عمري 35 سنة، ولدي فشل كلوي نتيجة التهاب أصابني قبل أكثر من عشر سنوات، هل أُقدم على عملية الزراعة أم أستمر في الغسيل ؟
بغض النظر عن توفر المتبرع الحي أو زراعة كلى من شخص مُتوفى، فإن المهم ان المكان الذي ستجري العملية فيه جيد ومناسب، لأن الخبرة والكفاءات الطبية متوفرة فيه، وسجلهم في إجراء هذه العمليات جيد. وواضح من تقرير طبيبك رأيه في أن حالتك الصحية مناسبة لإجراء عملية زراعة الكلى.
العملية تتم تحت التخدير الكلي، وتستغرق بالعادة حوالي أربع ساعات، والجراح يزرع الكلى الجديدة في أسفل البطن، المهم إدراكك أنها عملية تُصنف بأنها كبيرة من ناحية الوصف الطبي، وتحتاج إلى البقاء حوالي أسبوع في المستشفى بعد العملية.
وبعد نجاح أمر الزراعة الجراحية والإفاقة من التخدير والسلامة من حصول الرفض السريع والمباشر من قبل الجسم للكلية المزروعة وبدئها في العمل، وانتهاء فترة النقاهة والخروج إلى المنزل، فإن الأولوية هي في ما يُسمى بالرعاية ما بعد الزراعة. والمقصود هو كيفية العمل على إبقاء الكلية المزروعة في صحة جيدة والمحافظة على عملها بكفاءة لسد حاجة الجسم إليها في تنقية الدم.
الكلية المزروعة هي جسم غريب في وجهة نظر جهاز مناعة الجسم. ومن المتوقع أن يُحاول جهاز مناعة الجسم مهاجمتها، أسوة بأي جسم غريب من ميكروبات أو غيرها. وهو ما سيُؤدي إلى تلفها وفشلها عن أداء عملها الذي من أجله تمت زراعتها بالأصل. ولذا فإن الأولوية هي لوقف جهاز المناعة من مهاجمتها عبر إعطاء أدوية تُخفض من تفاعل جهاز المناعة مع الأجسام الغريبة بشكل عام. ويتولى الأطباء العناية بهذه الأمور، وما هو مطلوب منك أولاً وقبل كل شيء هو المتابعة معهم في المراجعات الطبية والحرص على تناول الأدوية وفق توجيهاتهم بلا أدنى تهاون، وأكرر بلا أدنى تهاون. وبهذا يتم الجزء الأهم والأكبر في منع رفض الجسم للكلية المزروعة.
الأمر الآخر المهم هو ملاحظة ظهور أي علامات لرفض الجسم للكلية المزروعة بالرغم من تناول الأدوية اللازمة. مثل ارتفاع الحرارة والألم في منطقة زراعة الكلية الجديدة أو تغير كمية البول أو لونه. ولو تمت ملاحظة أي شيء من هذا فإن الواجب مراجعة الطبيب حتى في قسم الإسعاف لاستدعاء الطبيب المختص بالكلى وتقويمه وضعها. وهناك آثار جانبية لأدوية خفض المناعة يُخبرك الطبيب عنها، كما يُخبرك عما هو مقبول ومتوقع منها وما هو غير ذلك.
زراعة الكلى في جوانب كثيرة منها راحة للإنسان من عناء جلسات غسيل الكلى المتكررة أسبوعياً ولعدة ساعات. كما أنها تُعطي فسحة في كمية الماء الذي يستطيع المريض شربه وكذلك نوعية الطعام وغيرها من الجوانب المُريحة في الحضر وفي السفر. لكن من المهم إدراك أن الزراعة ليست شفاء من المشكلة، بل هي إحدى وسائل الحل العلاجي التي تتطلب متابعة دقيقة لجني فوائدها الكثيرة.