هل صحيح أن الأطفال الصغار مُعرضون للإصابة بالربو إذا سبحوا في المسابح المغلقة في المنزل؟

هناك ثلاثة جوانب للموضوع، الأول يتعلق باستخدام الكلور في تعقيم مياه المسابح والتأثيرات الصحية له. والثاني يتعلق بالتأثيرات الصحية للكلور حينما يُوضع في مياه المسابح بكمية فوق المسموح بها عالميا.والثالث يتعلق بالمسابح الداخلية المغلقة في المنازل أو النوادي أو غيرها.


وبداية هناك وسيلتان متوفرتان عالميا لتعقيم المسابح وتنقيتها من الميكروبات، وهي إما التعقيم بالكلور أو التعقيم بالأزون. والشائع جدا في كافة أرجاء العالم هو التعقيم بالكلور، نظرا لانخفاض التكلفة المادية لاستخدامه في المسابح.

ومما لا شك طبيا فيه أن الأطفال والمراهقين، وحتى البالغين، يكونون عُرضة للإصابة بعدد من الأضرار الصحية إذا سبحوا في المسابح التي تحتوي مياهها على كميات عالية من الكلور، إما بطريق الخطأ أو الإهمال من قبل متعهدي تنظيف المسابح وتعقيمها، وأهمها التهابات أنسجة الرئة والتهابات أنسجة الأنف والحلق والربو والحساسية الجلدية.

ومن المهم أيضا التنبه إلى أن وضع الكلور بالكمية المضبوطة لا يكفي لضمان عمل الكلور على تعقيم مياه المسبح، بل أيضا من المهم أن تُضاف المواد الأخرى التي تضبط درجة حموضة الماء. ذلك أنه لو كان وسط ماء المسبح قلويا، فإن الكلور لا يعمل بكفاءة على قتل الميكروبات وشل نشاطها.

وهناك عدد من الدراسات الطبية الصادرة عن أطباء في الولايات المتحدة وأوروبا، والتي لاحظت أن ثمة علاقة بين سباحة الأطفال الصغار جدا في السن بالمسابح، المغلقة وغير المغلقة، المعقمة باستخدام الكلور، وبين الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي الداخلي، أي أنسجة الرئة نفسها، والربو كذلك.

ولكن الأوساط الطبية المعنية بطب الأطفال لا تزال لا تراها أدلة كافية للوصول إلى ضرورة تبني نصيحة طبية بمنع سباحة هؤلاء الأطفال في تلك النوعية من المسابح. وهناك من أطباء الأطفال في مايوكلينك وغيرها بالولايات المتحدة، الذين يرون أن ثمة ما يكفي من الأدلة العلمية للتحذير من سباحة أولئك الأطفال الصغار في المسابح المغلقة والمعقمة بالكلور.

والتفسير العلمي هنا أن الكلور يتفاعل مع مواد توجد في العرق الطبيعي للإنسان وفي البول، وبالتالي تتكون مواد كيميائية ذات تأثيرات سلبية على الرئة. وهذه المواد هي أعلى ما تكون في مياه وهواء المسابح المغلقة.

ومشكلة التبول خلال السباحة ليست غير شائعة، بل إن إحدى الدراسات الطبية الأميركية التي تم إجراؤها في صيف العام الماضي لاحظت أن واحدا من كل خمسة بالغين اعترف بتبوله خلال السباحة في المسابح. وتوقع أولئك الباحثون أن النسبة أعلى بين الأطفال.

وإذا كانت الأم قلقة بشأن احتمالات الإصابة بالربو، خاصة عند وجود تاريخ عائلي للإصابة بالربو، أو عند سباحة الطفل في أماكن منزلية أو غير منزلية مغلقة ولا يتم تهويتها بشكل جيد، أو مسابح مغلقة مزدحمة، فإن الأفضل لها أن تختار أماكن للسباحة غير مغلقة أو أماكن يتم الاهتمام بتهويتها بشكل جيد، أو أماكن يهتم السباحون فيها بالاستحمام قبل السباحة وعدم التبول في الماء.