والدي مصاب بفشل كلوي، وعمي يبلغ من العمر نحو ستين عاما، ويريد أن يتبرع له بإحدى كليتيه. ونحن نقول له إنك كبير بالسن ومن غير المناسب أن تتبرع بكليتك. هل ما نقوله صحيح؟ وما التأثيرات المستقبلية للتبرع ب
بالنسبة إلى عمر المتبرع، لا يوجد حد زمني قاطع لعمر المتبرع بأي من الأعضاء، بمعنى أن تجاوز المرء لعمر ستين سنة لا يجعله شخصا غير مناسب لوهب كليته لأخيه أو أحد أقاربه أو غيرهم. وهناك حالات للتبرع بأحد الأعضاء من أشخاص تجازوا السبعين والثمانين، وتم توثيقها علميا.
والمهم في تقرير مدى مناسبة الشخص للتبرع بالكلى أو غيرها، سواء في حياة المرء أو بعد وفاته، هو تقييم الأطباء للحالة الصحية للمتبرع المقترح، وليس لمقدار عمره، إضافة إلى عناصر أخرى تتعلق بالتوافق والمطابقة في ما بين المتبرع والمتلقي.
وهذه العناصر هي ضمن قائمة التقييم الطبي للتبرع، التي يجريها الأطباء بشكل روتيني لأي متبرع. ولذا، ليس للإنسان أن يصنف نفسه أو غيره كغير مناسب للتبرع، بل إن الأطباء هم من يقومون بذلك إذا وُجدت الرغبة لدى الشخص في التبرع حال حياته أو بعد وفاته.
أما بالنسبة إلى التأثيرات الصحية المستقبلية لتبرع إنسان ما بكليته، فإن المصادر الطبية تشير إلى أنه في حال إجراء التقييم الطبي بدقة للشخص المتبرع قبل إجراء عملية التبرع بالكلى، فإن الآثار الصحية المستقبلية السلبية ضئيلة.
وينبغي تذكر أن التبرع بالكلية يتضمن الخضوع لعملية جراحية تصنف طبيا بأنها «كبرى»، وأن الشخص بعد استئصال الكلية منه، يبقى للنقاهة بضعة أيام في المستشفى.
ويحتاج خلال هذه الفترة إلى عناية طبية لمنع حصول أي التهابات أو مضاعفات تتعلق بالعملية الجراحية نفسها.
وبعد إزالة كلية واحدة، تبدأ الكلية الأخرى بالقيام بالعمل اللازم لتنقية الجسم من المواد الضارة وإنتاج البول، وإنتاج الهرمونات والمواد الكيميائية التي تنتجها عادة الكلى لجسم الإنسان.
كما تشير المصادر الطبية، التي تابعت مستقبل المتبرعين بالكلية، إلى أن معدل العمر ونوعية الحياة والحالة الصحية واحتمالات الإصابة بفشل الكلية، لا تختلف لدى الشخص المتبرع بالكلية عن أي إنسان آخر لم يتبرع بكليته.
ويحتاج الشخص المتبرع أن يهتم بصحته، أسوة ببقية الناس، وأن يهتم بالمراجعات الطبية للتأكد من سلامة عمل الكلية وبقية أعضاء جسمه.