أبلغ من العمر 30 عاما ولدي طفلان، تكررت إصابتي بجلطة في الساق أليسرى، بالرغم من عدم الشعور بأي من أعراض الجلطة في المرة الثانية، فهل من الممكن الإصابة بجلطة وريدية دون الشعور بها وما هي مضاعفات ذلك ؟
هذا ملخص سؤالك ، والإجابة هي نعم يمكن أن تتكرر الجلطة في نفس الساق ، يحتمل أن تحدث الجلطات من دون ظهور أية أعراض علي الإطلاق ، خاصة إذا كانت الجلطة صغيرة. أما إن كانت الإصابة في الأوردة الكبيرة للفخذ ، فان الساق تبدأ بالتورم والاحمرار والألم ، وعندما تصيب الجلطة منطقة السمانة (أو ما يسمى بطة الساق) من الساق فيشعر المصاب بالألم فيها.
وكما ذكرت ، قد لا تحدث أعراض على الإطلاق ، أو لا تحدث سوى مضاعفات محلية في الطرف السفلي فقط. لكن الإشكالية ، وهو ما يخشى عادة الأطباء منهج ، هو في حال انفصال احدى هذه الجلطات عن مكانها ، أو أجزاء منها ، لتسريع بالتالي مع تيار الدم حتى تصل إلى الجانب الأيمن من القلب ، ثم إلى الشريان الرئوي ثم إلى الرئة حيث تعلق هذه الجلطة في أحد فروع هذا الشريان الرئوي وتسد جريان الدم من خلاله لتزويد مناطق تنقية الدم من ثاني أكسيد الكربون وتزويده بالأوكسجين في الرئة.
ويطلق عليها آنذاك السدادة الرئوية أو القذائف الرئوية. وعندئذ يشعر المريض بألم حاد في الصدر وصعوبة التنفس وسرعة في ضربات القلب ونقص الأوكسجين في الدم والإغماء وحتى ربما الوفاة. كما أن ثمة رصدا متزايدا للأطباء لحالات تعبر الجلطات الدمية فيها الفتحة التي قد تكون لا تزال موجودة بين الأذينين في القلب، ما يُعطي ممراً تعبر الخثرة الدموية من خلاله إلى شرايين الدماغ، و بالتالي الإصابة بالسكتة الدماغية.
إن من الصعب على الطبيب تشخيص جلطات الساق بمجرد نظر المجرد وفحص الساق، خاصة في حال عدم وجود تورم أو ألم عند الضغط على مناطق معينة من الفخذ أو الساق. وحينها يكون الفيصل هو إجراء بعض الفحوصات الطبية التي غالبا ما يكون أولها تصوير الأوردة بالموجات فوق الصوتية للتأكد من تدفق الدم من خلالها والتأكد أيضاً من وجود الجلطات الدموية بذاتها.
وفي حال عدم تأكيد النتيجة في فحص الأوردة إما بصراحة الأشعة بعد حقنها بصبغة تلون الأوردة وكذلك الانسداد ، أو بتصوير الرنين بالمغناطيسي الذي لا يحمل إجراؤه أي خطورة مقارنة مع المخاطر المحتملة لتصوير الأوردة بالصبغة. سيقدم اختبارات التشخيصية إلى جلطات الساق تقتصر على أوردة الساق (منطقة السمانة) فقد تعاد الفحوصات على مدى الأسابيع التالية تأكد من عدم تحرك الجلطة إلى أوردة ما فوق الركبة.
المهم بعد تأكيد التشخيص هو البدء بالعلاج والمداومة عليه للمدة التي يُشير بها عليك طبيبك المتابع عن كثب لحالتك.