أشكو من أصوات مزعجة ومحرجة للبطن .. ما الحل ؟

تُصدر المعدة لدى كل الناس أصواتا ، قد تكون محرجة ومزعجة ، وقد لا تكون كذلك. ويختلف الناس في شدة هذه الأصوات ومدى تكرارها خلال اليوم. وهذه الأصوات ناتجة عن انقباضات عضلات المعدة أو الأمعاء الدقيقة. ومن النادر أن تكون نتيجة لتلك الانقباضات في القولون ، أو الأمعاء الغليظة.


وكما تعلمين ، فإن المعدة والأمعاء الدقيقة هي بالأصل أنابيب جوفاء ، ومحاطة بطبقات من العضلات المُغلفة لها. وانقباضات العضلات مهمة جداً في إتمام عملية الهضم. وبتتابع انقباضات العضلات وانبساطها ، يتم مزج ما تناوله أحدنا من الطعام وتكسيره وعصره ونقله من منطقة إلى أخرى خلال القناة الهضمية. ونحن نشرب السوائل والماء مع الطعام أو خارجه ، كما أنه خلال عمليات الهضم يتم إفراز سوائل وعصارات من المعدة والمرارة والأمعاء الدقيقة والبنكرياس. وكذلك نبتلع غازات الهواء أثناء الأكل أو مضغ العلك أو تناول المشروبات الغازية. وتتحسب لدينا في البطن مزيج من مواد صلبة وسوائل وغازات. وكلها معرضة لانقباضات عضلية. ولا بد من المنطقي أن تصدر أصواتًا في المعدة والأمعاء أثناء مزج هذه المكونات كلها ، أو أثناء جريانها خلال القناة الهضمية. ولأن هذه الأمور تحصل بعيد تناول الطعام ، فإن الأصوات قد تحصل آنذاك ، أو أن الأصوات قد تصدر عند الجوع وزيادة إفراز عصارات المعدة والأمعاء ، أو أنها قد تصدر أثناء الجلوس والراحة ومشاهدة البرامج التلفزيونية بالليل. هذا كله طبيعي ولا يستدعي أي قلق.

إلا أن ثمة حالات من اضطرابات الأمعاء والمعدة وأمراضهما، تصاحبها الشكوى من زيادة حصول وإزعاج أصوات قرقرة البطن. وذلك مثل وجود إعاقة لجريان الطعام والسوائل والغازات خلال أحد أجزاء القناة الهضمية. والإعاقة قد تكون نتيجة وجود تورم أو تليف في منطقة ما من القناة الهضمية. وبالتالي قد تنقبض العضلات ولا تجري مكونات الطعام بحرية تامة. ومن الملاحظ أن صدور الأصوات نتيجة لإعاقة جريان الطعام يكون مصحوباً بألم في أحد أجزاء البطن. ومن نوع تقلصات المغص. أي الألم الذي يشتد ثم يرتخي.

وهناك سبب مرضي آخر لصدور الأصوات من البطن، وهو في حال تكاثر نمو البكتيريا في أحد أجزاء القناة الهضمية. وهنا تتميز البكتيريا بإنتاجها للغازات، التي تؤدي كثرة إنتاجها إلى صدور أصوات من الأمعاء أثناء جريان الطعام. ومن الملاحظ أن هذه الحالة عادة ما يُصاحبها انتفاخ في البطن وربما زيادة إخراج الغازات.

وعند القلق من تلك الأصوات ، وصدورها بطريقة غير معهودة في السابق ، فإن من المُطمئن مراجعة الطبيب. وحينما يتأكد الطبيب من عدم وجود أمراض أو اضطرابات في عمل الجهاز الهضمي ، فلا داعي للقلق البتة.

أما بالنسبة للحل ، فإن أهم ما يفعله هو تقليل كمية الطعام التي تتناولها ، والاكتفاء بحاجة جسمه من الطعام ، بدون حاجة لتذوق أصناف الأطعمة ، وكذلك تقليل فرص وجود غازات في القناة الهضمية ، والتي عبر مضغ الطعام جيداً ، وبلعه دون بلع كميات من الهواء المُصاحب للطعام غير الممضوغ ، وتقليل تناول العلك ، والامتناع عن التدخين وكذلك ، قد يكون اطلعت على نصيحة الأطباء من الولايات المتحدة عن جدوى تناول زيت الزيتون في تخفيف أصوات قرقرة المعدة ، وتعليلهم أن زيت الزيتون يُقلل من انقباضات عضلات الأمعاء ، ولكني لست متأكداً من وجود نصيحة طبية واضحة تتبنى ذلك.