة. ومن أهم ما يعيق هذا النظام الطبيعي للنوم هو الوجود في وهج الأضواء المنزلية بعد غروب الشمس.

وإحدى أهم وسائل إصلاح النوم هي خفض وهج الأنوار المنزلية بعد الغروب. وإضافة إلى الأنوار الليلية، هناك الضجيج الصوتي في المناسبات الاجتماعية أو الحفلات أو البرامج التلفزيونية وغيرها. والنوم يحتاج إلى أن تتهيأ له ظروف أخرى تتعلق بغرفة النوم، مثل أن يذهب المرء للسرير عندما يشعر أن عليه أن يفعل ذلك للنوم، لا أن يذهب إلى السرير كي يتقلب فيه ساعات.

وغرفة النوم يجب أن تكون خالية من أشياء مهيجة لليقظة، مثل التلفزيون أو المجلات أو الكتب أو المأكولات وغيرها، وإضاءة غرفة النوم يجب أن تكون خافته، والأفضل مظلمة، ودرجة حرارتها يجب أن تكون باردة، وأن تكون ما أمكن معزولة عن الضجيج الصوتي.

وأما بالنسبة للأغذية والأطعمة، فعلينا التنبه أولا إلى أن الشعور بالجوع أحد أسباب الأرق المهمة، ولذا فإن تناول وجبة العشاء في أوقات مبكرة من بدايات الليل شيء مفيد بالفعل للنوم. ومن المفيد إضافة مشتقات الألبان، كلبن الزبادي، والبيض وشرائح لحم صدر الدجاج، ضمن مكونات وجبات العشاء. ومن الأغذية المفيدة شرب كوب من الحليب الدافئ، نظرا لاحتوائه على السكريات والبروتينات، وأيضا لتحفيزه إنتاج هرمون ميلاتونين.