لدي أفكار متضاربة حول فوائد وأضرار تناول الحوامل للأسماك. فما النصيحة الطبية؟

معك حق في هذا الأمر لأن من جهة هناك تحذيرات للحوامل من الإكثار في تناول أنواع من الأسماك الملوثة بمعدن الزئبق، أو الملوثة بمواد أخرى، وهناك من جهة أخرى مدح علمي لفوائد دهون أوميغا - 3 في نمو الجنين، وخاصة الجهاز العصبي لديه.


وبداية، فإن إرشادات الهيئات الطبية العالمية، مثل رابطة القلب الأميركية ورابطة مرض السكري الأميركية حول التغذية الصحية، تذكر أن على المرء تناول الأسماك أو الحيوانات البحرية، على الأقل مرتين في الأسبوع. وهذه النصيحة موجهه بالعموم للرجال والنساء، وللأطفال وللحوامل، ولعموم الأصحاء والمرضى بأي نوع من الأمراض.

والهدف هو الحصول على نوعية جيدة من البروتينات، إضافة إلى كمية جيدة من فيتامين «دي» ومعادن صحية مثل السيلينيوم والكالسيوم وغيرها.

ولكن الأهم، هو الحصول على كمية معتدلة ودائمة من دهون أوميغا - 3 المفيدة لصحة الشرايين القلبية والدماغية، وضبط انتظام نبض القلب، وخفض ضغط الدم، وسلامة عمل الجهاز العصبي والقدرات الذهنية، وصحة العينين والجلد وغيرها من أجزاء الجسم، لدى البالغين. ولدى الأطفال والأجنة، تفيد هذه الدهون في سلامة نمو الجهاز العصبي وعمله.

والإشكالية في تناول الأسماك لعموم الناس تتعلق بطريقة طهيها وانتقاء أنواعها الغنية بدهون أوميغا - 3. أما ما يتعلق بالحوامل والأطفال، وبغيرهم أيضا، فهو حمايتهم من التلوث بالزئبق.

ولذا يكون الحرص على تناول أنواع الأسماك الدهنية. مثل السلمون أو غيرها من الأنواع المحلية المعروف غناها بالدهون. ويكون الحرص على طهيها بالشواء، أو بقليها كقطع صغيره أو شرائح رقيقة بالقليل من زيت الزيتون، أو على أضعف الإيمان تغليفها بالدقيق قبل القلي في أنواع الزيوت الأخرى، ثم نزع تلك الطبقة قبل الأكل.

أما لتقليل احتمالات التلوث بالزئبق، وخاصة للحوامل والأطفال، فيُنصح بالحرص على انتقاء الأسماك ذات العمر الأصغر، لأنه كلما زاد عمر السمكة زاد محتواها من التلوث بالزئبق، وخاصة تراكمه في طبقة الجلد للسمكة. كما يُنصح بالحرص على تناول الأسماك التي يتم صيدها من أماكن بعيدة عن السواحل.

وهناك أسماك معلوم ارتفاع احتمالات تلوثها بالزئبق، مثل سمك الماكريل وسمك القرش، وسمك أبو سيف. وأسماك قليلة التلوث بالزئبق مثل السلمون، والتونا البيضاء الخفيفة المعلبة، وأسماك السردين الصغيرة في الحجم والعمر.