والدي عمره نحو 70 سنة، ولديه ارتفاع في ضغط الدم، ويتناول أدوية لمعالجته، ولكن دون نتيجة مرضية وفق ما يقوله الطبيب. والطبيب يحاول ضبطه بالأدوية، هل من الطبيعي ارتفاع ضغط الدم وصعوبة معالجته، ولماذا يحت

رسالتك تحتوي على استفسارات مهمة حول ضغط الدم ومعالجته لدى كبار السن، وحاولت اختصارها بالصيغة المتقدمة. ومن دون أي مجاملات أو تلطيف للعبارات نظرا للأهمية، علينا ملاحظة أن كبار السن هم أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم، وأيضا أكثر عرضة لاحتمالات الإصابة بمضاعفات هذا الارتفاع في ضغط الدم. والعمل باهتمام على تحقيق خفض ضغط الدم وصولا به إلى المعدلات الطبيعية، هو أمر بالفعل يستحق الجهد، لأنه سيقلل من تداعيات ومضاعفات هذا المرض على القلب والدماغ والكلى، والأهم سلامة حياة الإنسان.


والإنسان كلما تقدم في العمر، كلما زادت احتمالات إصابته بارتفاع ضغط الدم، والبعض في الأوساط الطبية يعتقد أنه جزء من عملية التقدم في العمر. وليس والدك من يعاني، بل هل هي مشكلة صحية شائعة وتشير الإحصائيات الطبية إلى أن من بين من تجاوزوا سن 65 سنة، نحو 75 في المائة من الرجال و65 في المائة مصابون بارتفاع ضغط الدم. ليس هذا فحسب، بل حتى من بين من بلغوا الثمانين من العمر، ومصابون بارتفاع ضغط ويتناولون أدوية لضبطه، فإن ثلث الرجال وربع النساء، ينجحون في ضبط هذا الارتفاع والوصول بضغط الدم إلى المعدلات الطبيعية طوال الوقت. أي أقل من 140/90.

ولذا وجود الإصابة بارتفاع ضغط الدم، ووجود صعوبات في تحقيق معالجته كما ينبغي، هي من الأمور الشائعة، التي تتطلب مزيدا من الاهتمام للوصول إلى نتيجة ليست مستحيلة بل ممكنة جدا وهي خفض ضغط الدم إلى المعدلات الطبيعية. والوصول إلى خفض ضغط الدم للمعدلات الطبيعية هو غاية تستحق العناء والصبر لأن النتيجة هي الحماية والوقاية من المضاعفات.

والمطلوب هو المتابعة لدى طبيب متخصص ومتمرس لمعالجة مثل هذه الحالات. والطبيب المتابع يحتاج إلى وصف الدواء المناسب، والأقل في آثاره الجانبية، ومتابعة تأثيراته على مقدار ضغط الدم ومتابعة أيضا آثاره الجانبية المحتملة على الكلى والأملاح والمعادن بالجسم وغيرها.

والمهم إضافة إلى تناول الأدوية، هو الحرص على فعل السلوكيات الصحية في الحياة اليومية، مثل خفض الوزن وصولا إلى المعدلات الطبيعية للوزن. ومثل الحرص على ممارسة النشاط البدني، مثل المشي اليومي وفق قدرات المرء الكبير في السن. والحرص على تناول الخضار والفواكه الطازجة. والحرص على الابتعاد عن التوتر النفسي والغضب، ومعالجة الاكتئاب أو القلق أو اضطرابات النوم وغيرها من الأمور النفسية. وفي كل هذه السلوكيات الحياتية الثلاثة، هناك دور مهم وواضح للأبناء والبنات في رعاية صحة والدهم أو ووالدتهم.