عمري 47 سنة. ومنذ نحو سنة تم تشخيص إصابتي بتليف في الرئة، وخاصة في الأجزاء السفلية منها، وذلك في مستشفيين بالكويت والولايات المتحدة. عملي مكتبي طوال حياتي، وقد نصحني الأطباء بالأكسجين الذي يوفر الراحة
من التقارير التي أرسلتها، فإن الأطباء شخصوا حالتك بأنها تليف في الرئة من النوع الذي ليس له سبب واضح.
وهذا النوع بالذات من أنواع تليف الرئة هو للأسف ليس واضحا بشكل علمي كاف للطب حتى اليوم.
ومعلوم أنه في بداية المرض تحصل عملية التهابات في أنسجة الرئة.
ويتبعها تكون أنسجة ليفية، نتيجة لهذه الالتهابات، تحل محل حويصلات الرئة التي مهمتها تسهيل تبادل الغازات فيما بين الدم والهواء الخارجي. وبالتالي تتدنى قدرات الرئة على استخلاص الأكسجين من الهواء وإدخاله إلى الدم كي يتم تزويد أنسجة الجسم المختلفة به.
وهناك من الأطباء من يعتقد أن عمليات الالتهابات في أنسجة الرئة ليست هي السبب في حصول تراكم الأنسجة الليفية في الرئة. ويدللون على ذلك بأن الأدوية المضادة للالتهابات، حتى الأنواع القوية والفاعلة منها، ربما لا تتمكن من منع تراكم الأنسجة الليفية في الرئة.
ومع هذا، عادة ما يصف الأطباء تناول أدوية مشتقات الكورتيزون ذات القدرة على خفض مستوى تفاعلات الالتهابات، كوسيلة لتقليل فرص تراكم الأنسجة الليفية في الرئة. والواقع أنه لا غنى عن الاستعانة والعلاج بها، والأمل أن تتمكن من المساعدة في الحالة، وخاصة إذا أضيف إليها تناول بعض أنواع الأدوية ذات القدرة العالية على خفض الالتهابات ومستوى نشاط مناعة الجسم، وتحديدا عقار «أزاثايوبرين». ولم يتضح لي من تقاريرك هل تم معالجتك بها أم لا.
وبالنسبة للجديد في العلاج لمثل هذه الحالات في الرئة، فإن هناك ربما عقارا أو عقارين يتم في الأوساط الطبية الحديث عنهما. الأول ربما يكون ذا تأثير فعال في منع تكوين الأنسجة الليفية ويسمى «بيرفينيدون». وهو موجود في بعض الدول الأوروبية، ويتم استخدامه في مثل هذه الحالات، والنتائج مشجعة لدى بعض المرضى. ولكنه لا يزال لم يحصل على تصريح بالاستخدام العلاجي في الولايات المتحدة.
والعقار الآخر هو بالفعل في طور الاختبارات والتجارب، وربما يستغرق وقتا حتى يتوفر للعلاج، ويدعى «بوسينتان».
والمهم في الوقت الحالي لحالتك هو المتابعة لدى طبيب متخصص بشكل متقدم في أمراض الرئة، والعمل على حماية الرئة من الالتهابات الميكروبية، وخاصة في فصل الشتاء ومواسم الإنفلونزا ونزلات البرد، والحرص على حماية رئتك من الأدخنة وغيرها من المواد الكيميائية التي قد تؤذيها، والحرص على بذل المجهود البدني وفق المقدار الذي ينصحك به طبيبك، إضافة إلى التغذية الصحية والحفاظ على وزن طبيعي للجسم.